أخي يحيى موسى ... تحدثت فأصبت

بقلم: رمزي صادق شاهين


قرأت المقال الذي كتبه النائب بالمجلس التشريعي يحيى موسى – النائب عن حركة حماس ، والذي تحدث فيه بكُل أمانة عما أصاب شعبنا الفلسطيني بقطاع غزة من آثار الانقسام البغيض ، حيث طالت آثاره كافة مناحي حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والأمنية ، وحول اهتمام شعبنا من الدفاع عن حقوقه المشروعة وثوابته الوطنية ، ليُصبح متفرغاً لصراع سياسي أفقدنا البوصلة الوطنية ، خاصة ونحن نتعرض لأبشع حرب من قبل إسرائيل تستهدف خلالها المقدسات والأرض والإنسان .

قد يكون مقال النائب يحيى موسى ، قد وضع اليد على الجُرح ، وهو يعكس الصورة الواقعية لشعبنا ومعاناته اليومية من جراء الانقسام ، هذا المقال الذي من وجهة نظري هو استكمال لمقالات تابعناها بالسابق للأخ أحمد يوسف والدكتور غازي حمد ، حيث قالا الحقيقة التي يُحاول البعض تجاهلها وكأن القيادة هي فقط سياسة وأمن ، لكننا في النهاية شعب له احتياجات وعليه واجبات ، ونحن بحاجة إلى قيادات تؤمن بالشراكة التي تؤدي بالنهاية لتحقيق طموحات شعب بأكمله دون النظر لفئة دون الأخرى .

بعيداً عن المزايدات ، وإحقاقاً للحقيقة ، فإن ما نتج من سلبيات خلال الخمس سنوات الماضية من عُمر الانقسام ، يحتاج إلى عشرات السنوات من الإصلاح والترميم ، فكيف لنا أن نتصور أننا سنُصبح يوماً نحكم شعب ربع شبابه مدمنين على المخدرات والمهدئات ، والربع الآخر مدمن على الإنترنت والرياضة الغربية والموضة وقصات الشعر ، وما هي فائدة أي حكومة استطاعت أن تُحقق الصمود لها على الأرض في ظل الكثير من الضغوطات ، لكن بالمقابل هناك فجوة بينها وبين المواطن ، وليس هناك مشاريع مستقبلية نستطيع من خلالها تفعيل قانون الشراكة بدل قانون الاستحواذ .

شعبنا يتطلع بكُل أمل إلى تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية التي تُشكل المخرج الوحيد لكُل السلبيات المجتمعية ، وهي الحل الوحيد لقطع الطريق أمام كُل من يحاول وضع العراقيل أمامها ، وهي البوصلة الحقيقة نحو تفعيل المقاومة بكُل أشكالها من أجل استعادة الحقوق الوطنية لشعب لازال يرزح تحت أطول احتلال في التاريخ .

نتمنى أن نسمع الكثير ذوي الاختصاص ومن نواب الشعب الفلسطيني من كافة الكُتل البرلمانية ، وأن يتحول ذلك إلى جهد حقيقي وميداني لدفع عجلة المصالحة بشكل أسرع ، حتى نتمكن من معالجة السلبيات التي أصبحت ظواهر في مجتمعنا وسندفع ثمنها من أجيالنا القادمة .


إعلامي وكاتب صحفي
[email protected]

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت