القس المحتلة- ترجمة وكالة قدس نت للأنباء
في الوقت الذي التزم به رئيس الحكومة الإسرائيلية بقيود الدبلوماسية، ومعتبرا أن إسرائيل تحترم خيار المصريين الديمقراطي، وأنه يأمل بمواصلة التعاون مع النظام الجديد، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر سياسي رفيع المستوى عقب على نتائج الانتخابات المصرية قوله: "عندما قلنا إن الربيع العربي سيكون ربيعا إسلاميا ضحك منا الجميع، والآن يدرك العالم ويرى إلى أين وصلت الأمور".
وأضاف المصدر: "الآن سننتظر ونرى كيف سيحاول النظام الجديد تسويق نفسه والتقرب من الغرب، أم أنه سيختار التطرف على أثر تقلده الحكم وسيطرته على البرلمان".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في أول تصريح له على فوز مرشح الإخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية المصرية "محمد مرسي"، عن احترامه لنتائج الانتخابات المصرية، مشيراً إلى أن "إسرائيل" تتطلع إلى تعاون مشترك مع الرئيس الجديد على أساس اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين.
وأضاف "نتنياهو":" إن إسرائيل تقدر المسيرة الديمقراطية التي تمر بها مصر وتحترم نتائجها، وإن إسرائيل تتطلع إلى مواصلة التعاون مع النظام الجديد في مصر على أساس معاهدة السلام الموقعة بين الجانبين".
وقالت رئيسة حزب المعارضة "شيلي يحيموفيتش":" السلام مع مصر له أهمية إستراتيجية كبيرة وعلى إسرائيل أن تقوم بكل ما في وسعها للمحافظة على العلاقات السلمية مع مصر"، داعية الحكومة الإسرائيلية إلى إجراء حوار فوري مع الرئيس المصري المنتخب.
وتابعت :"إنني أتمنى لكل المصريين بأن تشمل الديمقراطية في مصر تعديلات اقتصادية واجتماعية داخل جميع طبقات الشعب المصري، وأتمنى أن تستمر الاتفاقات السياسية الموقعة بيننا وعلى رأسها اتفاقية السلام".
وتطرق عضو الكنيست عن حزب الإتحاد القومي "ميخائيل بن آري" إلى فوز مرسي بالانتخابات المصرية بالقول:" إن فوز مرسي هو المسار الأخير في الوهم المسمى بالسلام مع مصر، والذي كلفنا ثمناً باهظاً، ومن يعرف الآن ماذا ينتظرنا على الحدود الجنوبية والتي تعتبر الآن إسلامية".
وعلق عضو الكنيست عن حزب "كاديما" "عتنيئل شنلر" إلى الانتخابات المصرية قائلاً:" إن على إسرائيل أن تهنئ الشعب المصري على نشوء الديمقراطية فيها، لأن ردود الفعل الأولى من قبل إسرائيل يمكن أن تكون هامة في رسم مستقبل العلاقات مع جارتنا الجنوبية، الشعب المصري إختار وعلينا أن نصمت وإن كانت النتائج غير مرضية لنا".
أما نائب رئيس الشاباك السابق يسرائيل حسون فقال للإذاعة الإسرائيلية إن الإخوان في مصر لا يختلفون عن حركة حماس في قطاع غزة، وأنهم "كما يقول مقطع مسرحي ساخر للفرقة الإسرائيلية "هجشاش هحيفير"، هذا أنا وهذا أخي".
وقال حسون إن على إسرائيل البحث عن طرق لتعزيز وتحريك المسيرة السلمية، وتغيير المفاهيم التي سيطرت على السياسة الإسرائيلية، إذ أن ثلاثة الدول الأهم التي حافظنا على علاقات معها: إيران وتركيا ومصر، أصبحت دولا إسلامية. وعليه يجب المسارعة لفتح قناة حوار مع العالم العربي.
وأضاف حسون" إن الانتخابات المصرية تفرض على إسرائيل تغيير طريقة تفكيرها ومفاهيمها حول العلاقات مع المحيط العربي".
وتطرقت الصحيفة إلى ردود الفعل الفلسطينية فأبرزت الفرح الذي اجتاح قطاع غزة والتهاني التي صدرت عن حركة حماس، مقابل الرد الرسمي والفاتر الذي صدر عن السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس.
وأبرزت الصحيفة إعلان الرئيس المصري المنتخب رغبة بلاده بالمحافظة على المعاهدات الدولية الموقعة، والتزام مصر بالسلام مع كل العالم.
أما الإذاعة الإسرائيلية فقالت إن السؤال المركزي الذي سيواجهه الرئيس المصري اليوم، هو استعادة كافة الصلاحيات التي صادرها المجلس العسكري وتوجيه دفة مصر.
وقال الوزير الإسرائيلي السابق بنيامين بن إلعيزر، "المعروف بالعلاقات الممتازة التي جمعته بالرئيس المخلوع مبارك، وكان من أوائل وقلائل السياسيين الإسرائيليين الذين دعوا صراحة إلى دعم الرئيس المخلوع، إنه على إسرائيل عدم التعجل باتخاذ موقف من الرئيس المنتخب".
وأضاف "يجب الانتظار لنرى ماذا سيفعل الرئيس الجديد، فهو إسلامي ومعروف في الماضي بمواقف مناهضة لإسرائيل، كل التغييرات الحاصلة الآن هي إسلامية وهي أكثر تدينا وأكثر كراهية لإسرائيل".
وأضاف بن اليعيزر في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية، أنه يأمل أن يسمح هذا الرجل للجيش بأن يواصل التعاون مع إسرائيل في القضايا الأمنية. وقال "كل شيء الآن محفوف بالضباب والكثير، فنحن أمام عالم آخر، ليس عالم مبارك، هذا هو شرق أوسط متطرف وإسلامي ويكره إسرائيل".
مع ذلك قال بن اليعيزر إنه لا يعتقد أن الشعب المصري انتخب محمد مرسي لقيادة مصر نحو المواجهة، داعيا إلى وجوب قيام إسرائيل بالبحث عن قنوات للحوار والتفاهم مع القوى الإسلامية التي تجتاح المنطقة، ومحاولة إيفاد الرسل للوصول لحوار مع الإسلاميين.