غزة – وكالة قدس نت للأنباء
ينتظر المواطن الفلسطيني فادي عبدالله الفار(27 عاماً) من سكان معسكر الشاطئ غرب مدينة غزة قدوم موسم الصيف، بفارغ الصبر، ليمارس مهنة بيع (الذرة والبطاطا الحلوة) التي جعلت منه شخصاً معروفاً لكافة المصطافين على شاطئ بحر غزة، وينادونه بلقب "الشيخ" لأنه يطلق لحيته الكثيفة.
ويستقبل الفار نهاره بتفاؤل ونشاط متوجه من منزله إلى موقعه المعتاد على شاطئ البحر، حاملاً معه معداته التي يستخدمها في عملية شوي وسلق الذرة، ويبدأ بتلقي التحية من السائقين والمصطافين، والذين يسألوا إذا كنات هناك ذرة جاهزة، ويجيبهم قائلاً " كمان ساعة بتكون جاهزة".
ويقول الفار لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر" أعمل في مهنة بيع الذرة والبطاطا الحلوة منذ حوالي ما يزيد عن عشرة أعوام"، مبيناً أن الموسم يبدأ مع اليوم الأول من ابريل/نيسان، وينتهي مع في العشرين من ديسمبر/كانون الأول، معتبراً أن هذه الفترة تمثل فترة رزقه فيما ينتظر قدومها في كل عام ويعود لممارسة أعمال أخرى غير منتظمة في سبيل الحصول على رزق لعائلته.
ويوضح الفار أنه يحصل على الذرة "الإسرائيلية" في بداية الموسم من مزارعين بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ويستمر في الحصول عليها حتى العشرين من شهر يونيو/حزيران، ثم ينتقل للحصول على الذرة " البلدية" من مزارعين مناطق جحر الديك ودير البلح (وسط) القطاع، ومن منطقة حي الزيتون شرق غزة، حتى نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول، في حين يحصل في الشهرين الأخيرين من الموسم على الذرة القادمة من جمهورية مصر العربية، حيث يتم إدخالها عبر الأنفاق المنتشرة أسفل الشريط الحدودي بين مصر ورفح.
ويعتبر الفار فصل الصيف مصدر رزق للعديد من العائلات الفلسطينية، حيث تبدأ تنتشر ظاهرة بيع الذرة والبطاطا الحلوة، والمرطبات والمثلجات كالبوظة والبراد، وتعتمد العائلات محدودة الدخل على هذه المنتجات كمصدر رزق تحاول من خلاله تدبير أمور حياتها اليومية.
ويوضح الفار المعيل لأسرة فلسطينية مكونة من (12 شخص) بأن الأوضاع الاقتصادية بغزة صعبة وتدفعه للعمل في مثل هذه المهنة ليتمكن من توفير المستلزمات الحياتية اليومية لعائلته، مبيناً أن أسعار بيع الذرة تتراوح حسب سعر الشراء قائلاً " سعر الشراء اليوم يتراوح ما بين شيكل ونصف والبيع باثنين شيكل".
ويشير إلى أن الأمر لا يقتصر فقط على سعر شراء الذرة وإنما هناك مستلزمات أخرى منها الأخشاب التي تستخدم لإشعال النار (لشوي أو سلق الدورة) موضحاً أن هناك نوعان من الأخشاب هما الأول بقايا خشب زان والثاني (مشاطيح) منوهاً أن خشب الزان يستخدم للشوي إلى جانب الفحم، أما المشاطيح فتستخدم لإشعال النار الخاصة بالسلق.
ويبين الفار أن إقبال المواطنين على شراء الذرة متوسط متمنياً أن يكون هذا الموسم موسم خير عليه، مشيراً إلى أنه كان في السابق يقف مباشرة على امتداد الشارع العام ولكن بعد إنشاء "الكورنيش" على شاطئ منطقة الشيخ عجلين بغزة أصبح يقف إلى الخلف قليلاً، مؤكداً أن زبونه يأتيه أينما كان يقف، معللاً ذلك إلى أن جودة الذرة التي يبيعها عالية وأسعارها مناسبة ويحضرها من المزرعة إلى البيع مباشرة.