لولا شباب فلسطين الذين رفعوا صوتهم عالياً، وتقدموا إلى المحكمة بطلب إلقاء القبض على "شاؤول موفاز" لمجرد دخوله مدينة رام الله، ولولا شباب فلسطين الذين انضموا وأيدوا "تجمع فلسطين من أجل الكرامة"، ولولا هجوم بعض الكتاب الذين بادروا وحقروا واستنكروا إجراء لقاء في رام الله بين السيد عباس ووزير الحرب السابق "موفاز"، ولولا مواقف بعض التنظيمات الفلسطينية التي سارعت إلى إدانة هذا اللقاء، لولا كل ما سبق، الذي شكل بوادر تململ شعبي جدي، وبداية ربيع فلسطيني يزهر تذمراً وغضباً وحنقاً وسخطاً على سلطة رام الله، التي أوشكت أن ترعى لقاءً حميماً بين شاؤول موفاز والسيد عباس، تتم من خلاله تسليط كاميرا الفضائيات على يد السيد محمود عباس وهي تصافح بحرارة ورعشة عشقٍ يد وزير الحرب الصهيوني "شاؤول موفاز"؛ الذي كان ينتظر اللقطة في هذه اللحظة، ليلوح بكف يد إسرائيل البيضاء إلى كل شعوب الأرض.
لكم التحية يا شباب فلسطين، وأنتم تفرضون إرادة شعبكم على سلطة رام الله لأول مرة، وتصرخون من بين أنياب المفاوضات العبثية: كفى مهزلة، وكفى لعباً بمصير الشعب، وإن حراكنا الجماهيري لن يقف عند حدود رام الله، بل سيجتازها إلى كل مدن فلسطين التي يصرخ وجدانها، نعم للمقاومة، وألف لا للمساومة.
لكم التحية يا شباب فلسطين وأنتم تقطعون الطريق على كف "موفاز" الممتدة لمصافحة السيد عباس بعد أن وقعت عشرات الأوامر العسكرية لاغتصاب الأرض، وحصار أبي عمار، والإشراف على عملية السور الواقي سنة 2002، لقد كان "موفاز" من وراء مجزرة جنين، وهو الذي كان وراء اغتيال الشهيد أحمد ياسين، والدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، والشهيد القائد صلاح شحادة، والقائد المقاتل أبو علي مصطفى، حتى بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين في الفترة التي تولي فيها "موفاز" قيادة الجيش 1705 شهيداً، وبلغ عدد الجرحى أكثر من 5300 فلسطيني.
كل التحية لكم يا شباب فلسطين، وقد كشفتم زيف الإدعاء؛ بأن اللقاء كان سيمهد للإفراج عن أكثر مئة أسير فلسطيني، ما زالوا في السجون الإسرائيلية، رغم التوقيع على اتفاقية أوسلو قبل عشرين عاماً، لقد أكدتم باحتجاجكم على ضرورة محاسبة كل القيادات العسكرية والسياسية الفلسطينية التي عادت إلى أرض فلسطين دون أن تلتفت إلى مصير مئات الأسرى؛ الذين ما زالوا في السجون الإسرائيلية حتى يومنا هذا، إنها القيادات السياسية الفلسطينية التي سارت على نهج الرئيس المصري المذموم أنور السادات، الذي وقع على اتفاقية كامب ديفيد، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن؛ دون التطرق إلى مصير الأسرى المصريين في السجون الإسرائيلية!.
لكم التحية يا شباب فلسطين، وقد ارتفعت بالكرامة أكفكم، لتعانق أكف إخوانكم المصريين في ميدان التحرير، لتصفعون معاً سيرة مناحيم بيجن، وسيرة خلفه أسحق رابين الذي وقع على اتفاقية أوسلو، دون أن يسمح للمفاوض الفلسطيني بالتطرق إلى قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية!.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت