غزة – وكالة قدس نت للأنباء
يعاني الطفل الفلسطيني زكريا صلاح (12 عاماً) وشقيقته رغد (8 أعوام)، من سكان مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة، "شلل دماغي" نتيجة لإصابتهما بارتفاع درجات الحرارة" السخونة" بشكل مفاجئ، مما ألقى بهما مقعدان على كرسي متحرك.
ما يتمناه الطفلان أمر بسيط كما تقول والدتهما لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر وهو أن "يحصلا على حقوقهم كباقي الأطفال بالصحة والتعليم، وأن يقف أحد بجوارهما ويساعدهما في تحمل معاناتهما الصحية والنفسية"، مؤكدة بأنه من المفترض ووفقا للقانون الخاص بالمعاقين والغير مطبق، لديهم الكثير من الحقوق.
وتشير إلى أنها كأم تعاني في توفير المواصلات لنقل طفليها أثناء توجهها لجلسات العلاج الطبيعي التي بالكاد تتمكن من توفيرها لهم لمرتين على مدار الأسبوع في جمعية "فلسطين المستقبل"، موضحةً بأن سبب ذلك يعود إلى ارتفاع عدد المعاقين الذين يأتون لتلقي جلسات علاج طبيعي داخل الجمعية، مطالبةً بذات الوقت بضرورة توفير أماكن أخرى للعلاج الطبيعي.
الإنسانية اللازمة ...
وتدعو والدة الطفلين الجهات المختصة بضرورة الاهتمام بشريحة المعاقين وتقديم الخدمات الإنسانية اللازمة لهم والتي تمكنهم من ممارسة حيتاهم الطبيعية، مبينة أن طفليها يحتاجان إلى رعاية صحية وجلسات علاج طبيعيبشكل دائم ، إضافة إلى حصولهم على حقهم بالتعليم كباقي الأطفال وفقاً للقوانين التي كفلت جملة من حقوقهم.
وتبين أن الظروف الحياتية لا تسعفها في تدبير المصاريف اليومية لا سيما أن وزوجها يتلقى راتب متقاعد من وكالة الغوث، وخاصة بعدما تكبلوا بالديون لإعمار منزلهم الذي كان يفتقر للمقومات الطبيعية للعيش بداخله، موضحةً أنها كأم تعاني الويلات النفسية لمجرد النظر إلى طفليها ولا تستطيع تقديم أي من مستلزمات حياتهم.
وتقول والدة الطفلين " الحياة صعبة جداً وكل حاجة بتطلب فلوس، والطفلين بحاجة للعلاج والحفاضات، ومتابعة صحية عند أطباء خاصين"، متسائلة من أين أوفر لهم كل ذلك؟, مؤكدة أن راتب والدهما بالكاد يمكنهم من توفير القوت اليومي منوهةً أن زوجها لا يقدر على العمل لأنه يعاني من مرض القلب، وذبحة صدرية ويحتاج إلى علاج مكلف.
ويكمن حل معاناة الطفلين المعاقينبإخراج بطاقة المعاق التي تحتوي على الخدمات التي تسهل حياتهم اليومية، إلى جانب تفعيل قانون المعاق الفلسطيني رقم (4) لعام 1999 م، والذي يشكل خطوة مهمة من أجل الرُقي بواقع الأشخاص ذو الإعاقة، والذي مازال منذ أكثر من 12 عاماً غير مطبق.
سخونة فجأة ...
وتذكر والدة الطفلين بمعاناة طفلها زكريا الذي يبلغ الآن من العمر (12 عاماً) وتقول" أخرجني الأطباء من المستشفى بعد ولادة زكريا وكان يعاني من ألم في اللسان، ولا يتقبل الرضاعة، وأخبرني الأطباء أنه سيكون بخير، وبعد أسبوع واحد من الولادة أصابت السخونة الطفل".
وتوضح أنهم نقلوه على الفور إلى أقرب طبيب في المنطقة ونتيجة خطورة حالته وتعرضه للغيبوبة بسبب ارتفاع درجة حرارته نقلوه إلى مستشفى النصر للأطفال بغزة، وأجروا له عدد من الفحوصات وتمكنوا من إعادة التنفس له بعدما انقطع لفترة.
وتبين أن طفلتها رغد ولدت طبيعية ولا تعاني من أي مشكلة صحية، وأصيبت وهي في عمر خمس شهور بالسخونة بشكل مفاجئ، ونقلت إلى المستشفي وتم إجراء الفحوصات اللازمة لها وتلقت العلاج، وعادت إلى المنزل، مشيرةً إلى أن حالتها الصحية تدهورت نتيجة عودة السخونة بشكل مفاجئ إلى أن أصيبت "بالشلل الدماغي".
زكريا ورغد شقيقته ستبقي معاناتهما مستمرة إلى حين أن تتبناهما واحدة من المؤسسات المختصة بالمعاقين لتساهم في تغير حياتهم إلى الأفضل ..!