بعد أدائه اليمين الدستوري يصبح د.محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية، وتبدأ خطواته الأولى بتعيين نواب ومستشارين للرئيس، وكذلك البدء بخطوات تشكيل حكومة التوافق الوطني كي تبدأ مرحلة تنفيذ مشروع النهضة والذي على أساسه انتخب المصريون محمد مرسي رئيساً للبلاد.
ولكن قبل الشروع في ذلك لابد من تجاوز ثلاث عقبات وهي:
1- الإعلان الدستوري المكمل في يونيو/2012م .
2- مستقبل مجلس الشعب بعد قرار حله، ومعرفة ما ستؤول إليه دعوى المخاصمة ضد هيئة المحكمة الدستورية العليا حول بطلان قانون انتخابه.
3- انجاز كتابة الدستور من قبل الهيئة التأسيسية.
وفي حال تم تخطي تلك التحديات والعقبات واستعاد الرئيس صلاحياته وفقاً للدستور، تبدأ حينها الدولة المصرية الحديثة في تطبيق وتنفيذ برنامج النهضة الذي جاء به الرئيس مرسي، والذي حدد مرتكزات السياسة الخارجية لمصر عبر ما يلي:
أولاً: الموازنة بين دوائر الانتماء المختلفة.
ثانياً: الانفتاح على جميع الدول.
ثالثاً: الالتزام بثوابت العلاقات الخارجية.
أولاً: الموازنة بين دوائر الانتماء المختلفة العربية والإفريقية والإسلامية، وفيما يتعلق بالدائرة العربية احتلت القضية الفلسطينية الأولوية الأولى، تلاها تدعيم العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي، وقيادة عملية إصلاح تستهدف جامعة الدول العربية من أجل تعزيز دورها ومكانتها داخل النظام الدولي، ثم جاء الاهتمام بالعلاقات السودانية المصرية وإقامة شراكة اقتصادية معها، وكذلك الانفتاح على كل الدول العربية ومنها دول المغرب العربي، وبناء تحالفات مصرية عربية في كل المجالات.
أما فيما يتعلق بالدائرة الإفريقية فرؤية برنامج النهضة تقوم على تنظيم خطة دبلوماسية وإعلامية واسعة النطاق على مستوى القارة السمراء تستخدم الدبلوماسية الرسمية والشعبية، وكافة الأدوات الإعلامية من أجل تغيير المفهوم الاستعلائي الذي تعامل به النظام السابق مع إفريقيا، والتأكيد على اندماج مصر في القارة السمراء على أسس التكافؤ والعدل والمصالح المشتركة، مما يعيد العمق الإفريقي للسياسة الخارجية المصرية، وخاصة دول حوض النيل.
وفي الدائرة الإسلامية فيرى برنامج النهضة ضرورة العمل على إحياء دور منظمة المؤتمر الإسلامي، وتطوير العلاقات مع الدول الإسلامية وبخاصة تركيا وماليزيا والاستفادة من مشاريع النهضة التي قامت بها كلا الدولتين.
ثانياً: الانفتاح على جميع دول العالم
أما المرتكز الثاني الذي تقوم عليه السياسة الخارجية المصرية فهو الانفتاح على جميع الدول وجاءت العلاقات المصرية الأمريكية على رأس أولويات الدبلوماسية المصرية ولكن ضمن معايير جديدة تقوم على استقلال القرار المصري والابتعاد عن التبعية بكل أشكالها، وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين في المجالات المختلفة.
وركز برنامج النهضة أيضاً على العلاقات المصرية الأوروبية من النواحي السياسية والاقتصادية والتعاون الوثيق مع دول البحر المتوسط من خلال برلمان الاورومتوسطي.
وأيضاً تناول برنامج النهضة شكل العلاقات المصرية الآسيوية والذي يقوم على الانفتاح على تلك الدول والاستفادة من تجاربها النهضوية ونقل تجاربها وخبراتها العملية والعلمية لمصر، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع تلك الدول.
واختتم برنامج النهضة رؤيته للسياسة الخارجية المصرية بضرورة تعزيز العلاقات مع باقي دول العالم من خلال تقوية العلاقات والشراكات مع مجموعة دول (BRICS) وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. وأيضاً التوجه بعلاقات متينة سياسية واقتصادية مع دول أمريكيا اللاتينية كخطوة تالية لإحراز التقدم على الصعيد الإفريقي.
ثالثاً: الالتزام بثوابت العلاقات الخارجية.
ومن أبرز تلك الثوابت وضع مصالح مصر قبل كل شيء والتخلص عن التبعية بكل أشكالها.
خلاصة القول: ما سبق هو برنامج العمل الذي يحمله رئيس جمهورية مصر العربية المنتخب د. محمد مرسي، والذي سيقوم على تنفيذه وزارة الخارجية المصرية، وما يميز برنامج النهضة أن القضية الفلسطينية تحتل المرتبة الأولى ضمن أولويات السياسة الخارجية المصرية، وبذلك نحن أمام تحول كبير في العلاقات المصرية الفلسطينية يضمن لمصر دور بارز في العديد من الملفات الهامة ومن أبرزها العمل على استعادة حقوق الشعب الفلسطيني، ورفع الحصار الغاشم على قطاع غزة عبر فتح منفذ رفح الحدودي على مدار الساعة، وإقامة علاقات تجارية واقتصادية مع قطاع غزة من خلال إقامة منطقة تجارية حرة كبديل عن الأنفاق، وكذلك انجاز المصالحة الوطنية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت