غزة – وكالة قدس نت للأنباء
تسعة وثمانون هدفا أحرزها اللاعب الفلسطيني محمود السرسك (25عاماً)، في شباك الاحتلال الإسرائيلي المعتمة، في مباراته التي يسعى من خلالها، لنيل الحرية التي سلبت منه، منذ تموز/ يوليو 2009 على معبر بيت حانون " ايرز" شمال قطاع غزة أثناء توجهه لتوقيع عقد احترافي مع فريق مركز بلاطة الرياضي لكرة القدم، في الضفة الغربية.
ونقل السرسك هذا المساء إلى مستشفى "أساف هاروفيه" المدني بعد دخوله في مرحلة الخطر (غيبوبة متقطعة) لتردي وضعه الصحي, فيما أكد شقيقه عماد بان وضع محمود الصحي خطير جدا، مطالبا بضرورة التحرك العاجل لإنقاذ حياته و العمل على الإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي فورا .
يمكن أن تكسر ...
فالوصول إلى العالمية وتحقيق حلمه بأن تتصدر فلسطين الملاعب الدولية بفريقها الكروي الذي طالما كان واحد من أبرز اللاعبين فيه، دفع الجلاد الإسرائيلي إلى أن يحكم عليه ظلما ويعتقله إداريا وفق القانون غير الإنساني "مقاتل غير شرعي"، الذي فرضه لكسر إرادة الفلسطينيين، والتي أعلن السرسك من خلال إضرابه عن الطعام أنها لا يمكن أن تكسر.
بروز اسمه والمطالبة بمناصرته والإفراج عنه كانت دعوة وجهت لإسرائيل وشاهدها الملاين، قبل أيام عندما، أقدم المعلق العربي الجزائري " حفيظ دراجي " قبل بداية افتتاح مباراة بولندا واليونان ضمن بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم "يورو2012" التي كانت تنقلها قنوات الجزيرة الرياضية بدعوته على الهواء مباشرة بضرورة إنقاذ حياة الأسير محمود السرسك لاعب منتخب فلسطين لكرة القدم.
غداً إضراب ...
هذا وضمن سلسلة التضامن مع الأسير السرسك والأسرى المضربين عن الطعام داخل السجون الإسرائيلية احتجاجا على سياسة مصلحة السجون الإسرائيلية التعسفية أعلن وزير شؤون الأسرى والمحررين بالسلطة الفلسطينية عيسى قراقع، أن غدا الاثنين سيشهد إضرابا عن الطعام من كافة الأسرى تضامنا مع زملائهم المضربين عن الطعام.
وأضاف قراقع خلال حديث إذاعي، أن الإضراب يأتي أيضا في سياق الرسالة الموجهة للمؤسسات الحقوقية والقانونية الدولية للتحرك على مختلف الأصعدة والضغط لدى حكومات بلادهم للعمل على تنفيذ مطالب الأسرى العادلة والمتمثلة بإلغاء سياسة الاعتقال الإداري والعزل وكذلك السماح لذوي الأسرى من قطاع غزة بزيارة أبنائهم ووقف سياسة التفتيش العاري.
وأوضح قراقع، أن الإضراب سيتم من خلال إعادة وجبات الطعام تضامنا مع الأسرى الذين ما زالوا مضربين عن الطعام والقابعين في مستشفى "سجن الرملة "، وهم: محمود السرسك المضرب عن الطعام منذ 88 يوما، وأكرم الريخاوي المضرب عن الطعام منذ 60 يوما، وسامر البرق المضرب عن الطعام منذ40 يوما.
وحذر الأسرى في بيان لهم، إدارة السجون الإسرائيلية من أي مساس بحياة الأسرى المضربين، مطالبين بالاستجابة لمطالبهم والإفراج عنهم على ضوء تدهور وضعهم الصحي بشكل خطير.
واعتبروا أن هذه الخطوة هي تحذير أولي، وأنهم لن يسكتوا على مأساة الأسرى المضربين، وقد يلجأون إلى خطوات تصعيدية أخرى في حال عدم الاستجابة لمطالب الأسرى المضربين.
ودعوا إلى تكثيف التحرك والتضامن مع الأسرى المضربين على كافة المستويات والضغط على حكومة إسرائيل للاستجابة لمطالبهم، وطالبوا الجميع بالتحرك والعمل لإنقاذ حياة الأسرى المضربين على ضوء الاستهتار واللامبالاة الإسرائيلية بحياتهم وصحتهم.
ولعب السرسك وهو من مواليد 20 يناير عام 1987 ضمن المنتخب الوطني الفلسطيني وشارك في عدد من البطولات التي خاضها الفريق، إلى جانب لعبه في نادي خدمات رفح، حيث مسقط رأسه بحي الشابورة في المدينة (جنوب قطاع غزة)، ووصل في دراسته حتى السنة الثالثة تخصص " برمجة كمبيوتر".
تدهور صحي ...
ورفض الأسير السرسك عرض قدمته له إدارة السجون، يقضي بنفيه إلى النرويج تحت مسمى "رحلة علاج" لمدة ثلاثة شهور يسمح له بعدها بالعودة، الأمر الذي اعتبره تكريسا لسياسة النفي، مطالبا أن يتم الإفراج عنه فورا إلى مسقط رأسه في قطاع غزة.
وحمل مركز أسرى فلسطين للدراسات سلطات الاحتلال الاسرائيلي وإدارة مصلحة السجون المسئولية الكاملة عن حياة الأسير السرسك الذي نقل إلى مستشفى "اساف هاروفيه" بشكل عاجل بعد دخوله في مرحلة الخطورة القصوى .
وحذر المدير الإعلامي للمركز رياض الأشقر من استشهاد الأسير خلال الساعات القادمة في حال لم يتم تدارك الأمر وإطلاق سراحه بشكل عاجل ، وتقديم العلاج اللازم والمناسب له بعد خوضه للإضراب منذ 88 يوم متواصلة ، وخاصة بعد الأنباء التي تم تداولها وتفيد بان إدارة المستشفى أبلغت إدارة مصلحة السجون بان حالة الأسير السرسك ميؤوس منها ، وأنها لا تتحمل أي مسؤولية عن موته خلال ساعات نتيجة خطورة حالته الصحية .
وأشار الأشقر إلى أن جسد الأسير السرسك بدأ ينهار ويفقد تماسكه ، وأنه لم يعد يحتمل أكثر الاستمرار في الإضراب من ذلك ، فقد تخطى إضرابه حاجز الاحتمال البشرى بكثير ، ويؤكد الأطباء بان صموده إلى هذا اليوم يعتبر معجزة طبية .
وطالب مركز أسرى فلسطين المجتمع الدولي بعدم الاكتفاء بالتصريحات الإعلامية فقط ، والتدخل الحقيقي والعاجل، للضغط على الاحتلال لإطلاق سراح السرسك ، قبل استشهاده داخل السجون ، كذلك دعا الشعب الفلسطيني، وفصائله في غزة والضفة إلى تحرك عاجل والتعبير عن حالة الغضب تجاه ما يحدث للأسير السرسك ، وإيصال رسالة بان استشهاده سوف يقلب الأوضاع رأسا على عقب ، وأن الشعب الفلسطيني لن يسكت على تلك الجريمة.
مطالبة أممية ...
إلى جانب ذلك طالب المقرر الخاص للأمم المتحدة لوضع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد فالك إسرائيل بـالإفراج فورا عن الأسيرين السرسك والريخاوي قائلاً " إن "هذين الشخصين يحتجان على اعتقالهما بدون تهمة وهما في معاناة شديدة".
واعتبر فالك "لا يوجد أساس مقبول لمواصلة اعتقال هذين السجينين وستكون إسرائيل مسؤولة عن أي تبعات دائمة" تترتب عن إضرابهما عن الطعام"، بينما يؤكد مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير الفلسطيني المحامي جواد بولس أن الأسيرين السرسك والريخاوي مستمران في إضرابهما المفتوح عن الطعام على الرغم من أن هناك بعض التطورات في ملفهم.
وكان الأسرى الفلسطينيون انتزعوا حقوقهم من إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية بعدما خاضوا إضرابا مفتوحا عن الطعام، منذ 17 نيسان/ابريل الماضي واستمر 28 يوما احتجاجا على الانتهاكات التي تمارسها إدارة السجون الإسرائيلية بحقهم، وتمكنوا في نهاية المطاف بعد تدخل مصري من نيل حقوقهم و من ضمنها انهاء سياسية الاعتقال الإداري.
وأجمعت في تلك الفترة كافة القوى والفصائل على ضرورة توحيد وتكثيف الجهود لنصرة قضية الأسرى بدعم صمودهم في إضرابهم عن الطعام في سبيل تحقيق مطالبهم العادلة والإنسانية والتي نصت عليها كافة الأعراف والشرائع والقوانين الدولية، وهو الذي يعتبره الأسرى الأمر الأهم خلال هذه الأيام بأن يقف الكل الفلسطيني بجانبهم وأن يتركوا الأمور والخلافات الحزبية جانبا.
ويقدر عدد الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية زهاء 4700 أسير فلسطيني موزعين على 17 سجنا ومركز توقيف بينهم العشرات أمضوا أكثر من 25 عاما قيد الاعتقال، ومنهم نحو 320 محتجزين على بند الاعتقال الإداري الذي يتيح تمديد سجنهم من دون تقديم لائحة اتهام بحقهم.
وكانت منظمة العفو الدولية (أمنستي) دعت إسرائيل لإطلاق سراح جميع الفلسطينيين المعتقلين إداريا ، أو تقديمهم لمحاكمة عادلة وسريعة وفق المعايير الدولية في حال توجيه اتهامات إليهم معترف بها دوليا.
ويبقى السؤال المفتوح هنا هل سيسجل السرسك هدفا جديد في شباك العتمة الإسرائيلية ...؟