في خان يونس كان إحياء لذكرى النكبة

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي



ربما في هذا العام رأيت الصورة مختلفة تماما ، لم تكن رؤيتها من خلال كلمات خطابية رنانة لأحد زعماء الفصائل ، والتي سئمناها منذ أكثر من 6 عقود ، بل ما نظرناه بحدسنا وبصيرتنا وتفكيرنا حين وقفنا أمام هذا الحشد الكبير في قاعة المؤتمرات في مستشفى الهلال الأحمر بخان يونس ، وحسن الإعداد من الأخوة في اللجنة الشعبية لشئون اللاجئين في خان يونس ، ولا أبالغ ككاتب ومؤرخ حين أقول أن كافة أعضاء اللجنة كانوا خير جنود في المعركة ، لما قدموه من جهد ذهني فكري وآخر بدني عضلي نفسي ..

وكانت النتيجة إحياء فعلى حقيقي صادق بعيد عن الرتوش المزيفة وحب التظاهر والأنا كما يفعلها الغير من أبطال احتكار المسميات منذ حين من الدهر...

في خان يونس كان صدق الشعار ، كان أمل العودة يشاهد في عيون الكبار والصغار ، رأينا عيون النساء الدامعة وصمود العجوز بعكازه المصنوع من أخشاب احرج فلسطين المقدسة ، رأينا ثبات الشيخ بعكازه كثبات جبال الجرمك وعيلبون والخليل ..

لن نبالغ حين القول أن لجان اللاجئين في خان يونس عملت كبناء مورفلوجي دقيق كبناء خلية النحل ، يعرف كل واحد منهم ،كيفية الدور الذي يؤديه وبدقة ونجاح وإتقان ..

لمسنا عملاً من اجل فلسطين ، لا في سبيل تعبئة خانة من خانات النفاق المعهودة ،
لامسنا صدق الشعار في القلوب والجدران والعيون ، لامسنا مخاطبه العقل والوجدان معا..

كثير هي المحددات التي جعلتنا ككتاب مقتنعين بتجربة خان يونس ، ونأمل تعميها على كل المخلصين المعنيين بواقع اللاجئين الحالمين بحق العودة والتي انطلقت من رؤية وحسن تصرف كالتالي :


- إصدار بطاقة لاجئ لكل الأطفال من سن 16 عام فمادون عليها اسم الطفل وبلدته الأصلية مشفوعة بقسم العودة فمن اطلع عليها لابد أن تفر الدمعة من عينية لان القسم له معانيه الكبيرة في تراثنا وعقيدتنا الإسلامية

- تسليم مفتاح العودة ، مع دلالات العهد ، موقف أثار الحضور ، ووقف الكل معه مبتهجا مصفقا باكيا مبتسما في آن واحد ،حين قام العجوز المختار أبو محمد عنابة ، بتسليم شكلا يمثل رمز مفتاح العودة موشح بعلم فلسطين للطفل احمد محمد شعبان النبريص ابن أخت المستشار فخري النبريص الذي كان له بصمات مع رفاقه في إنجاح فكرة مهرجان العودة ..


- اختيار نخبة من المحاضرين المؤثرين مع الحرص على تناول موضوع من كافة جوانبه التاريخية وكان المتحدث كاتب المقال أمين مبادرة وفاق ، أما في الجانب السياسي كان المفكر والمحلل السياسي أستاذ العلوم السياسية د عاطف أبو سيف والجانب القانوني د محمد أبو سعده عميد كلية الحقوق في جامعة فلسطين الدولية ، متوجه بكلمة جامعة مانعة من رئيس لجنة لاجئين خان يونس الأستاذ مازن أبو زيد ..


مهرجان خان يونس له دلالات منها :

- أن حلم العودة سيبقى مثل الجذوة التي لن تخبو

- نكبة فلسطين ستبقى وصمة عار في جبين المجتمع الدولي..

- أطفال فلسطين لن تنسي ولن تغفر لأنهم رضعوا معاني الكرامة والثورية وحب فلسطين وتوارثوها عبر نسق قيمي ووطني لن ينضب ..

- الفلسطينيون وفى ضوء المتغيرات الدولية باتوا اقرب لتحقيق الحلم ..

- حضور المهرجان من كافة قوى العمل الوطني والاسلامى له دلالات أن الدم الفلسطيني لن يقبل القسمة ، ولن يستغل ، وستبقى وحدتنا هي أول خطوة في طريق عودتنا ..

د ناصر اليافاوي الأمين العام لمبادرة المثقفين العرب وفاق

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت