قتيل وأربعة جرحى برصاص الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد

بيروت - وكالة قدس نت للأنباء
قتل لاجئ فلسطيني وأصيب أربعة آخرون برصاص الجيش اللبناني داخل مخيم نهر البارد في شمال لبنان الجمعة اثر إشكال فردي تطور إلى قطع طرقات ورشق الجيش بالحجارة، كما افاد مصدر قيادي فلسطيني في المخيم.

وقال المصدر إن "قتيلا وأربعة جرحى فلسطينيين سقطوا برصاص الجيش"، موضحا أن الإشكال بدأ اثر توقيف الجيش شابين فلسطينيين كانا يستقلان دراجة نارية ورفضا الامتثال لأوامر عناصره عند حاجز داخل المخيم ما أدى إلى قيام المئات من سكان المخيم بقطع طرقاته ورشق عناصر الجيش بالحجارة.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن الرئيس محمود عباس أصدر تعليماته للسفير الفلسطيني في لبنان لإجراء اتصالات فورية وسريعة مع الجهات اللبنانية المسؤولة لتطويق الحادث، حيث أجرى السفير اتصالات مع قيادة الجيش اللبناني في المنطقة أدت لوقف لإطلاق النار وتطويق ذيول الحادث الذي أودى بحياة الفتى الفلسطيني أحمد قاسم (15 عاما)، وإصابة 4 آخرين.

وقالت الوكالة إن الرئيس عباس باهتمام بالغ هذا الموضوع لتهدئة الأمور ومعالجتها بأسرع وقت ممكن، لمنع أي جهة تحاول استغلال هذا الحادث لتوتير الأجواء، مؤكدا أن العلاقات الفلسطينية اللبنانية قائمة على الثقة والتعاون المشترك واحترام سيادة القانون في لبنان.

وقال عضو تجمع علماء فلسطين الشيخ محمد الحاج لوكالة فرانس برس إن "مساعي قام بها رجال دين في المخيم وقيادات في الفصائل أدت إلى تهدئة الأمور نسبيا داخل المخيم".

وأضاف الشيخ الحاج أن "اتصالات تجري مع قيادة الجيش اللبناني بهدف العمل على اطلاق سراح الموقوفين الفلسطينيين وسحب التعزيزات الاضافية التي استقدمها الجيش إلى المخيم وتشكيل لجنة تحقيق في الحادث".

وأكد الحاج "تراجع غالبية اعمال الاحتجاج وفتح معظم الطرقات" في المخيم.

واثر الحادث خرج اهالي مخيم البداوي في طرابلس في تظاهرة احتجاجية قطعوا خلالها الطريق المؤدية إلى طرابلس، ثاني كبرى مدن لبنان.

ومساء اصدرت الفصائل الفلسطينية في مخيم البداوي بيانا دعت فيه ابناء المخيم إلى "تحمل المسؤولية واعادة الحياة الى طبيعتها خدمة لفلسطين وشهدائها".

وأفاد مصدر قيادي في المخيم إنه تم فتح الطريق المحاذية لمخيم البداوي التي كان سكانه اغلقوها، مؤكدا ان مظاهر الاحتجاج انتقلت الى داخل المخيم.

وبحسب مصدر قيادي فلسطيني فان الاحتجاجات بدأت حول مراكز الجيش في المخيم اثر توقيف شابين فلسطينيين كانا يستقلان دراجة نارية ورفضا الامتثال لأوامر عناصر الجيش عند حاجز داخل المخيم ما ادى الى قيام المئات من سكان المخيم بقطع طرقاته ورشق الجنود بالحجارة.

وأضاف المصدر طالبا عدم ذكر اسمه انه على الاثر قام جنود الجيش باطلاق النار في الهواء لتفريق الأهالي الذين عمدوا إلى قطع الطريق الرئيسية في المخيم بالاطارات المشتعلة وراحوا يرشقون عناصر الجيش بالحجارة ويحاولون اقتحام المواقع العسكرية، فرد الجنود باطلاق النار في الهواء.

وكان مسؤول حركة فتح-الانتفاضة في الشمال خليل ديب أكد أنه "في حال لم يتم الافراج عنهما (الشابين) فان الامور ستتجه نحو مزيد من التصعيد".

ويتمركز الجيش اللبناني عند مداخل مخيم نهر البارد الثلاثة، في حين يقيم حواجز ثابتة داخله.

واندلعت في المخيم في ايار/مايو 2007 معارك عنيفة بين الجيش ومجموعة فتح الاسلام استمرت ثلاثة اشهر وتسببت بمقتل 400 شخص بينهم 168 عسكريا، ونزوح 31 الف شخص، وانتهت بتدمير المخيم وخروج مسلحي الحركة منه واعتقال عدد كبير منهم.

ويحكم الجيش إقفال مداخل المخيم، ولا يسمح للفلسطينيين بالدخول اليه او الخروج منه الا بتصريح، كما ان دخول الصحافيين يحتاج الى موافقة مسبقة.
وهو المخيم الوحيد في لبنان الذي يقع تحت السيطرة المباشرة للسلطات الامنية اللبنانية.