( نبش ضريح أبو عمار) ليس بالعملية السهلة ..!

بقلم: منذر ارشيد

بسم الله الرحمن الرحيم

ربما يكون الموضوع أخذ الكثير من الحما س لدى بعض الإخوة وأنا منهم ,
ولكن غاب عن بال الجميع أننا ننفخ في قربة مخرومة ,
بعد هذا الصخب والضجيج وقد كتبت قبل أيام ربما بإنفعال شديد لأن الحدث صادم

فأبو عمار رغم نقدنا له في حياته إلا أن القلب يعتصر على فراقه
الان ..لنتحدث بهدوء وبمنطق وتعقل فالأمر حساس وخطير
بداية أقول بكل صراحة .. النفاق سمة من سمات المرحلة ولا أستثني أحداُ ودليلي أننا طيلة ثمانية سنوات إبتلعنا الطعم وشربنا المقلب وسلمنا بالأمر الواقع ودفنا أبا عمار وقرأنا عليه الفاتحة وذهب كلٌ منا إلى حياته يزرع ويحصد ويأكل ويشرب ويفرح رغم حجم الفاجعة .
فقبل إستشهاد الراحل شهدنا سيناريو رهيب من خلال حصار الجيش الإسرائيلي لزعيم الأمة
وقصف مقره حتى لم يتبق له إلا زاوية في غرفة عاش بها بكل مرارة القصف وانتظار الموت

فقط حراسه الأبطال هم من قاوموا واستشهدوا دفاعاً عنه ,والكل يتفرج عبر الفضائيات
لم نشهد هبة جماهيرية, ولا قوة فدائية من النشاما وقادتهم الذين يتباكون اليوم على أبو عمار لم نرى تحركاً ولو حتى معنوياً
وكأني بالجميع قد أصابهم التجمد والامبالاة في إنتظار صورة أبو عمار تحت ركام المقاطعة ,

لنتذكر تلك الأيام يا سادة يا كرام فالمشهد ليس ببعيداً والشهود ما زالوا أحياء
فأبو عمار قتل جهاراً نهاراً وقبل أن تظهر عليه عوارض المرض , ولكن القدر حال دون ذلك حتى مات موتاً بطيئا بفعل ما دُس إليه من سموم
وكل من يعتقد أن قرار اغتيال أبو عمار جاء في في تلك الأيام أو حتى بعد أوسلوا فهو واهم
فالقرار الإسرائيلي بقتل جميع قادة فتح كان منذ البدايات ولكن كان هناك أولويات في قائمة بدأت من شارع فردان وانتهت في المقاطعة , والقائمة ما زال فيها ربما .!
ولكن كل شيء يأتي بوقته وحسب الظروف والمعطيات
وحتى لا نتشعب في الموضوع نقول ..ستة أشهر منذ قال يريدوني قتيلا ً أو أسيرا أو شهيداً ..ماذا فعلنا يا ثوار يا مناضلون يا قادة .!
نفجر .. ندمر ..نزلزل الأرض ..! مر الحدث بهدوء وبقيت الأرض بدون زلازل ولم يفجر البطل حتى قنبلة صوتيه

إسرائيل فقط من تثأر لقادتها وتلاحقنا أحياءً وأمواتا ً لتنتقم من أي فاعل
أما نحن فنستقبل مجرميهم وقتلتهم ونفرش لهم السجادة الحمراء إن لزم الأمر
باراك.. أليس قائد مجموعة القتلة في شارع الفردان .. !
فمنذ أن قتل الكمالين وأبو يوسف النجار وصولا ً لأبو جهاد الذي قتله باراك نفسه وربما هو من قتل أبو عمار بعد أن أدخله باب البيت الأبيض عنوة
ماذا نقول يا سادة ..( خليها في القلب تسطح ).!؟
والمشكلة أننا نثور عندما يتحدث أحدنا , ولا نثور عندما نرى قاتلنا

تريدون معرفة من قتل أبو عمار ..!
كلنا قتلنا أبو عمار .. بمعنى كلنا شاركنا في قتل أبا عمار وبتفاوت المسؤوليات , لأن الصمت كالمشاركة , وعدم الجدية جريمة
يا سبحان الله اليوم إستنهضتنا الجزيرة فأيقظتنا من سباتنا وكأننا نمنا نومة أهل الكهف
ونحن نعرف أن أبو عمار لو كان زعيماً في عالم غير عالمنا لقامت الحرب العالمية الثالثة

وحتى لا نظلم الناس جميعاً , صرخ الكثيرون ومنذ استشهاد أبا عمار وليس كما صمت البعض مذ ذلك الوقت حتى فجرت الجزيرة القضية من جديد والأرشيف مليء ويشهد
فركب الموجة أبطال الفضائيات دهاقلة الشر المبيت والأهداف المشبوهة
ألم يكونوا مع أبو عمار ..! ألم يكن من الجدير لا بل من الواجب على كل ٍ منهم أن يكونوا أكثر صدقاً وأقل نفاقاً وهم من كانوا حوله حتى المستشفى في فرنسا وكما ذكر محمد رشيد ومعه مجموعة المقربين , ألم يكن واجبهم التنافس لمعرفة ما يجري في دهاليز المشفى الفرنسي ,الذي تصرف مع حالة أبو عمار بدون رقيب ولا طبيب رغم وجود طبيب عربي يتمتع بثقة عالية .. وما العيب في الطبيب الخاص لأبو عمار وهو المرحوم الدكتور أشرف الكردي الذي تم استبعاده..!
علينا أن نعود للأرشيف الذي فيه تصريحات الدكتور أشرف الكردي الذي قال في مقابلة متلفزة وأبو عمار في المستشفى قال
(لا أدري ما يجري وقد تم إبعادي وحجب المعلومات عني ).!؟

( إني أتهم )

أعتقد أن البداية تقتضي معرفة المدة التي يترتب عليها ظهور المرض والتحقق من كل من قابل أبو عمار خلال فترة حضانة المادة كما يقول العلماء حتى ظهور تأثيرها
وإذا كنا قد وضعنا الرجال المحيطين بالزعيم آنذاك موضع الشبهة فهذا لا يعني أن نتهم
أحدا ً منهم جزافاً , لأن هذا هو الظلم بعينه ,
فلربما أيضا ً أن يكون المجرم من خارج الدائرة المقربة ..( زائر عابر مثلاً ) ..!
لأن المنطق يقول التالي ..من يجروء.. من يجرُء على خيانة الزعيم ..
خاصة من الدائرة المغلقة الذين كانوا معه ..!
هؤلاء الذين عاشوا معاناته وحصاره بكل أخطارها , هؤلاء الذين كانوا مع القائد والأب
ألم يكن يحبهم حبا ً جماً ويقبلهم ويطعمهم بيديه ويحنوا عليهم كأب وحتى كأم رؤوم ..!
مَن مِن هؤلاء فقد قلبه وضميره وكرامته حتى يقبل أن يقتل ويساعد العدو في التخلص من هذا القائد الكبير ..!
اللهم إلا إذا كان شيطانا ً من صلب شيطانٍ رجيم
لهذا يجب أن نضع كل الإحتمالات ولا نحصر الأمر في شخص واحد أو مجموعة بعينها
لأن المسألة أكثر من خطيرة وإتهام الناس جزافاً هو الأخطر, و حصرالتهمة في أشخاص بعينهم لأنهم كانوا معه ربما يضيع الحقيقة , رغم هذا يجب عدم تجاهل مسببات الشكوك
في أشخاص غابوا بما خف حمله وغلى ثمنه .!
وأيضاً دس المادة ربما تكون بواسطة بخاخ بسيط من قبل شخص عادي أو لربما تكون من شخص بعيد عن الشبهات
أما مسألة فتح القبر لغاية أخذ العينات وهو بيت القصيد الذي صرحت به السيدة سهى عرفات , وكان واضحاً أنها متحمسة لذلك بعد أن تم إقناعها بالأمر
وما تلاه من فتوى سريعة من الشيخ القرضاوي ...
فنحن أمام مطلب حقيقي يستند إلى فتوى شرعية , ولا أحد يستطيع رفض مثل هذا الطلب خاصة ممن يحملون المسؤولية
ففتح القبر ليس بالأمر الهين على النفوس ولربما تتفاعل وتنفعل الناس بشكل عفوي ويحدث مشاكل كثيرة وخاصة أن المزاودين كُثر وصيادي المستنقعات ينتظرون على ضفافها ,حتى يحققوا أهدافهم الخبيثة في تدمير ما تبقى
ولا ننسى ما يمكن أن يُشاع حول هيئة وشكل جثمان أبو عمار
ونتلهى بشكله مبتسم أو عابس , وبحالة جسده تحلل ..لم يتحلل .. !
وأمور أخرى أعتقد أننا في غنى عنها وخاصة أن هناك سابقة للشيخ التميمي الذي سمعت أنا شخصيا منه وصفان متناقضان لحالة أبو عمار عندما دخل عليه في المستشفى ..!

هنا أتوجه لأصحاب الرأي الذين يؤيدون فتح القبر وفحص الجثمان
نقوا .. إذا كان فتح الضريح سيأتينا بالفائدة العظيمة ..فليكن
وإذا كان تكملة ليقين أيقناه من خلال تقرير العلماء بأن المادة هي البلوتوليوم ..فلماذا .!؟

فنوع السم قد حدده العلماء من خلال ملابسه وشعره رحمه الله
أتمنى أن تتجلى قمة المسؤولية والوعي من الجميع بداية بالأخت سهى والأخ الدكتور ناصر وجميع من يهمهم الأمر , وتبقى المسألة في إطارها الصحيح ولا تخضع للإهواء والمصالح والتجاذبات السياسية وأهداف المغرضين الأشرار
ويكون الهدف محدد وهو معرفة من شارك العدو في إغتيال أبو عمار ..!


روابط مقالات ذات صلة كتبت قبل أعوام

http://www.maannews.net/ARB/ViewDetails.aspx?ID=176280

حقيقة إغتيال أبو عمار من قتله ..ومن شارك في قتله !!منذر ارشيد
نشر الثلاثـاء 14/07/2009 (آخر تحديث) 14/07/2009 الساعة 19:52
ش
http://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/150940.htm
شش
من قتل ياسر عرفات يا ناصر القدوة بقلم : منذر ارشيدتاريخ النشر : 2008-11-16

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت