القدرة يطالب العالم بحماية المنظومة الصحية في غزة

غزة - وكالة قدس نت للأنباء
طالب اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة بحكومة غزة أحرار العالم بالتدخل الفوري والعاجل لحماية المنظومة الصحية الفلسطينية التي مازالت تتعرض للتقويض الممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي عبر قيود الحصار و تبعاته المأساوية التي عاني منها طيلة السنوات الست الماضية.

جاء ذلك خلال حديثه أمام المشاركين في ملتقي إنقاذ فلسطين والذي نظمته وزارة الخارجية والتخطيط وشركاء السلام والتنمية من اجل الفلسطينيين وبمشاركة وحضور أعضاء قافلة أميال من الابتسامات 13 والتي وصلت إلى قطاع غزة يوم أمس.

وأوضح القدرة أن "وزارة الصحة شقت طريقها الخدماتي تناضل في كافة الاتجاهات لتكوين منظومة صحية مسئولة قادرة على تلبية طموحات المواطن الفلسطيني في قطاع غزة منذ العام 2006م و حتى اللحظة بما صاحب هذه الفترة المعقدة من أزمات مركبة تمثلت في أزمة نقص الدواء والمستهلكات الطبية ومنع دخولها إلى القطاع".

وأشار إلى الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي لنحو 12 ساعة يومياً و كذلك ما ترتب من نتائج سلبية على العمل الصحي جراء الانقسام الفلسطيني بين شطري الوطن منذ العام 2007م بالإضافة الى استمرار مسلسل الاستهداف المتكرر و حالة الحرب العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة ملفتا إلى أن الحرب الأخيرة على قطاع غزة أظهرت نموذجاً بشعاً لتغول الاحتلال وممارساته العنصرية بحق المدنيين من الأطفال و النساء و كبار السن و الشباب العزل , لكنها مثلت تحديا حقيقيا أمام عمل وزارة الصحة لتقديم خدماتها الصحية للمواطنين رغم ما تكبدته من خسائر في الأرواح و الإنشاءات و سيارات الإسعاف .

وبين القدرة النتائج الكارثية المترتبة على تجاهل المجتمع الدولي للحصار الغير قانوني و الذي يمثل تحدياً سافراً لمبادئ حقوق الإنسان و القانون الدولي و اتفاقية جينيف الرابعة و الذي استمراره يؤدي الى تهديد مباشر لحقوق المرضى العلاجية و ينذر بتقويض العمل الصحي و توقف الخدمات الصحية بشكل كامل في كثير من المرافق الصحية الحيوية .

كما وتحدث القدرة عن ابرز الملفات الصحية التي حققت فيها الوزارة تقدما نوعيا و مثلت بذلك تحديا كبيرا كانت بمثابة صرخة في وجه الحصار و من فرضوه بإدارة الشعب أقوى من إرادة عدوه ، حيث نوه إلى ابرز المؤشرات الصحية في قطاع غزة و التي تعتبر مقياس النجاح للخدمات الصحية والتي حققت الوزارة فيها أرقاما و نسبا مميزة بالمقارنة مع الدول الإقليمية والعالمية خاصة فيما يتعلق بخفض نسبة وفيات الأمهات بعد الولادة إلى 23% لكل 100 ألف نسمة ، وهذه نسبة اقل من توقعات منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى تراجع حالات الوفيات بين الأطفال المواليد من 19طفل لكل ألف طفل جديد وهي نسبة منخفضة مقارنة بالدول العربية المحيطة والمجاورة لفلسطين.

وقال إن "الوزارة تتطلع لأن تنخفض هذه الأعداد بشكل أكبر في العام المقبل" موضحا بأن المحور الديموغرافي هو أحد المحاور الهامة في حربنا مع اسرائيل، وهو الذي دفع الوزارة لأن تولي اهتمام خاص بالأمهات والأطفال كونهم المخزون الاستراتيجي للشعب الفلسطيني موضحا أن الوزارة استطاعت المحافظة على الصدارة العالمية في برنامج التطعيمات بنسبة 100%.

كما وتحدث الى المشاريع الصحية الجديدة والتي تمكنت الوزارة من إضافتها على لائحة الخدمات الصحية، والتي شهد لها العدو قبل الصديق كما ذكر ( تقرير مركز دراسات الشرق المتوسط) بان حماس تمكنت من حماية المنظمة الصحية من الانهيار من خلال إعادة تشكيل وزارة الصحة فزادت عدد الأسرة من 1500 الى 1993 ، فضلا عن افتتاح مستشفيات جديدة مثل مستشفى الهلال الإماراتي وكذلك مستشفى بيت حانون ومستشفى د. عبد العزيز الرنتيسي التخصصي للأطفال، كما تم إدخال العديد من الخدمات الجديدة مثل جراحة القلب المفتوح والقسطرة العلاجية والتشخيصية وتفتيت الحصى والأعصاب وتطوير برامج الصحة النفسية ، وافتتاح مركز الأمير نايف للأورام ومركز عدنان العلمي للحروق.

كما استعرض منهجية الوزارة في تطوير قدرات القوى البشرية عبر ابتعاث عشرات من الكوادر الطبية للالتحاق ببرامج الماجستير و الدكتوراة و فتحت المجال لطواقمها الطبية للالتحاق ببرنامج البورد الفلسطيني في عشرة تخصصات طبية هامة و التحاق أعدادا كبيرة في برامج ماجستير الصحة النفسية و دبلوم الجراحة و الجودة و غيرها عبر الفيديو كمفرنس.

وقد اختتم القدرة كلمته بشكر وزير الصحة و كافة كوادر الوزارة للقوافل الإنسانية عامة و قوافل أميال من الابتسامات و جميع المؤسسات الاغاثية على دورها الكبير في مساندة القطاع الصحي معتبرا ذلك جزءا من الواجب الأخلاقي و الإنساني تجاه مرضى قطاع غزة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه , مؤكدا على ضرورة توحيد و تكاثف الجهود المبذولة من أجل تلبية احتياجات القطاع الصحي و استمرار خدماته اليومية الذي يتطلب شهرياً نحو 5 مليون دولار كنفقات تشغيلية فقط منها 2,6 مليون دولار أدوية و مستهلكات طبية .