"سلمان مصالحة" فَضَحَتَ صهيونيتك!

بقلم: فايز أبو شمالة


عندما يموت الحياء، ويحجب الولاء للأعداء حقائق الأشياء. يشحن سلمان مصالحة ابن الطائفة الدرزية قلمه من حفرة امتصاصية، ليكتب قصائد باللغة العبرية، قصائد تمجد حروفها أبطال إسرائيل الذي سحقوا الفلسطينيين، وتؤكد معانيها على أحقية بني إسرائيل في أرض الآباء، بل تجاوز الشاعر العبري سلمان مصالحة كل اعتبار حين دعا إلى توحيد القدس "أورشليم" تحت سيادة إسرائيل، لذلك استحق سلمان مصالحة جائزة رئيس دولة العدو الصهيوني على ما أبدع من شعر باللغة العبرية.
لو اكتفى سلمان مصالحة بما حقق من رقي على أعتاب الصهيونية، ومن علاقة حميمة مع اليهود، لو اكتفى بذلك لما استحق الذكر والمتابعة، ولظل رقماً محروقاً لدى أخواننا الفلسطينيين الشرفاء عرب 48، الذين يتبرءون من كل خارج عن الجماعة الوطنية، ولكن سلمان مصالحة تجاوز صهيونيته، وراح يصدر قناعاته بعظمة اليهود من خلال كتاباته في موقع "إيلاف"، وينشر باللغة العربية بعض ما طفح عن نفسيته الصهيونية، فكتب مقالاً تحت عنوان: "حماس في خدمة إسرائيل"، مقال سارعت بعض المواقع التي تحمل اسم فلسطين إلى نشره، دون أن تلفت إلى صهيونية الكاتب.
من يقرأ المقال يدرك ما أرادت المخابرات الإسرائيلية أن تقوله للمواطن العربي، أوردته على لسان سلمان مصالحة، الذي يبدو حريصاً على شعب فلسطين حين يقول:
1ـ حكومة حماس التي تسيطر على قطاع غزّة شكّلت وحدة خاصّة وظيفتها حماية الحدود مع إسرائيل، ومنع أي خرق للهدوء.
ـ نسي مصالحة أن سكان قطاع غزة يدركون بحسهم الوطني مدى تطور المقاومة.
2ـ يقول: إنّ المأساة الفلسطينيّة هي أنّ هذا الشّعب المنكوب لم يفلح حتّى الآن في إفراز قيادات مسئولة، تملك جرأة المصارحة، وتفهم عمق المأزق الفلسطيني في هذا العالم من حولها، وتعرف استنادًا لذلك التعامل مع هذا العالم.
ـ نسي مصالحة أن هذه الدعوة قد مهدت إلى نبذ المقاومة التي يسميها مصالحة "الإرهاب" وتهدف إلى تسليم ما تبقى من فلسطين لليهود، تحت حجة الواقعية.
3ـ يقول: عندما قرّر شارون تفكيك المستوطنات، والانسحاب من قطاع غزّة، لم يكن ذلك القرار قد جاء لمجرّد التكلفة الباهظة التي تدفعها إسرائيل في مواصلة احتلال القطاع.
ـ نسي مصالحة أننا شهود أحياء على حجم الرعب الذي سكن قلوب الجنود الإسرائيليين، وهم ينتظرون لحظة تفجرهم، ولاسيما بعد أن نجحت المقاومة في حفر الأنفاق من تحت مواقعهم، وقد تم تفجيرهم حقيقة على معبر رفح الحدودي، ومن قبل في موقع حاجز أبو هولي، لقد انهزم شارون في غزة جهاراً نهاراً، وهرب منها مدحوراً مذموماً.
4ـ ويقول: سيغرق العالم العربي، كلّ قطر على حدة، في قضاياه الداخلية الملحّة. أما الأجيال العربيّة الشابّة؛ فلن تقبل بالشعارات الرنّانة عن الأمّة الواحدة والرسالة الخالدة، وما إلى ذلك من بلاغة بليدة لم تُطعم في يوم من الأيّام جائعًا، ولم تردّ إلى أهله ضائعًا.
ـ نسي الصهيوني أن للعرب لسان واحد، وهدف واحد، ولهم رسالة سماوية خالدة، وها هم ينتصرون في كل ساحات التغيير، ويفرضون حقائق تفقأ عين إسرائيل ورجالها.
5ـ يقول: إن هاتين السلطتين كل منهما على حدة، والاثنتين معاً، تخدمان موضوعياً السياسيات الإسرائيلية المتعاقبة، وقد آن الأوان لأن يقول الشعب الفلسطيني المنكوب لكل هذه الزعامات: كفى، بعد أن أضحت هذه الزعامات نفسها نكبة جديدة مسلطة على رقاب الفلسطينيين، أليس كذلك؟ والعقل ولي التوفيق.
ـ نسي سلمان وعي الأمة التي أدركت أن من يضع بيض الفلسطينيين كله في سلة واحدة لا يهدف إلا تسخيف المقاومة، ومحاربة المقاومين، ونسي سلمان أن الله ولي التوفيق، ولا توفيق لمن خان العهود، وباع عقله للشيطان، واتبع مِلّةَ اليهود.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت