أردني يزف لعروسه مع 50عريس بغزة

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
جلس ينتظر السماح له أن يتوجه لعروسه في خيمتها التي أقيمت على الطراز الفلسطيني الأصيل، في حين كانت هي تنتظره وسط عدد من الأطفال يرتدون الأثواب التاريخية التي تعكس التراث الفلسطيني الجميل، إلى أن تحرك اتجاهها وزفا عروسان إلى المنصة مع انطلاق الزغاريد والطبول، ليتربعا وسط 50 عريساً ، ليعلنا بهده الطريقة تضامنهم مع غزة.

وأستقبلهم العرسان الجالسين على المنصة-خمسين عريس فلسطيني من الجرحى الذين أصيبوا من قبل الاحتلال الإسرائيلي خلال وقبل الحرب التي شنت نهاية عام 2008/ وبداية عام 2009 على قطاع غزة- بباقات الورود معلنين بدء الحفل، الذي أقيم على أرض استراحة الهدي على شاطئ بحر غزة، بتنظيم من جمعية السلامة الخيرية.

قبل أيام ...
ويقول المتضامن الأردني أنس كمال طبيش، لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر" أنا من الأردن من محافظة الكرك أثرت أنا وزوجتي أن نقيم زفافنا هنا في قطاع غزة كتضامن مع الفلسطينيين وكسر للحصار عنهم، ونحن سعيدين أننا نزف بين الجرحى الذين أصيبوا بفعل الاحتلال"، مبيناً أن مشاركتهم فرحتهم بالنسبة لهما كأردنيين أمر يسعدهم".

ويوضح طبيش أن رسالته هو وزوجته للعالم هي أن غزة مفتاح النصر، وتذكيرهم في حصارها ونكبتها ومعاناة سكانها اليومية بسب الاحتلال الإسرائيلي، داعيا في ذات الوقت العالم بضرورة التحرك الفوري والعاجل لإنهاء الحصار الظالم ، مبيناً أنه عقد زفافه في الأردن الخميس الماضي، ولكن والده لم يقيم له أي من مظاهر العرس لشعوره بالمسؤولية اتجاه سوريا وغزة بسبب الأحداث التي كانت تمر فيها غزة من تصعيد إسرائيلي.

معاناة الإصابة...
ويشير طبيش بأنه وزوجته في غاية السعادة لوجودهم بين الأهل والأحباب وأنهما سيشعرون بعدم السعادة لأنهما سيغادران القطاع الاثنين القادم ليعودوا إلى الأردن، في حين أكدت زوجة طبيش الأردنية سجي رياض عبد الرحيم البستنجي بأنها سعيدة لرؤية أمهات العرسان سعيدين على وجه الخصوص وأهالي غزة عموما فهي تعتبرهم بالنسبة لها أهل العزة.

وبعدما جلس العروسان المتضامنان بين الـــ 50 عريساً بدأت الأغاني الإنشادية الفلسطينية، تتناغم مع أصوات الطبول وعلت زغاريد الأمهات، وصيحات فرحة الأطفال، وسط تصفيق العرسان في أجواء فرحة وسعادة انعكست على الجريح العريس معاذ الجعابير ليقول إنه "سعيد جداً بهذه الفرصة التي أتيحت لي كجريح فلسطيني بأن يكمل نصف دينه بعد معاناة الإصابة".

ووجه الجعابير الذي أصيب في انتفاضة الأقصى ببتر يده اليمنى بعدما تعرض إلى إصابة مباشرة من قبل جنود الاحتلال في منطقة أبو صفية شمال قطاع غزة، الشكر لكل من ساهم في ادخال الفرحة في قلبه وقلوب إخوانه الجرحى، موضحاً بأنه حدد موعداً لفرحه بعد عيد الفطر مباشرة.

ويوضح صافي الهمص عضو مجلس إدارة في جمعية السلامة أن الحفل يأتي استكمالا لجزء من خدمة تقدم إلى الجرحى تتعلق بكافة جوانب الحياة بما فيها الجانب الاجتماعي، فكانت الفكرة تكملة الجزء الجميل في حياتهم من خلال الزواج.

ويشير الهمص إلى أنهم أجروا بحثا كاملا لكافة مناطق قطاع غزة، ووجدوا حوالي خمسين مصاباً من ذوي الاحتياجات الخاصة جراء إصابتهم من قبل الاحتلال وأدى ذلك إلى إعاقة دائمة، لافتا إلى أن الحفل هو جزء من جملة من الخدمات تقدمها جمعية السلامة في هذا المجال.

وبين أن جمعيته قدمت خدمات أخرى للعرسان كالمساهمة في تجهيز منازلهم وتوفير بعض المستلزمات المنزلية اللازمة للحياة اليومية، إلى جانب أنهم سيتلقون مبلغ مالي في ختام الحفل، معتبرا أن جمعيته مقصرة بحق هؤلاء الجرحى مهما قدمت.