صَعّد المسئولون الإسرائيليون تصريحاتهم النارية ضد نظام بشار الأسد، وبشكل مفاجئ، وهم الذين تعاهدوا فيما بينهم على الالتزام بالصمت تجاه ثورة الشعب السوري، فما الذي تغير؟ ما المستجد في الأحداث داخل سوريا، والتي جعلت قادة إسرائيل يحرِّضون ضد نظام الأسد، بل ويستعدون لما هو أسوأ؟!.
التقارير السرية التي سربها الإعلام الإسرائيلي عن امتلاك سوريا أكبر مخازن للسلاح الكيماوي في المنطقة، هذه التقارير قد تكون الذريعة التي تلجأ إليها إسرائيل للتحريض على نظام بشار الأسد، وحض الغرب على التدخل، بهدف ضمان الاستقرار للمنطقة، ولاسيما أن "يائير نافيه" نائب رئيس الأركان الإسرائيلي اعتبر أن المخاطر التي تشكلها سورية على إسرائيل قد تضاعف مع تزايد مخزون الأسلحة الكيماوية في دمشق، وأدعى أن لدى سورية صواريخ متطورة وحديثة قادرة على إصابة أي منطقة في إسرائيل.
لقد راهن الإسرائيليون على مدار عام ونصف على قدرة نظام الأسد في البقاء، فالتزموا الصمت، وهم يراقبون التطورات بكل اهتمام، ولم يفشوا الحلم اليهودي في إطالة زمن الحرب الأهلية، وفي مواصلة التدمير والقتل داخل سوريا، وحرصوا على حض دول الغرب على الاكتفاء بالدعم اللفظي لثوار سوريا الذين تميز غالبيتهم بعقيدته الإسلامية.
لقد جاءت التطورات الميدانية الأخيرة في سوريا، والتي تشير إلى بداية الحسم، واتجاه الأمور إلى الزاوية التي لا تتمناها إسرائيل، هذه التطورات المتلاحقة حركت القادة الإسرائيليين لتدارك الأمر، وحث الغرب وأمريكا للتدخل المباشر، وذلك لهدفين:
أولاً: حرف مسار الثورة، واختطاف النصر من خلال نسج تحالفات سياسية في أوساط الثوار السوريين، لا تخزن العداء العقائدي لإسرائيل.
ثانياً: عدم إعطاء بشار الأسد أي فرصة لتوجيه ضربة عسكرية ضد إسرائيل، ضربة قد يوجهها الأسد في اللحظة التي يتأكد له استحالة المحافظة على نظامه، ضربة تحرج الثوار السوريين، وتخلط الأوراق في المنطقة، ليبدو نظام الأسد رأس حربة ضد إسرائيل.
ضمن هذا النشاط الإسرائيلي المحموم لترتيب الأوضاع في سوريا، وحتى لا يلحق بالإسرائيليين أفدح الخسائر من نجاح الكامل للثورة السورية، تأتي زيارة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس الراهنة لأمريكا، ولقائه المطول مع الرئيس "أوباما"، لمناقشة أوجه التدخل الأمريكي المباشر في الأحداث السورية، رغم أن واجه الحديث المعلن لزيارة شمعون بيرس هي المساعي الإنسانية لإطلاق سراح الجاسوس اليهودي جونثان بولارد!.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت