حمدين صباحي الرئيس الشعبي

بقلم: مصطفى إبراهيم


يعيش جزء كبير من الشعب المصري هم جماهير الثورة مخاضا عسيرا على اثر ما اسفرت عنه الانتخابات الرئاسية من نتائج غير متوقعة وظهور قوة جديدة سيكون لها شان كبير في الفترة القادمة، ويشعر هذا الجزء بحجم المأزق الذي يعيشونه وما هو مطلوب منهم ان يقرروا للتصويت سواء لمرشح جماعة الاخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي أو مرشح اجهزة الدولة القديمة الفريق احمد شفيق.

ويشعر هؤلاء بأنهم محاصرين بين هذين الخيارين، وان الثورة تسرق منهم وأنهم لم يقدروا اللحظة في مواجهة اقوى قوتين منظمتين هما جماعة الاخوان المسلمين والدولة وأجهزتها القديمة.

وفي الوقت الذي جاءت الانتخابات بشخص مناضل شعبي او الرئيس الشعبي هو حمدين صباحي كما يحلو لكثير من المصريين تسميته الذي حقق نتائج مبهرة بدعم الفقراء وأبناء الطبقة الوسطى من التيار القومي واليسار المصري غير الموحد وبالمال الحلال، ليعيد هذا التيار الى الواجهة والخريطة السياسية المصرية، وأصبح ذو وزن وشأن كبير بعد ان كان واحد من الناس، ولم يكن له حضور ونفوذ كبير يضعه في مصاف المتنافسين الاقوياء المدعومين بالمال السياسي وأجهزة الدولة ليعيد للثورة قوتها وبريقها.

يشعر هؤلاء الان بأنهم قوة كبيرة ومرعبة وتستطيع ان تنافس القوتين العاتيتين بالتنظيم والمال وان بإمكان التيار الثالث وعلى رأسه حمدين الذي لو قدر له ان يكون في الاعادة لكان بالتأكيد هو خيار المصريين ويعيد لمصر روحها وقوتها التي فقدتها خلال العقود الاربعة الماضية.

جرى ما جرى من نتائج، بعد ان حاولت تلك القوتين المنظمتين أن تسرق مصر الثورة، مصر الجديدة، فمصر اليوم ليست مصر ما قبل الثورة فتلك القوتين لن تستطيعا العبور والفوز بمصر من دون هذه القوة الجديدة المتمثلة بحمدين صباحي ومن وقف معه وسانده واعاد الثقة والأمل فيهم وأنهم اعادوا لمصر بريقها المصري العربي الاصيل.

نجاح قوة التغيير الحقيقي المتمثلة بالتيار الثالث والذي لن يقف عند حدود مصر بل ستتخطاها الى خارج حدودها، ولعل ما نراه من استجداء تصويت القوتين المنظمتين خاصة جماعة الاخوان المسلمين لقوة التغيير لمساندتها للفوز في الرئاسة خير دليل على ذلك.

تجربة صباحي فاجأت الكثيرين ولم يتوقعها المراقبين، ولن تتوقف مراكز البحث والتحليل بتحليل ما جرى، حتى اولئك الذين فقدوا الامل بظهور شخصية او تيار يتمكن من اعادة الروح لهم حيث كانوا ينظرون اليه بأنه خاسر ولن يحقق اكثر مما كان يحققه في انتخابات مجلس الشعب في بلدته، لكنه اصبح ظاهرة بارزة في مصر يستلهما الكثيرون في الوطن العربي عامة والفلسطيني خاصة، في مواجهة الاستقطاب الحاصل في الساحة العربية ومواجهة قوى الاقصاء والاستبداد والتحالفات المشبوهة مع الغرب.

ظاهرة محيرة ان يكون المهزوم انتخابيا معنوياته مرتفعه وضميره مرتاح واقوى شعبيا من اولئك المتنافسين ويشعران بأنهما ليسا اصحاب حق بالفوز لما ارتكباه من خطايا وأخطاء بحق الثورة وأنهما مدعومان من قوى منظمة حزبيا وماليا وأجهزة قوية.

نجح مرشح الغلابة في كسب قلوب الفقراء وعدد من المدن الكبرى عدت حصون للتوظيف الديني والمال السياسي وهو تصويت عقابي “عشناه في فلسطين سابقا وربما سيتحقق في الفترة القادمة” لهم على ادائهم السياسي وأخطائهم وتفردهم في مجلس الشعب، وعدم تمكنهم من تحقيق احلام ناس محبطين يطالبون بالعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة.

كسب حمدين صباحي اصوات الناس التي تطالب في الحرية والكرامة والعيش من دون تقديم رشى مالية والزيت والسكر، وشحن الناخبين للتصويت.

نجاح حمدين رسالة قوية ودافع للفلسطينيين لإعادة الاعتبار لقضيتهم وان القوى الناعمة والمظلومين تستطيع ان تحقق الانتصار على كل من قدم الوعود وتزوير التاريخ وإرادة الناس والتضليل والاستئثار بالقضية وسلبها منذ عشرات السنين.
30/5/2012

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت