يقاس حجم الكتب على خلاف غيرها بجودة المحتوى وقوة الأفكار بصرف النظر عن عدد صفحاتها أو صغر وكبر حجمها، ولعل هذه أفضل صورة يمكن أن نطلقها على الكتاب الذي بين أيدينا " عاشوا من أجل فلسطين شهداء الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" والذي يقع في 380 صفحة، واثنا عشر فصلاً، فهو يعتبر بحق سجلاً حافلاً لهؤلاء الشهداء الذين شاركوا بجدارة في صناعة تاريخ الشعب الفلسطيني وثورته وليس باعتبارهم مجرد أسماء وأرقام كما يحاول البعض تصويرهم.
وللوهلة الأولى يبدو عنوان الكتاب الصادر عن المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات (ملف)، مشوقاً ومحفزاً لكل من يراه أو يطلع عليه، فهو يجعلنا وكأننا أمام هدية مغلفة نتشوق للاطلاع على ما فيها، فهو وربما يخيل لنا من وهج العنوان أننا أمام كتاب أدبي أو تاريخي يحتاج إلى متخصصين لسبر أغواره، إلا أن الحقيقة غير ذلك تماما، فأسلوب من قاما بتحرير الكتاب وهما الرفيقان فهد سليمان و معتصم حمادة - عضوا المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بسيط جدا، وأفكاره سلسة، فيكفي أن تطالعه ليتملكك العجب والفخر في آن واحد وأنت تقرأ في سيرة كل مناضل من هؤلاء الشهداء الذين قضوا من أجل فلسطين.
أما عن فحواه فنراه يقدم الشهداء باعتبارهم مناضلين شاركوا في صناعة التاريخ الفلسطيني مرتكزا على محاور رئيسية تناول فيها شهداء البدايات أولا ثم شهداء أحداث الأردن ثم شهداء العملات والمواجهات في الجولان المحتل، ليتبعه شهداء المقاومة في لبنان، ثم شهداء العمليات الخاصة، وشهداء حرب السنتين، وشهداء سنوات الصمود وتعاظم النضال، ثم شهداء المواجهات المستمرة، وكذلك شهداء حرب الجسور، وصولاً إلى شهداء حرب 82، كل ذلك في تسلسل تاريخي متقن ينتقل بك عبر ثنايا التاريخ الفلسطيني ومراحل النضال المتتابعة التي مر بها فجاء بيان ذلك جميلا حكيما، مع التركيز على صور الشهداء كلما كان ذلك متاحاً.
والكتاب الذي قدم له الرفيق نايف حواتمه الأمين العام للجبهة هو المجلد الأول من أصل مجلدين، هدفه أن يشكل السجل الذهبي لشهداء الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، منذ لحظة انطلاقتها، حتى الآن. ويقدم هؤلاء الشهداء الأماجد، إلى القراء، ليس باعتبارهم مجرد أسماء، بل مناضلون واكبوا الحركة الوطنية الفلسطينية ومقاومتها المسلحة، وساهموا في بنائها، وقيادتها، كل من موقعه، وفي سياقات سياسية تتعرض لها الفصول المختلفة للكتاب، بما يشكل عرضاً شبه تاريخي لانطلاقة الجبهة الديمقراطية، وقواتها المسلحة الثورية، ولمسيرة النضال الفلسطيني في مراحلها المختلفة.
ويستعرض الكتاب في فصله الأول المعنون بـ " شهداء البدايات في الداخل والأغوار" العديد من المحاور من أبرزها محاولات الجبهة الديمقراطية نقل الأعمال القتالية إلى داخل الأراضي المحتلة، بقيادة الرعيل الأول من قيادتها التاريخية، ونخص منهم بالذكر عمر القاسم (مانديلا فلسطين)، كما تطرق الكتاب الى العمليات التي نفذتها الجبهة خلال تلك المرحلة والتي قدمت خلالها 47 شهيداً، منهم 27 شهيداً في الضفة الفلسطينية المحتلة، و20 شهيداً في شمال مناطق الـ 48، أمكن حصر 24 منهم في هذا الكتاب.
وتحت عنوان، معارك أيلول وجرش وعجلون يوضح الفصل الثاني كيف كان النظام في الأردن يسعى، بكل جهد، ومنذ بداية انطلاقة المقاومة الفلسطينية، إلى احتواء وجودها العلني في الضفة الشرقية، خاصة بعدما أخذت الحركة الوطنية الأردنية تنمو وتتطور أفكارها تجاه الترابط الأوثق لمصير الشعبين الأردني والفلسطيني، وبحيث أصبحت قضية تحرير فلسطين مرتبطة بشكل رئيسي أيضاً بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الأردن، وبحيث لم يعد بالإمكان التحدث عن حركة فلسطينية بحتة، بل عن حركة وطنية فلسطينية ـ أردنية، ذات بعد طبقي واجتماعي، وما تبع ذلك من تطورات متسارعة حتى انتهاء آخر ظاهرة علنية لوجود المقاومة في الأردن في تموز (يوليو) 1971، بعد أن قدمت، في معارك الدفاع عن الذات، مئات الشهداء وآلاف الجرحى ومئات الأسرى والمعتقلين، وفي هذه المعارك أمكن حصر 79 شهيداً قدمتهم الجبهة الديمقراطية، قضوا دفاعاً عن الثورة والشعب والوطن.
وتطرق الفصل الثالث الى العمليات والمواجهات البطولية في الجولان بعد أن أسس للجبهة في هذا القطاع القائد الشهيد عمر مسعد (أبو خلدون)، خلفه بعد استشهاده القائد الشهيد سعيد البطل (أبو مشهور)، عضو اللجنة المركزية للجبهة، مع الاشارة لما كان لقطاع الجولان من بعض الخصوصيات التي تميزه عن القطاعات الأخرى. حيث شكل قطاع الجولان ميداناً رحباً لتنفيذ عمليات خطوط التماس الممتدة مع العدو بشكل مستمر وتصاعدي، في إطار رؤية وطموح الجبهة لتطوير الكفاح المسلح. من هنا كانت عمليات «النجم الأحمر» و«هو شي منه» و«تشي غيفارا» و«مناجل الشمال» و«الشهيد الشيخ عز الدين القسام» و«الذكرى الأولى لولادة الجبهة»، كما وفي سياق عسكري آخر كانت عملية الرد على اغتيال القادة الثلاثة: أبو يوسف النجار، وكمال ناصر، وكمال عدوان، وتكريماً لذكرى الشهداء أبطال الصمود في الفاكهاني، الذين أجهضوا العملية الإسرائيلية ضد المقر المركزي للجبهة. هذا دون أن ننسى شهداء القوات المسلحة الثورية في الجولان الذين قاتلوا إلى جانب الجيش العربي السوري في حرب تشرين (أكتوبر) 73. وفي مجموع هذه العمليات سقط للعدو قتلى وجرحى، اعترفت إذاعة العدو بعدد منهم بالمقابل أمكن حصر ـ في المعارك والمواجهات التي يضمها هذا الفصل ـ 21 شهيداً، قدمتهم الجبهة الديمقراطية.
ولم يقتصر عمل المقاومة على جبهات الداخل والأغوار والجولان، بل امتد كذلك إلى جنوب لبنان، ونهض هناك على أكتاف أبناء مخيمات اللاجئين وتجمعاتهم. ويروي الفصل الرابع، تحت عنوان «شهداء المقاومة في لبنان، 1969 ـ 1976» كيف وجد اللاجئون في لبنان في المقاومة الفلسطينية وفصائلها المتنوعة، تعبيراً عن إرادتهم السياسية وطموحهم الوطني. كما وجدوا فيها مدخلاً لإنهاء الظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والاضطهاد الأمني الذي لحق بهم على أيدي السلطات اللبنانية منذ لجوئهم القسري إلى لبنان. ويروي هذا الفصل، أيضاً، كيف بدأ، منذ مطلع ستينيات القرن الماضي، القائد الشهيد عبد الكريم قيس حمد(أبو عدنان) بناء المجموعات الفدائية الأولى، التي شكلت نواة القوات المسلحة للجبهة الديمقراطية. كما يتطرق الفصل الى دور قوات الجبهة في التصدي لثلاث عمليات عسكرية قامت بها قوات العدو الإسرائيلي في الجنوب وهي: معركة العرقوب الأولى (أيار / مايو 1970)، والعرقوب الثانية (15شباط/ فبراير 1972) والعرقوب الثالثة (كانون الأول /ديسمبر 1972)، والعديد من المعارك المشرفة التي خاضتها قوات الجبهة.
وجرى تخصيص الفصل الخامس لشهداء العمليات الخاصة التي نفذها أبطال القوات المسلحة الثورية للجبهة الديمقراطية من 1973 إلى 1975... فمن نابلس، حيث نفذت عملية جريئة ضد الحاكم العسكري عقاباً له على جرائمه ضد أبناء الشعب الفلسطيني، إلى عملية «معالوت ـ ترشيحا» التي شكلت نموذجاً قتالياً تفردت به القوات المسلحة الثورية للجبهة الديمقراطية إلى عملية طبريا وهاؤن، وغير ذلك الكثير من العمليات البطولية حتى عملية «الناصرة» حيث نجح المقاتلون الأبطال بالعودة سالمين وعقدوا مؤتمراً صحفياً في بيروت، سردوا فيه وقائع تلك العملية.
ومن العمليات المميزة التي نفذتها قوات الداخل «عملية 15 أيار 1976 (عملية الشهيدة لينا النابلسي)». وكان من أبطالها مشهور العاروري الذي احتجز العدو جثمانه أكثر من 24 سنة، من أيار (مايو) 1976 إلى آب (أغسطس) 2010 ، حيث استعادته الجبهة الديمقراطية من مقبرة الأرقام. وعبر هذه «العمليات الخاصة» قدمت الجبهة 29 شهيداً، في مقدمتهم القائد راسم عليان الحوساني، والقائد ممدوح النجار، وصف عريض من ضباط وضباط صف القوات المسلحة الثورية.
أما عن «حرب السنتين» في لبنان (1975 ـ 1976) والتي شكلت مرحلة صعبة في حياة المقاومة الفلسطينية بشكل عام، فقد تناولها الفصل السادس حيث تطرق الى معارك «المنطقة الشرقية» والجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني بمن فيهم أبناء مخيم تل الزعتر في 12/8/1976 أثناء محاولة هؤلاء الخروج من المخيم، تحت إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر وفي حمايتها. ففي هذه المعارك قدمت الجبهة الديمقراطية 228 شهيداً. وهم يشكلون نسبة مرتفعة (حوالي 60%) من مجموع شهداء الجبهة الديمقراطية في «حرب السنتين» (228 من أصل 388 هم إجمالي عدد شهداء الجبهة في هذه الحرب).
ويستكمل الفصل السابع وقائع «حرب السنتين» متناولاً معارك سائر المناطق، حيث قدمت الجبهة 160 شهيداً (من أصل 388 شهيداً) يشكلون 40% من شهدائها في «حرب السنتين»، في مقدمتهم القائد بهيج المجذوب (مراد) والقائد عاطف سرحان (سالم) والقائد يوسف الوزني (بطرس أبو عامر) والقائد إبراهيم أبو زعلان (جورج حداد) فضلاً عن عدد كبير من الكادر المتقدم والوسيط إلى جانب حشد من المقاتلين ذوي الاختصاصات المختلفة والتجربة الواسعة في الميدان، استشهدوا في معارك الشياح وعموم الضاحية الجنوبية، ورأس النبع والأسواق التجارية، والفاكهاني ـ طريق الجديدة، ومخيمات صبرا ـ الداعوق ـ شاتيلا، ومثلث خلدة، وبئر حسن، والدامور، وبحمدون، ومحور عاليه ـ الكحالة، والمتن، وعينطورة، وصنين، والبقاع، وزحلة، وشمال لبنان، ومدينة صيدا.
ويعكس عنوان الفصل الثامن «شهداء الصمود وتعاظم النضال، 1976 - 1978» طبيعة المرحلة الزمنية التي يرصدها هذا الفصل. فقد خرجت القوات المسلحة للجبهة الديمقراطية من حرب السنتين، أكثر قوة، ونجحت على مدى عامي 1976 - 1978 في التصدي للأعمال العدوانية الإسرائيلية، جنباً الى جنب مع القوات المشتركة الفلسطينية ـ اللبنانية التي بلغت خسائرها 250 شهيداً، من بينهم 20 شهيداً من القوات المسلحة للجبهة الديمقراطية، في مقدمتهم القائد محمد شاكر خزعل (فايز أبو حميد) قائد كتيبة صلاح الدين في قوات الجبهة، قائد القوات المشتركة، على محور القنطرة ـ القعقعية ـ الطيبة والتي دارت فيها معارك فاصلة. وخلال هذه الفترة من عمر النضال الوطني الفلسطيني قدمت الجبهة 74 شهيداً، في مقدمتهم، إلى جانب القائد محمد شاكر خزعل، القائد بشير زقوت، والقائد عبد الله العجوري (أبو سليمان)، وصف واسع من ضباط وضباط صف القوات المسلحة الثورية ومقاتليها.
الفصل التاسع: المواجهات مستمرة (1979 ـ 1980(
وتناول الفصل التاسع «شهداء المواجهات المستمرة ،1979-1980 حيث قدمت الجبهة 61 شهيداً. وتحت عنوان «شهداء حرب الجسور... ومقدمات الاجتياح الكبير، 1981-1982» يتناول الفصل العاشر واحدة من المراحل الساخنة في حياة المقاومة الفلسطينية على الأرض اللبنانية.. حيث قدمت الجبهة في هذه المرحلة الصاخبة الجبهة كوكبة ضمت 82 شهيداً في مقدمتهم القائد سامي أبو غوش (الحاج سامي) أمين سر اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، وزوجته الرفيقة مهى، والقائد معروف أبو السعود (أبو محمود الفوريكي) عضو القيادة العسكرية للقوات المسلحة الثورية ونائب قائد القوات في جنوب لبنان، والنقيب محمد عبد الكريم البطاط (أدهم عبد الكريم)، والنقيب عايش عبد الرحمن أحمد (قيس) وعشرات الشهداء من مقاتلي القوات المسلحة والميليشيا الشعبية، كذلك خسرت في الغارة على المقر القيادي المركزي للجبهة الديمقراطية في الفاكهاني 36 شهيداً على رأسهم: القائد عبد الحميد أبو سرور (ابو الغضب)، والنقباء أمين خالد (أبو انطون)، وأحمد عبد الهادي (جلال سلمان)، وأحمد إبراهيم الأحمد (أبو المنذر)، ومحمد ساسي (جياب التونسي)، ويحيى إبراهيم، والمناضل الأممي نيقولا روبيه (فرانسوا)، والكاتب غازي فيصل ذرب (أبو دالية)
ويرصد الفصل الحادي عشر اجتياح 1982 والملاحم البطولية التي سطرتها قوات الجبهة ومن أهم هذه الملاحم، القتال المستميت في قلعة الشقيف، وعلى محور النبطية ـ كفر رمان، وغيرها الكثير من الملاحم، وقدمت الجبهة 150 شهيداً، في مقدمتهم القادة صلاح شاهين، فواز التالول (فهد)، محمد عتريس (ناصر)، محمد أبو النصر، فؤاد مصطفى (أبو فادي) وتحت قيادتهم صف عريض من ضباط وضباط صف القوات المسلحة الثورية ومقاتليها، وصف عريض من مقاتلي كتيبة الأمن الوطني، وقوات المليليشيا الشعبية، والشبيبة العسكرية ومناضلات في صفوف المنظمة النسائية الديمقراطية.
ويتناول الفصل الثاني عشر بعنوان «شهداء حرب 1982 (2).. وتستمر الثورة» تداعيات الاجتياح الإسرائيلي للبنان وأعمال المقاومة التي نظمها الشعبان اللبناني والفلسطيني ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما يتناول النتائج المأسوية لهذا الاحتلال على الواقع اللبناني وواقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بما في ذلك التحالف غير المقدس الذي نشأ بين قوات الاحتلال وبعض الأطراف السياسية اللبنانية. فتطرق الفصل إلى مجزرة صبرا وشاتيلا في 16-18/9/1982 حيث سقط في المجزرة للجبهة الديمقراطية وأذرعها الكفاحية ومنظماتها الديمقراطية 36 شهيداً وشهيدة من بينهم الرفاق نور الدين عوض (فرهود صالح) وسمير القاضي (أبو علي) وزياد حسن شرف. كما تناول الفصل العديد من العمليات الطولية للجبهة، ومعارك الصمود في معتقل أنصار الجماعي. أما خلال هذه المرحلة من الحرب ضد الاحتلال فقد قدمت الجبهة 96 شهيداً وشهيدة، معظمهم كوادر قيادية، في قواتها المسلحة أو في منظماتها الجماهيرية.
إن هذا الكتاب الذي يحمل بين دفتيه سجلاً بـ 1062 (ألف واثنان وستون) شهيداً وشهيدة، هم جميعاً شهداء في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، يشكل عملاً رياديا ونافذة جديدة للتاريخ الفلسطيني، تعكس كل معاني الوفاء والاعتزاز للشهداء الأبطال، وتخليد مآثرهم في ذاكرة الشعب الفلسطيني بأجياله المتعاقبة.
لقد حمل الكتاب أفكارا أصيلة وسيراً خالدة لهؤلاء الشهداء الذين انتموا إلى الأذرع الكفاحية المختلفة للجبهة في القوات المسلحة الثورية، وفي قوات الميليشيا الشعبية، وفي فصائل الشبيبة العسكرية، وفي قوات إسناد الداخل، وفي اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني، وفي المنظمة النسائية الديمقراطية الفلسطينية، والتجمعات المهنية الديمقراطية، وفي الهيئات المختصة كالإعلام والإدارة المركزية وغيرها فهم يستحقون أن تخلد مآثرهم وهو ما نجح هذا الكتاب في تحقيقه..
الكتاب تميز ببساطة الأسلوب ومتعته، بالرغم من السرد التاريخي الضروري واعتماده لغة القارئ ليفهمه بعيدا عن التكلف مع الحرص على سمو المستوى ورقيه من جهة أخرى.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت