السرسك والأسرة الرياضية الرسمية الفلسطينية والدولية علاقة انتماء أم جفاء؟؟

بقلم: صلاح أبو صلاح


حطم اللاعب الدولي والأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام محمود السرسك أرقاما قياسية في الصمود في ملعب السجان الإسرائيلي على الرغم من كل الهجمات المتوالية التي يتلقاها من المحتل الإسرائيلي ، وأيضا في ظل تراخي الفريق الرياضي الرسمي الفلسطيني في مساعدته للصمود في الملعب وتركه وحيدا يلعب منفردا في مباراة صعبة ومصيرية ليس فيها تعادل وإنما خاسر أو منتصر .
تراخي الأسرة الرياضية الرسمية تجاه هذا اللاعب الذي يحمل البطاقة الدولية ومثل المنتخب الاولمبي الفلسطيني ، يضع علامات استفهام على موقف مسئول الرياضية الفلسطينية الذي لم يعطي ولو جزء يسير من وقته الثمين طبعا والملئ بالأجندة الرياضية الدولية وخاصة بعد صعود فلسطين في عهده لكأس العالم وكأس أسيا وكل البطولات الدولية ، وبخل على احد الأفراد المحسوبين على الرياضية الفلسطينية بان يطرح قضيته أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أو الاتحاد الأسيوي أو حتى الوفود الرياضية الرسمية التي يلتقي .

الأسير السرسك هو لاعب فلسطيني لعب لأعرف الأندية الفلسطينية وهي خدمات رفح وكان في طريقه لكي يلعب لأحد فرق الضفة الفلسطينية وقام الاحتلال الإسرائيلي باعتقاله وتوقيفه إداريا والتجديد له عدة مرات منذ أغسطس 2009 .

هل شهدنا أو سمعنا إن هناك لاعب تعرض للشتم أو السب أو الاعتداء وليس الاعتقال في أي دولة بالعالم ،ولم يقم اتحاد الكرة المحلي بمتابعة قضيته وتصعيدها إلى أعلى المحافل الرياضية العالمية ، محال أن نرى هذا الموقف من أي دولة بالعالم ،ولكن بالأسف في فلسطين رأينا أبشع من ذلك .

أليس حسب الأنظمة واللوائح الرياضة الدولية إن مهمة اتحاد الكرة المحلي في أي دولة بالعالم هي الإشراف على الرياضية ومتابعة الرياضيين وإنصافهم من أي غبن أو ظلم يلحقهم من أي جهة ،اليس اتحاد الكره هو الممثل لدى الاتحاد الدولي والاتحادات الإقليمية لدوليته .
عبر هذه السطور نطالب الأسرة الرياضية الرسمية الفلسطينية التعامل مع قضية اللاعب محمود السرسك بشكل جاد وفعال باعتباره هو ابن لاتحاد الكرة الفلسطيني ، والعمل لتصعيد قضية اعتقاله التعسفية وحياته المهددة بالخطر منذ إضرابه عن الطعام منذ ما يزيد 80 يوما إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يمتلك سلطة تفوق سلطة الجيوش ويستطيع أن يلزم الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج عنه ،حيث هناك قضايا عديدة استطاعت الفيفا أن تجبر العديد من الحكومات على التراجع عن قراراتها لصالح مطالب الفيفا.

وعلى الرغم من الفيفا ترفع شعارا منذ فترة طويلة (نعم للعب النظيف لا للعنصرية ) ، ولكن هذه الشعارات أثبتت زيفها بل وأثبتت عنصرية الفيفا في عدم تعاملها مع قضية الأسير اللاعب محمود السرسك وعدم إعارتها أي اهتمام ، و يسبقه بشكل موازي عدم اهتمام من رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني ورئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية ونائب رئيس المجلس الأعلى للشباب .

محمود السرسك أنت حتما ستنتصر في مباراتك الماراثونية مع الاحتلال على الرغم من أدائك المباراة منفردا.

لعل هذه السطور تستفز القائمين على الرياضة الفلسطينية والرياضة الدولية والتحرك لإنقاذ حياة الأسير السرسك قبل فوات الأوان أو على الأقل نسمع تبرير لهذا التقصير والتجاهل الصارخ .
بقلم : صلاح أبو صلاح
صحفي وكاتب فلسطيني

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت