ما زالت سوريا تراوح في مكانها ولم يتم الحسم فيها كما كان متوقعاً أو مخططاً والمجزرة ما زالت قائمة
وكما قلت في مقال سابق بأننا نعيش ضمن مخطط سايس بيكو جديد الذي هو ملحق لسايس بيكو القديم الذي يهدف لتفتيت ما تبقى من الوطن العربي
كنا نعتقد أن مصر قد نجت من تداعيات الربيع الغربي من خلال الثورة السلمية التي قادها شباب مصر ورغم ما يزيد عن ألف شهيد وما ترتب عن دمار الاقتصاد الذي كان منهاراً أصلا ً قلنا..ليس مهماً لأن المستقبل كفيل بتعوض ما فات ومصر بلد المعجزات
ولكن كل ما خرجت مصر من نفق مظلم إعيدت إلى نفق أشد ظلمة
جرت الانتخابات التشريعية والرئاسية بسلام فقلنا الحمد لله
ولكن ها نحن نعود من جديد وأيادينا على قلوبنا خوفاً على مستقبل مصر
ورغم أن معظم الشعب المصري وقف مذهولاً أمام مرشحين يمثلان تيارين متناقضين
وكما قال الكثيرون فالمرشحين أحلاهما مرُ
فبين الدكتور مرسي ممثل الإخوان والفريق شفيق ممثل النظام السابق كان الاختيار ليس صعبا ً فقط ولكن مريراً
فرأي بعض المصريين الذين يؤيدون مرسي أنه يمثل الثورة ومن يمثل التيارات الوطنية كان رأي بعضهم أيضاً بلاء أخف من بلاء , ورأي مؤيدي شفيق أنه يمثل المستقبل الامن لمصر
ورغم أن الغالبية من المصريين لا يؤيدون الإخوان إلا أنهم فضلوا مرسي على شفيق
ولا ننسى أن الغالبية من الشعب لم تصوت على الإطلاق
وهنا ملاحظة تثبت أنه حصل بالفعل تزوير..
( فأي مراقب يدرك تماماً أن الإقبال على الانتخابات الأخيرة كان أقل من الإنتخابات السابقة وكنا نشاهد عبر الفضائيات أن بعض اللجان كانت شبه خاوية وهناك من قال أن شدة الحرارة كانت أحد الأسباب لذلك , ولا ننسى أن نسبة كبيرة قاطعت الإنتخابات ,وسمعنا أن نسبة التصويت لا تتجاوز الثلاثين بالمئة وبقدرة قادر سمعنا بأن ما يقارب ربع مليون أدلوا بأصواتهم فكيف حصل الفريقان على خمسة وعشرين مليون من الأصوات..!
المستقبل كفيل بإظهار الحقائق
ولنتحدث بصراحة فإننا كعرب معنيين بما يجري في مصر كان معظمنا عاطفياً ضد فوز شفيق وبالمحصلة مع مرسي , لأننا نرفض عودة ممثل النظام السابق
ولكن ما حصل وقبل إعلان النتائج بشكل رسمي تصرف الاخوان المسلمون تصرفاً خارج السياق ووضعهم في مكانة غير لائقة حتى لو كان إعلانهم بفوز مرشحهم صحيحا ً
فالاعلان عن فوز مرسي قبل إغلاق الصناديق وبعضها كان ما يزال في مرحلة الفرز
جعل الثقة بهم مهزوزة وكانت بمثابة خيبة أمل لكل من تعاطف معهم
فما شاهدناه عبارة عن تصرف صبياني لا يرتقي لمستوى زعامة تطمح لرئاسة مصر
والمنطق يقول أن على الرئيس القادم أن يكون رزينا ً وحكيماً وعقلانياً وليس بالأهوج
وأي تفسير كما جاء على لسان البعض من الاخوان بأنه كان بمثابة إنذار للمجلس العسكري
تحسباً من أي تلاعب في النتائج وهو ما فسر نوايا مبيته لدى الإخوان كانوا في غنى ً عنها لأنه كان أولى بهم أن يتركوا الأمر لله تعالى وهو القادر على إنصافهم فيما إذا لو حصل ما يخشونه ولكل حادث حديث ( أوليس الله بولي المؤمنين ..!)
لا نريد أن نخوض في التفاصيل وما أثير حول الاوراق التي خرجت من المطبعة وغيرها من الأمور التي ذهبت إلى الطعن فهي أمور ستظهر مع الوقت
إلا أننا نرى أن الأمور في مصر تسير نحو الكارثة لا قدر الله
ومن خلال مراقبتنا للوضع وبشكل دقيق نرى أن مصر ذاهبة إلى المجهول في حال فاز شفيق أو مرسي ولذالك نتمنى أن تلغى الانتخابات وتعاد من جديد وفي سياق أكثر تنظيما وبعد أن يتم إقرار الدستور
فما جرى كله عبثي لأن الأصل أن يتم إقرار الدستور أولاً ومن ثم تتم الانتخابات التشريعية والرئاسية ضمن آلية دستورية واضحة
ودون ذلك سنشهد صراعاً ربما يستمر سنوات تخسر مصر فيه الكثير ويكون الرابح الأكبر إسرائيل
اللهم إحمي مصر وشعب مصر وارحم شهداء مصر
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت