الانتخابات الرئاسية المصرية التي شهدتها مصر تشكل نقطه انطلاق حقيقية في تاريخ مصر الحديث لما تميزت به الانتخابات من شفافية وحرية في الاختيار ، شاهد العالم اجمع الشعب المصري يمارس حريته وديمقراطيه لأول مره ، أكثر من ثلاثين عاما حرم الشعب المصري من ممارسة حقه في الاختيار الديمقراطي الحر لممثليه عبر الانتخابات الحرة والنزيهة ، لا احد يستطيع أن ينكر الحدث التاريخي لمصر ألحديثه مصر الثورة التي انقلب فيها المصريين على حكم مبارك الديكتاتوري الاستبدادي بثورة سلمية شهد لها الجميع بسلميتها وبحضارة محدثيها وبعدالة مطالب الشعب المصري ، ليس بإمكان احد أن يطعن بنزاهة الانتخابات الرئاسية في مصر وان كان هناك خروقات لا تشكل انتهاكا للحرية والديموقراطيه التي مارسها الشعب المصري ، إن مفاجئة الانتخابات هي بتلك القراءة الاولويه لما أفرزته نتيجة هذه الانتخابات ، هو تمكن المرشح احمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد حسني مبارك أن ينافس على رئاسة مصر في جولة الاعاده المقررة بنصف الشهر القادم ، هذا النجاح للمرشح احمد شفيق في حد ذاته انعكاس للرأي العام المصري بعد عام ونصف من ثورة مصر بحيث هناك من أعاد حساباته لأسباب قد يكون التخوف على مستقبل مصر مما حل في مصر من فوضى ، عبث امني ، تدهور اقتصادي ، كان للتأثير الإعلامي الذي لعب دورا في كيفية حرف أنظار المصريين عن ثورتهم بتعبئة فكريه خاطئة وتصور خاطئ لما سيكون عليه حال مصر في حال استمرت المظاهرات والاحتجاجات والاعتصام وقد يكون لحادثة العباسية انعكاساتها على الرأي العام المصري مما اثر في مزاجية العديد من المصريين ، إن الخلافات التي تفجرت بين حركة الإخوان المسلمين والقوى الثورية الأخرى على اثر تشكيل الجمعية التاسيسيه للدستور هي الأخرى تركت انعكاسها على مزاجية الشارع المصري ،
إن انعدام توحيد الرؤى للقوى الثورية في مصر بانعدام ألاستراتجيه التي كان يجب أن تقود مصر بقيادة يكون بمقدورها قيادة مصر لتنفيذ برنامج ثورة مصر الذي على رأس الوياته تحقيق الأمن والأمان والاستقرار لكل المصريين ، إن كل تلك الوقائع وغيرها أثرت على الرأي العام المصري وأدت بقطاع كبير من المصريين للاقتراع والتصويت للمرشح احمد شفيق ، ليس لأحد أن يشكك بوطنية المصريين وحبهم لبلدهم ووطنهم مصر ، ولن يكون بمقدور احد الانتقاص من دور أي مصري يتطلع لإعادة بناء مصر ، مصر ما بعد 25 يناير هي غير مصر قبل هذا التاريخ وان حلم المصريين جميعا في بناء مصر الأمن والاستقرار والقوه والنفوذ حلم المصريين أن تعود مصر لعزتها وكرامتها وان تعود مصر لمحورها العربي والإقليمي هو ما يسعى لتحقيقه كل أبناء الشعب المصري ، ما تعيشه مصر هو صراع بين الماضي المتمثل في أولئك الذين ما زالوا يؤمنون بعهد حسني مبارك عهد الديكتاوريه والمحسوبية وانعدام الحريات والديموقراطيه هؤلاء هم تحكموا بشعب مصر وبثروات مصر وأنكروا على المصريين حقهم بالعيش بحريه وكرامه ، أما المستقبل هو يسعى لتحقيقه ثوار مصر بثورتهم على الاستبداد والدكتاتورية سعيا للحرية والعدالة الاجتماعية ، هذا الصراع عكسته انتخابات الرئاسة المصرية التي لا بد وان تكون إعادة لقرائه متانيه لأسباب ومسببات التغير في رأي العديد من المصريين والتي كانت السبب في دفعهم للتصويت لجانب احمد شفيق الذي ينظر إليه ثوار مصر انه امتداد للنظام السابق وان كانت سلوكيات وأفعال وانجازات الرجل هي غير ذلك ومع هذا لا بد من إعادة النظر في كل تلك الأخطاء التي ارتكبتها الثورة وانعكست بسلبياتها على الرأي العام المصري ، إن أولى أسباب ومسببات هذا التغير النسبي هو بهذا الخلاف الذي حصل ما بين مختلف الأحزاب والفئات التي قادت الثورة في مصر وبالتحكم والتفرد الذي حاول التيار الإسلامي تجسيده على ارض الواقع والناي بهذا التيار بنفسه على باقي التيارات والأحزاب الأخرى ، كان وما زال هناك تخوف من قبل قطاع عريض من المصريين من تحكم الإخوان المسلمين والسلفيين في حكم مصر ، هذا التخوف دفع بالإعلام والإعلاميين ومن بقايا نظام مبارك لشن حمله إعلاميه منظمه أدت بالتشكيك بأهداف وغايات الثورة وعصفت بالمزاج المصري وتشككه بأهداف الثورة المصرية ، إن انعدام الرؤى ببرنامج ثوري يقود ثورة مصر ويشكل مرجعية لثوار مصر وشعب مصر أدى بهذه الفوضى التي تشهدها مصر التي بنتيجتها خسرت الثورة في مصر قطاع من المصريين لا يستطيعون التعايش مع هذا الواقع المستجد ، ألوان الطيف السياسي للمرشحين للرئاسة المصرية وبتلك القواسم المشتركة للبرامج الانتخابية للمرشحين بحيث اقتنع أولئك الذين صوتوا للمرشح احمد شفيق بأمن واستقرار مصر ، أمام هذا الواقع الذي أفرزته النتائج الاوليه للانتخابات الرئاسية وأمام هذا الصراع الذي تشهده الساحة السياسية في مصر فلا بد من حماية الثورة في مصر ، هي حماية تتطلب من كل القوى التي ساهمت بنجاح ثورة مصر أن تعيد حساباتها وتقييماتها وان تنظر بموضوعيه لمستقبل مصر بحيث على الجميع أن يتوصل لاتفاق مشترك وفق رؤيا مشتركه لكيفية بناء مصر من منظور وحدوي وبمشاركة كافة القوى من كافة الأحزاب والقوى التي شاركت بهذه الثورة التي هي آمال وأماني المصريين وتطلعات الشعوب العربية والاسلاميه بنهضة وقوة مصر التي هي منعة للعرب واستعادة لقوتهم ، بقوة مصر إعادة للتوازن في العلاقات العربية الامريكيه وإنهاء التحكم الأمريكي والأوروبي في مقدرات مصر والشعوب العربية ،
أمام المصريين فرصه لتوحيد صفهم وخطابهم السياسي الموضوعي المنهجي من خلال الاتفاق بين كافة القوى التي بمستطاعها أن تنهض بمصر ، هذا الاتفاق الذي يضمن التوصل لبرنامج سياسي واقتصادي واجتماعي متكامل يقود مصر للأفضل وفق ما يراه المصريين لمصلحتهم وذلك من خلال الاتفاق والتوافق على حكم مصر بقياده جماعية قادرة بالوصول بمصر لبر الأمان ، إن الحوار بين كل القوى والأحزاب الثورية المصرية وبمشاركة كافة المرشحين الذين شاركوا بصنع الثورة أو ساهموا بدعم الثورة مما يساهم بالتوصل لبرنامج موحد بقياده موحده متمثلة بدعم مرشح الإخوان المسلمين للرئاسة محمد مرسي على أن يكون نواب الرئيس من تلك القوى المحسوبة على التيار المدني التي يمثلها حمدين صباحي والوسطي يمثلها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وان يكون لهؤلاء النواب فعلهم وعملهم وقدرتهم على المشاركة الفاعلة واتخاذ القرارات الملزمة وبالإجماع الوطني بما يحق لمصر أهدافها وغاياتها ويساهم في رفعة مصر وعزتها ، بهذا الحوار وبالتوصل لبرنامج سياسي اقتصادي اجتماعي تكون ثورة مصر قد دخلت مرحله جديدة من مراحل نجاحها وحققت انجازا بمشاركه فاعله من مختلف القوى والاتجاهات وأرست احد أهم الدعائم التي بمقدورها إنجاح الثورة ببرنامج يقود مصر نحو التغير وإعادة البناء لمصر ألحديثه
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت