رام الله - وكالة قدس نت للأنباء
ذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية نقلا عن مصادر فلسطينية مطلعة قولها إن القيادة الفلسطينية رفضت مؤخرا عرضا إسرائيليا بالعودة للمفاوضات "الاستكشافية" التي جرت برعاية الأردن قبل شهور، لبحث إمكانية استئناف المفاوضات، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاتهام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدم الجدية في تحقيق السلام بالمنطقة.
وحسب المصادر فان العرض الإسرائيلي تقدم للقيادة الفلسطينية عقب تلقيها رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على رسالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي طالبه فيها بوقف الاستيطان وقبول مبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967 وإعادة صلاحيات السلطة الفلسطينية التي نزعت منها عقب اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين المعتقلين ما قبل اتفاق أوسلو.
وفيما خلا رد نتنياهو على عباس من التطرق لحدود عام 1967 أو وقف الاستيطان حاولت الحكومة الإسرائيلية عقب انضمام الجنرال شاؤول موفاز رئيس المعارضة الإسرائيلية لحكومة تل أبيب فتح قناة حوار مع القيادة الفلسطينية حيث طلبت من عباس العودة للمفاوضات "الاستكشافية" برعاية الأردن للبحث مجددا بإمكانيات استئناف المفاوضات وبحث ملفي الأمن والحدود الأمر الذي رفضته القيادة الفلسطينية لان تلك المفاوضات "الاستكشافية" - التي جرت في يناير الماضي وقدم خلالها تصورا فلسطينيا شاملا بشأن ملفي الأمن والحدود في حين امتنعت إسرائيل عن تقديم تصورها بشأنهما - لم تقد لأية نتيجة تذكر.
وانتهت المفاوضات "الاستكشافية" بين كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ونظيره الإسرائيلي إسحق مولخو في عمان في كانون الثاني (يناير) الماضي دون تحقيق أي تقدم على طريق استئناف المفاوضات الرسمية ما دفع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في حينه لعقد لقاء مع عباس، الذي ربط استئناف المفاوضات بوقف الاستيطان وإعلان حكومة نتنياهو قبولها بمبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967 ، الامر الذي ترفضه تلك الحكومة.
وأكدت المصادر للصحيفة بان رفض القيادة الفلسطينية العرض الإسرائيلي الجديد العودة للمفاوضات "الاستكشافية" وإصرارها على التوجه للأمم المتحدة بغطاء عربي لطلب العضوية للدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 من الجمعية العامة للأمم المتحدة هو ما دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثلاثاء لاتهام عباس بعدم جديته في تحقيق السلام بالمنطقة، وشروع الحكومة الإسرائيلية بإطلاق تصريحات توحي بان هناك مفاوضات مع السلطة.
وفي ذلك الاتجاه نفى عريقات الأربعاء ما تردد عن قرب استئناف اللقاءات "الاستكشافية" بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية دولة عربية. وقال عريقات للإذاعة الفلسطينية الرسمية "إذا أرادت إسرائيل البدء في مفاوضات جديدة، فعليها أن توقف الاستيطان وتقبل بمبدأ حل الدولتين على حدود عام 67 وتفرج عن الأسرى".
كما نفى عريقات ما أعلنه النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي شاؤول موفاز بأن إسرائيل والسلطة الفلسطينية سيتوصلان إلى تفاهمات بشأن مسألتي الحدود والأمن قريبا، معتبرا تلك التصريحات بأنها بالونات اختبار إسرائيلية للعالم لإظهار أن هناك عملية سياسية تجري. وأضاف عريقات مسؤول ملف المفاوضات قائلا "أتحدى أن تظهر إسرائيل أي قنوات تفاوضية خلفية مع الجانب الفلسطيني، وأن القيادة الفلسطينية لم تتفاوض مع إسرائيل منذ عام 2009".
وكان موفاز قد أعلن أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية سيتوصلان قريبا إلى تفاهمات بشأن مسألتي الحدود والترتيبات الأمنية، مشيرا إلى أن التوصل إلى تسوية سياسية سيساهم في خلق الاستقرار الاقتصادي والأمني، الأمر الذي يصب في مصلحة الجانبين.
ومن الجدير بالذكر بان تصريحات موفاز ونفي عريقات جاءت بالتزامن مع إقدام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتشكيك في جدية عباس بالتوصل لاتفاق سلام.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية الأربعاء عن أوباما قوله أمام ممثلي الجالية اليهودية في الولايات المتحدة بان عباس غير جاد في تحقيق السلام في المنطقة، مشيرة إلى أن أقوال أوباما جاءت في إطار تواصل الاتهامات المتبادلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بوصول عملية السلام إلى طريق مسدود، وتحميل كل طرف الآخر المسؤولية عن ذلك.
وفي وقت لاحق قال عريقات إن" البيت الأبيض قدم إيضاحا حول تصريحات نسبت للرئيس باراك أوباما، حول التزام الرئيس محمود عباس بعملية السلام".
وأضاف عريقات أن الإيضاح الأمريكي جاء فيه أن "ما نسب للرئيس أوباما عار عن الصحة، ولم يقم الرئيس أوباما بالتشكيك بنوايا الرئيس عباس والتزامه بعملية السلام".
وأشار إلى أن الرئيس أوباما أعاد تأكيد التزامه بالاستمرار ببذل كل جهد ممكن لدفع عملية السلام إلى الأمام.