غزة – وكالة قدس نت للأنباء
أكد الأسير المحرر محمود السرسك والذي أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عنه بعد خوضه إضراب عن الطعام دام 96 يوماً,اليوم الثلاثاء, أن فكرة الإضراب عن الطعام ليست كلمة تقال في الهواء ويجب أن يتم التفكير مائة مرة قبل القيام بها.
وأضاف السرسك في مقابلة مع "فضائية فلسطين اليوم" من داخل منزل عائلته في مدينة رفح جنوب قطاع غزة " نتنسم الحرية من غزة الحرة الأبية التي تعصى على الجراح", موضحاً أن فكرة الإضراب عن الطعام هي وسيلة جيدة لفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وسياسة التنكيل التي يقوم بها تجاه الأسرى الفلسطينيين في السجون.
وأشار إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أواخر العام 2008 لكل من عاشها بقوتها وقسوتها قائلاً " ما يدور داخل السجون الإسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين هي أعتى وأشد منها."
وأوضح بأنه كان مّصر على إستمرار إضرابه حتى نيل طلبه بالحرية, لكي "أرسل رسالة فلسطين للعالم اجمع, بأمعائي وجوعي وعطشي, لفضح كافة سياسات الاحتلال الإسرائيلي".
وقال المحرر السرسك "إضرابي وإصراري جاء لأثبت للعالم كله أن الرياضي الفلسطيني قادر على صنع المعجزات, وهذا ما حصل بتضامن الاتحاد الدولي لكرة القدم معي, وكذلك أمم أوروبا, فكان ذلك وسيلة لفضح سياسات الاحتلال وكذلك أننا شعب مظلوم".
وأكد أن السجون الإسرائيلية التي يحتجز داخلها الأسرى الفلسطينيين,هي ذات غرف رديئة وكذلك ذات درجة حرارة ورطوبة عاليتين, مشيراً إلى أن الممرضين في "مستشفى سجن الرملة" الذي كان يقبع فيه هم أقسى من المحققين الإسرائيلين انفسهم وعندما يدخل أي من هؤلاء الممرضين على أي أسير يقوم بعملية تفتيش أشد من التي يقوم بها المحقق نفسه.
وقال إن" الحقن التي يقوم الممرضين بإعطائها للأسرى لإدخال الدواء عبرها للجسم, هي أسوء أنواع الحقن ويتم إستخدامها ثلاث مرات, وأن كافة الإلتهابات التي تظهر في دماء الأسرى هي من تلك الحقن الملوثة."
وشكر المحرر السرسك كل من تضامن معه أثناء فترة إضرابه عن الطعام, وأولهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس راعي المشروع الوطني, وكذلك مؤسسة مهجة القدس, وكل الرياضيين في العالم وكذلك الحقوقيين, وكل من قام بحملات التضامن معه ومنها حملة "كلنا محمود السرسك وأكرم الريخاوي".
كان السرسك قد خاص اضرابا عن الطعام هو الأطول في العالم احتجاجا على اعتقاله اداريا تحت قانون " مقاتل غير شرعي" قبل التوصل الى اتفاق بينه وبين مصلحة السجون الاسرائيلية قبل ثلاثة اسابيع قضى بوقف اضرابه والافراج عنه في العاشر من تموز/يوليو.
واعتقل السرسك في تموز/يوليو 2009 على معبر بيت حانون "ايرز" شمال قطاع غزة اثناء توجهه الى الضفة الغربية لتوقيع عقد احترافي مع فريق كرة قدم في الضفة، وشارك السرسك قبل اعتقاله في مباريات عدة مع المنتخب الفلسطيني في دول عربية واوروبية.
وكان وصل الأسير المحرر محمود السرسك, ظهر الثلاثاء، إلى قطاع غزة، عبر معبر بيت حانون "إيرز" شمال( القطاع)، وسط استقبال جماهيري حاشد من عائلته وأقاربه وعدد من القيادات الفلسطينية والشخصيات الفصائلية.
ونقل السرسك على الفور بسيارة اسعاف إلى مجمع الشفاء الطبي بغزة لإجراء عدد من الفحوصات الطبية بعد الإضراب الأطول عن الطعام الذي خاضه في السجون الإسرائيلية، لينقل بعد ذلك الى منزل عائلته في رفح وسط استقبال حاشد.