يزيد الصنديد!!!

بقلم: رامي الغف


إذا كانت السياسية صناعة وفن، والإدارة لِعبة فكرية, فإن القيادة فن إبداعي يتطلب طاقة إنسانية هائلة, تضاف إلى السمات المعرفية والإجتماعية والإنفعالية والشكلية التي تلعب دورا أساسيا في عملية الإبداع القيادي, وهذا الإبداع لا يكون بمنأى عن التخطيط والتفكير المبرمج بعمق وفق آليات المنهج العلمي, لتطوير وتنمية الإتباع حسب التنوع والتفاوت في القدرات, مما يساهم في دفع عجلة الروح المعنوي التي ترتفع وتنخفض تبعا لنوع القيادة وأساليبها الإبداعية, في التنويع والتجديد والمرونة في الوسائل ورسم الأهداف, وهذا ما فعله ويفعله الأخ المناضل "يزيد الحويحي" عندما تسلم قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح" في قطاع غزة مؤخرا, والذي بذل وما زال يبذل جهدا كبيرا ومميزا لإعادة الروح المعنوية لمحبي وأبناء شهيد فلسطين وفتح "ياسر عرفات" وإخوة القائد الكبير "محمود عباس", ولهذا كانت معنويات الكادر الفتحاوي متوقفة إلى حد كبير على القائد الجديد للحركة, والمتتبع يلاحظ بسهولة في إصرار الإخ "يزيد الحويحي" على تسليط الضوء على محددات الروح المعنوية للكوادر الحركية في فتح.

فأضاف"أبو العبد" منذ تسلمه لمنصبه حتى اللحظة لحركة فتح قوة ونشاط وحيوية القائد الشاب الواعي الذي يمتلك ثقافة إبداعية عالية الفهم والإدراك والإستيعاب والإحترام لجميع الخصوصيات, ولجميع المعتقدات والأفكار والتقاليد داخل فتح وخارجها. والسبب يعود إلى أن الأخ "يزيد الحويحي" هو (رجل العمل والتفكير) لأنه يعمل بوحي القيم الإسلامية السامية التي تؤمن بقيمة الفرد وإنسانيته, والقائد حينما يؤمن بقضية عادلة, ويكدح ويعمل جاهدا لأجل إنتصارها فلابد له من ممارسة حقيقية في الاداء والسلوك يعبر بهما عن محتوى وماهية الإنتماء الأصيل والثقافة التي يحملها, ومدى إلتصاقه بتلك الثقافة, ولا يخفى على الملاحظ الخبير أن الأخ "يزيد الحويحي" هو من خاصة تلاميذ شهيد فلسطين القائد الرمز أبو عمار وأقربهم إليه بروحه وعقليته وتفكيره, وظل وفيا لروح معلمه "الختيار"حريصا على تطبيق مبادئه الفتحاوية وتعاليمه النضالية.

عايشته في المعتقلات الإسرائيلة في العام 89 م لمده 8 شهور حيث كان الأخ " يزيد " لا يركز ولا يهتم في خلق ولاء إتباعه لشخصه, وإنما يصب كل همه أن ينتصر للقيم التي يؤمن بها كمنهاج حياة, وهذا ما كان يفعله دائما بالضبط!! فتراه يصغي ويستمع لكل نقد بناء, أو إعتراض وجيه, ويؤمن بإحترام وجهة غيره وخبرة ذوي الخبرة. هذا على العكس تماما من (القائد الأوتقراطي) الذي يبني أمجادا شخصية, والذي لايقيم وزنا لأتباعه, ويبني حول نفسه حالة من القدسية والعظمة, وتوحي له تخيلاته ان إرادته فوق كل إرادة, ولا يدخل ضمن دائرة النقد والإعتراض..ولهذ فإن الأخ "يزيد الحويحي" لم يحسن القيادة فحسب بل زاد عليها صعودا نحو سلم الإبداع القيادي داخل الباستيلات الإسرائيلية وخارجها, وبما أن الجماهير يرغبون في ممارسة القيادة في الأوضاع التي تكون فيها المعنويات مرتفعة, فالأخ "أبو العبد" دفع بعجلة المعنويات من الإحباط والتشاؤم داخل السجون وخارجها ونتيجة حالات الإنقسامات التي حصلت وما زالت تحصل بين هذا وذاك, إلى مستوى القدرة لفعالية الجماهير ووحدتها وتماسكها وتضامنها من أجل تحقيق الهدف الأروع والأسمى وهو (بناء دولة المواطن والوطن والمؤسسات)

يواصل الأخ "أبو العبد" السير بخطى ثابتة رغم كل التحديات والصعوبات التي ينهار أمامها رجال ورجال, فنراه يتحرك شمالا وجنوبا , شرقا وغربا يرسم الأهداف ويشرك الآخرين في الرأي, مقرونا بالتشجيع والإحترام والتقدير من الكل الفلسطيني الأشقاء قبل الأصدقاء, والأهم من كل هذا فإن الأخ "يزيد" كان بارعا في إشعار كل كادر وفرد في تنظيم فتح إنه ذو أهمية, وأن رأيه يعتد به, وإنه ليس كمية مهملة!!!, لأنه جزء من الكل وإن من واجب الجزء، أن يعمل لأجل الكل, والكل الذي ننتمي إليه هو الإنسانية والكرامة والإزدهار هي فلسطين الأغلى منا جميعا.

الآن وبعد كل هذه السنين العجاف في تاريخ حركة فتح، سيعمل الأخ يزيد وفريقه جاهدين إلى الإلتفات بمصالح أبناءهم وكادرهم وشعبهم ووطنهم، وسيوظفون كل إمكانياتهم في خدمه وطنهم وشعبهم وإنتشاله قدر المستطاع من البؤس والشقاء والعناء، ليكون وطنهم "فلسطين" قويا موحدا بشعبه وقيادته، فإن نجحت مساعيهم بإتحاد ووقوف الكل معهم، سيأتي حينها الشقيق قبل الصديق وهو يأمل في بناء علاقة متينة وصادقة مع قياده فتح في كل مكان، لتعزيز صمود شعبنا ووطننا، وعندها سيفتخر الفتحاوي الأسمر "أبو العبد الحويحي"، أينما وجد وسيرفع رأسه شامخا ويقولها بأعلى صوته في كل مكان من العالم أنا فتحاوي وأفتخر.
ناشط ومفوض سياسي
عضو نقابه الصحفيين الفلسطينيين

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت