حكومة الوفاق .. والعقبات أول الطريق ..!

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
تجري حركتي "فتح وحماس" في العاصمة المصرية القاهرة لقاءات المصالحة ومشاورات حول الأسماء التي ستتولى مناصب وزارية بحكومة الوفاق الوطني التي سيتم الإعلان بعد انتهاء الانتخابات المصرية, وتطرح هنا تساؤلات حول أبرز التحديات والمعوقات التي ستواجها هذه الحكومة إن تحققت .

المحلل السياسي هاني المصري خلال اتصال مع "وكالة قدس نت للأنباء" اليوم الخميس , رأى أن هناك معوقات جمه ستواجهها هذه الحكومة إن كتب لها الحياة وتم تشكيلها , وأهم تلك المعوقات عدم وجود برنامج سياسي تحمله هذه الحكومة , قائلاً إن " من شأن ذلك أن يعرضها ( حكومة الوفاق ) الى خلاف يؤدي الى إجهاضها , لأن أمريكا وإسرائيل تريد أن يكون لهذه الحكومة برنامج سياسي واضح حتى تتعامل معها ".

وأضاف المصري ان "ذلك يعنى موافقة الحكومة وإقرارها بكل الاتفاقيات السابقة الموقعة بين الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي , وهذا المطلب تم تجاهله من قبل الحركتين والترفع عنه بعدم تحديد برنامج سياسي لهذه الحكومة ".

كما رأى أن من ضمن التحديات التي ستواجها الحكومة قضية عشرات الالاف من الموظفين الذين تم توظيفهم في الفترة الانقسام قائلاً " كيف سيتم التعامل معهم وحل هذه الإشكالية " .

وأشار الى أن ملف الأجهزة الامنية مهم وضروري، مضيفاً "أن بقاء الأجهزة الأمنية منفصله عن بعضها البعض وعدم توحيدها ودمجها سيعرض حكومة الوفاق الوطني الى صعوبات كثيرة ويعنى ذلك انها ستكون حكومة ذو سلطتان على أرض الواقع"، متسائلاً " كيف ستجري الانتخابات في ظل هذا الوضع الامني المعقد " .

وقال إن " إسرائيل ستحاول إفشال إجراء الانتخابات في بعض الأماكن التي تفرض سيطرتها عليها , منوهاً أنه رغم تلك الصعوبات لا يوجد خيار أخر أمام الفلسطينيين إلا الوحدة و تخطي كل تلك التحديات ".

من جانبه قال المحلل والكاتب طلال عوكل , إن تغير الواقع الذي أحدثه الانقسام يحتاج من العمل الكثير حتي يتم تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية وهي الأهم في المرحلة الحالية ويتطلب ذلك ثمن قائلاً أن " عندما حدث الانقسام دفع الشعب الفلسطيني ثمن كبير , وعند تحقيق المصالحة يجب أن تدفع حركتي فتح وحماس ثمن أيضا ًوأن يتم تجاوز كل ما من شأنه أن يعق تحقيق الوحدة ".

وعبر عن تخوفه من إمكانية إجراء انتخابات بعد تشكل حكومة الوفاق الوطني ,ورأى ان هناك جهات معنية في الضفة الغربية وقطاع غزة لا تريد أن تتم الانتخابات لأنها مستفيدة من هذا الوضع , ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ربما يعمل على تعطيل الانتخابات .

كما واشار عوكل الى قضية الحريات العامة وملف منظمة التحرير الفلسطينية ووزارة المالية في حكومة الوفاق المنوي تشكيلها قائلاً أن "هناك مشكله حقيقية في هذه الملفات ".

وأضاف أن "إدارة الشأن العام الفلسطيني بأدوات متضاربة مختلفة يجعل من بقاء حكومة الوفاق الوطني إن شكلت امر بغاية من الصعوبة , وأنا أقول لم تتوفر الإرادة الحقيقية لإنجاح المصالحة حتي هذه اللحظة " .

وختم أن " التحديات الداخلية والخارجية لاستمرار حكومة الوفاق الوطني ان تم الاتفاق عليها كبيره وتطلب وقت وجهد وحكمه عالية وتجاوز للعقبات واحده تلوا الأخرى من قبل الحركتين ".

يذكر أن لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل سيعقد بعد انتهاء الانتخابات المصرية، وسيتم بذلك اللقاء الإعلان بشكل رسمي عن حكومة الوفاق الوطني التي من أبرز مهامها إعمار قطاع غزة ورفح الحصار والتحضير للانتخابات المركزية.