غزة – وكالة قدس نت للأنباء
بعد الانتهاء من مرحلة الإعادة في الانتخابات الرئاسية المصرية, يُنتظر إعلان لجنة الانتخابات المصرية يوم الخميس 21/ يونيو 2012م , المرشح الفائز في انتخابات الرئاسة ليسجل التاريخ أول رئيس لجمهورية مصر العربية يأتي بإرادة الشعب بعد ثورة جاءت لإنكار وضعاً متردى, لتدخل بذلك مصر مرحلة جديدة سيكون لها تأثيرها على مصر وعلى القضية الفلسطينية وعلى المنطقة بأسرها, فماذا تضيف انتخابات مصر الرئاسية للقضية الفلسطينية.
المحلل السياسي الفلسطيني اسعد أبو شرخ يرى أن الوضع الفلسطيني يرتبط ارتباط عضوي مع الوضع المصري نظراً للارتباط القومي بين البلدين , وذلك عبر التاريخ نلاحظ عندما تكون مصر قوية وعزيزة المكانة يكون الشعب الفلسطيني قوياً ويستطيع أن يواجه أعداءه, وحينما يكون الوضع المصري ضعيفاً يكون العكس, وهذه الصورة تجلت بشكل واضح في مرحلتين (الناصرية والسادات) حينما كان يقول الرئيس المصري السابق الراحل جمال عبد الناصر " إننا نريد لشعب فلسطين حقوقه كاملة ولا نريد له الدموع، وكان يقول إن سيناء ليس اعز عليا من القدس" في هذه مرحلة كان الوضع العربي والفلسطيني قوياً.
نهوض للأمة العربية...
ويقول أبو شرخ في حديث مع وكالة قدس نت للأنباء "أما في مرحلة السادات والتي تم توقيع فيها اتفاق (كامب ديفيد) وهى اتفاقية "خيانة القرن" حين تخلت مصر عن القضية الفلسطينية وعن دورها العربي, ضعف الوطن العربي وتراجعت القضية الفلسطينية , وتغلغلت التدخلات الأجنبية في الدول العربية ".
ويضيف قائلاً " إذا جاء رئيس لمصر جديد وأعاد لمصر روحها المفقودة ودورها الريادي وقيادتها للأمة العربية من اجل الحفاظ على قضايا الأمة العربية سوف يحدث بلا شك تغير وحالة نهوض للأمة العربية كما حصل في الحقبة الناصرية".
ويكمل المحلل السياسي أبو شرخ "يوجد الآن مؤامرات تقوم بها دول غربية وصراع على مصر من قبل الدول الكبرى والآن تحول ذلك الصراع من خارج مصر إلى داخلها بين فلول مبارك والسادات وبين شباب الثورة الذين يعبرون عن روح مصر الحقيقي".
ويعتبر بأنه إذا ما جاء رئيس جديد يدرك عبقرية المكان لمصر ويربط المكان في الأمن القومي العربي وينهض بدور مصر ويبث الروح في كل قضايا الأمة العربية، "حتماً سينعكس على القضية الفلسطينية بشكل ايجابي" .
ويقول أبو شرخ إن الصراع في جمهورية مصر احتدم بشكل كبير، ويضيف"عندما يحتدم الصراع يكون هناك انفراجاً قادماً وهذا الصراع متمثل بين فلول النظام السابق وطبقة المنتفعين وبين الشعب المصري الثائر, مشيراً إلى أن "الثورة المصرية سوف تنتصر في النهاية ".
لن يقبل نظام ثوري جديد بأي عدوان...
أما على صعيد المصالحة الفلسطينية فيرى المحلل أبو شرخ بانه "في حالة نجح احمد شفيق الذي أعلن أنه يتبع نظام حسنى مبارك , لن يحدث دور مصري ايجابي يدفع الفلسطينيين للوحدة وتطبيق المصالحة الفلسطينية ".
وأردف قائلاً "أما في حال فوز محمد مرسى الذي يعبر عن روح الثورة المصرية وليس فقط عن الإخوان المسلمين, لن يقبل نظام ثوري جديد بأي عدوان على قطاع غزة وسوف ترجع اللحمة الوطنية ويتم تنفيذ المصالحة وتعبئة طاقات الشعب الفلسطيني ومن خلفه الشعوب العربية لتحرير فلسطين ".
من جانبه يرى المحلل السياسي الفلسطيني كمال الشاعر بأن هناك تحديات كبيرة ستشهدها جمهورية مصر العربية في المرحلة القادمة, وستكون لها انعكاسات على القضية الفلسطينية وخاصة الوضع في قطاع غزة.
ويقول الشاعر إن "مصر تتعامل مع الملف الفلسطيني منذ أن وقع الانقسام بعام 2006م , على أنه ملف أمني وتم إحالته إلى المخابرات العامة المصرية للتعامل معه والإشراف عليه", ويضيف بأن "هناك تحديات كبيرة على الصعيد الداخلي الفلسطيني, وتنحصر في ملف المصالحة الذي تم تأجيله إلى ما بعد الانتهاء من الانتخابات المصرية, وملف التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة".
الحالة المصرية ستشهد فوضى...
وعلى الصعيد الداخلي في مصر توقع المحلل الشاعر, أن تقع جمهورية مصر العربية في إشكالية عند إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية بعد موجة الإعلانات المسبقة من قبل مرشحين الرئاسة المصرية (محمد مرسى) و(أحمد شفيق) قائلاً " قبل إعلان نتائج الانتخابات المصرية سيتم إعلان وفاة حسنى مبارك الرئيس السابق, وبعدها سيتم إعلان فوز أحمد شفيق رئيساً لجمهورية مصر العربية, الأمر الذي سيدخل مصر في حالة إرباك سياسي". حسب قوله
ويوضح بان "إعلان وفاة مبارك بتزامن مع إعلان فوز شفيق الغرض منه إشغال الشعب المصري بقضية وفاة مبارك, والتقليل من حدت اعتراض الشعب المصري على فوز شفيق في الانتخابات الرئاسية المصرية."
ويقول الشاعر إن "الحالة المصرية ستشهد فوضى خلال الفترة القادمة "منوهاً إلى أن "المنطقة بشكل عام ستشهد تغيراً دراماتيكي, مشيراً أن "مصر ستدخل في صدام سياسي ما بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكري المصري, يتزامن بتصعيد ما بين حركة حماس في قطاع غزة والجانب الإسرائيلي. " كما قال