حكــاية موســــــــــم البطــــيخ في غـــــــــزة

خان يونس – وكالة قدس نت للأنباء
شهدت الحقول المزروعة بالبطيخ هذا العام إنتاجًا أقل مقارنتًا بالأعوام الماضية، نتيجة أزمة الوقود المتفاقمة بقطاع غزة مُنذ عدة شهور، والتي طالة كافة القطاعات بما فيها قطاع الزراعة، وتواصل هطول الأمطار لفترة متأخرة، حيث لم يتعدى إنتاج الدونم الواحد "8طن"، بفارق "2 لـ 3 طن" عن العام الأعوام الماضية.

وفي مثل هذا الوقت من كُل عام يبدأ المُزارعين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في المنطقة الجنوبية من قطاع غزة، بجني محصول البطيخ والشمام الموسمي، المزروع إلى مساحاتٍ شاسعة من الأراضي الزراعية.

مراسل "وكالة قدس نت للأنباء" تجول بحقول البطيخ والشمام بمحافظتي رفح وخان يونس، وتحدث لبعض المزارعين حول كمية ونوعية المُنتج لهذا العام، ومدى تأثير أزمة الوقود على كمية الري لأراضيهم، وأعدت التقرير التالي..

كميات أقل

ويقول المزارع فهد ماضي صاحب مزرعة بطيخ تُقدر بحوالي 70 دونمًا بحي العمور شرق خان يونس: "إنّ كمية إنتاج مزرعته من البطيخ لهذا العام، أقل من العام الماضي، بسبب تواصل هطول الأمطار لفترة متأخرة بينما كانت أشتال البطيخ تحت أقواس بلاستيكية صغيرة، تسببت بتجمع المياه عند جذورها، وموت كثير من الأشتال".

ويضيف"كما كان لأزمة السولار السبب الأكبر بقلة الإنتاج، نتيجة توقف أبار المياه لساعات عن العمل، مما كان يُجبرنا على عدم ري المزروعات في بعض الأحيان ليوم أو لأكثر، مما تسبب بتقلص كميات الإنتاج، والتقليل من نسبة الربح للمزارع، الذي يضطر لبيعه بثمن مرتفع لجني تكاليف زراعته".

ويبين أن وزارة الزراعة بحكومة غزة ساهمت بشكلٍِ جزئي في حل أزمة الوقود، من خلال صرف كابونات لكل مزارع كي يستطيع تشغيل المولدات والمواتير، مُشيرًا إلى أن كيلوا جرام البطيخ للتاجر ما بين 8.7لـ 1شيقل، في الأعوام الماضية كان بمحيط السعر المذكور، وأكثر من ذلك.

وحول ما إذا كان المُنتج يحتوي على سموم تؤثر على صحة المُستهلك كما حدث بالأعوام الماضية، طمئن كافة المواطنين بخلوه من أي نوع من السموم، قائلاً : "كل ما كان يُشاع غير صحيح، لكن لا نستبعد أن يكون مزارع ما وضع مواد سامة لمضاعفة الإنتاج وقطفه مبكرًا لجني أرباح أكثر".

من جانبه، يوضح صاحب المزارع أبو صلاح، أنّ كمية الإنتاج هذا العام أقل من العام الماضي رغم كثرته وكفايته للسوق الملحية، مُشيرُا أنّ مساحة أرضه "25دونم" ويُنتج الدونم حوالي "7لـ 6 طن"، بينما بلغ إنتاجه العام الماضي حوالي "10طن".

ويرجع السبب لأزمة السولار، التي تسببت بتوقف مولدات وأبار المياه عن العمل، حتى تدخلت وزارة الزراعة وبدأت بتوزيع السولار عليهم عبر "كابونات"، منوهًا أن ثمن كجم البطيخ للتاجر بأقل من "شيقل" وسيصل للمًستهلك " 6لـ 8كجم" بـ "10شواقل"، ومن المتوقع أنّ ينخفض الثمن بأقل من ذلك.

ونفى الشائعات حول وجود سموم بمنتج البطيخ والشمام، قائلاً : "الزراعة تتابع عن كثب جميع المزارعين، وعلى صعيدي الشخصي لم أضع أي مُبيد سام بالمنتج، وها أنا أتناول منه قبل المُستهل، وبالتالي أطمئن كافة المواطنين بتناوله دون خوف".

اكتفاء ذاتي

من جانبه، يوضح وكيل وزارة الزراعة بحكومة غزة إبراهيم القدرة أنّ البطيخ والشمام سيُحقق الاكتفاء الذاتي بهذا العام كـ الأعوام المُنصرمة، فمن المتوقع أن يكون إنتاج البطيخ هذا العام حوالي "25ألف طن" مزروع على مساحة "5ألاف دونم"، أما إنتاج الشمام فمن المتوقع أن يبلغ حوالي "8ألاف طن" مزروع على مساحة "2000دونم".

ويشير القدرة لـ "قدس نت" أنّ المزارع دخل عام 2012 بمرحلة النوع وليس الكم، فالكثير من المزارعين بدءوا الاعتماد على النظام المذكور، وعليه نبشر أبناء شعبنا بأننا سنرى أصناف جديدة من البطيخ والشمام بالأسواق المحلية، مما يُدلل على قدرتنا على الإنتاج والتحدي للحصار.

ولفت إلى أن القطاع لم يستورد مُنذ حوالي "خمسة أعوام" البطيخ والشمام، إلى جانب الكثير من المحاصيل الزراعية الأخرى، مما يُدلل على نجاح سياسة الوزارة والمزارع بتحقيق الاكتفاء الذاتي من غالبية المحاصيل يما المذكورين

كما وطمأن المزارعين بالتزام الوزارة بدعم المُنتج الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي، ومواصلة مساندة المزارعين ورفع من همتهم، وكسر سياسة الاحتلال بتدمير الاقتصاد من خلال محاصرة المُنتج المحلي، قائلاً : "الزارعة ستواصل جهودها حتى يتحقق الاكتفاء الذاتي بباقي المحاصيل".

وفيما يّخُص معايير السلامة والصحة بمُنتج البطيخ، قال "قد تكون فئة شاذة المزارعين مُخالفة لمعايير الصحة التي وضعناها، لكننا كـ وزارة نقوم بشكلٍ دائم بمراقبة المزارعين، للحفاظ على سلامة صحة أبناء شعبنا، ونطمئن المُستهلك بأن المُنتج أمنّ وتنطبق عليه الشروط الصحية وكُل ما يُشاع غير ذلك غير صحيح".