رفح - وكالة قدس نت للأنباء
استقبلت مدينة رفح البوابة الجنوبية لقطاع غزة الأسير المحرر محمود السرسك (25 عاما) الذي أفرجت عنه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، بعد خوضه إضراب عن الطعام دام 96 يوماً، استقبال الأبطال.
واحتشدت الجماهير الفلسطينية ومجموعات مسلحة من الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة على جنبات الطرق مع لحظات وصول المحرر السرسك إلى منزل عائلته في مخيم الشابورة وسط رفح, وعمت أجواء الفرح وسط ترديد عبارات الترحيب والافتخار التي خطت على جدران المنازل.
وقال الأسير المحرر السرسك وهو لاعب كرة قدم في المنتخب الوطني الفلسطيني إن "فكرة الإضراب عن الطعام ليست كلمة تقال في الهواء ويجب أن يتم التفكير مائة مرة قبل القيام بها".
وأضاف السرسك في مقابلة مع "فضائية فلسطين اليوم" من داخل منزل عائلته في " نتنسم الحرية من غزة الحرة الأبية التي تعصى على الجراح", موضحاً أن فكرة الإضراب عن الطعام هي وسيلة جيدة لفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وسياسة التنكيل التي يقوم بها تجاه الأسرى الفلسطينيين في السجون.
وأشار إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أواخر العام 2008 لكل من عاشها بقوتها وقسوتها قائلاً " ما يدور داخل السجون الإسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين هي أعتى وأشد منها."
وأوضح بأنه كان مّصر على إستمرار إضرابه حتى نيل طلبه بالحرية, لكي "أرسل رسالة فلسطين للعالم اجمع, بأمعائي وجوعي وعطشي, لفضح كافة سياسات الاحتلال الإسرائيلي".
وقال المحرر السرسك "إضرابي وإصراري جاء لأثبت للعالم كله أن الرياضي الفلسطيني قادر على صنع المعجزات, وهذا ما حصل بتضامن الاتحاد الدولي لكرة القدم معي, وكذلك أمم أوروبا, فكان ذلك وسيلة لفضح سياسات الاحتلال وكذلك أننا شعب مظلوم".
وأكد أن السجون الإسرائيلية التي يحتجز داخلها الأسرى الفلسطينيين,هي ذات غرف رديئة وكذلك ذات درجة حرارة ورطوبة عاليتين, مشيراً إلى أن الممرضين في "مستشفى سجن الرملة" الذي كان يقبع فيه هم أقسى من المحققين الإسرائيلين انفسهم وعندما يدخل أي من هؤلاء الممرضين على أي أسير يقوم بعملية تفتيش أشد من التي يقوم بها المحقق نفسه.
وقال إن" الحقن التي يقوم الممرضين بإعطائها للأسرى لإدخال الدواء عبرها للجسم, هي أسوء أنواع الحقن ويتم إستخدامها ثلاث مرات, وأن كافة الإلتهابات التي تظهر في دماء الأسرى هي من تلك الحقن الملوثة."
وشكر المحرر السرسك كل من تضامن معه أثناء فترة إضرابه عن الطعام, وأولهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس راعي المشروع الوطني, وكذلك مؤسسة مهجة القدس, وكل الرياضيين في العالم وكذلك الحقوقيين, وكل من قام بحملات التضامن معه ومنها حملة "كلنا محمود السرسك وأكرم الريخاوي".
كان السرسك قد خاص إضرابا عن الطعام هو الأطول في العالم احتجاجا على اعتقاله إداريا تحت قانون " مقاتل غير شرعي" قبل التوصل إلى اتفاق بينه وبين مصلحة السجون الإسرائيلية منذ نحو ثلاثة أسابيع قضى بوقف إضرابه والإفراج عنه في العاشر من تموز/يوليو.
واعتقل السرسك في تموز/يوليو 2009 على معبر بيت حانون "ايرز" شمال قطاع غزة اثناء توجهه الى الضفة الغربية لتوقيع عقد احترافي مع فريق كرة قدم في الضفة، وشارك السرسك قبل اعتقاله في مباريات عدة مع المنتخب الفلسطيني في دول عربية وأوروبية.
وكان وصل السرسك, ظهر الثلاثاء، إلى قطاع غزة، عبر معبر بيت حانون "إيرز" شمال( القطاع)، وسط استقبال جماهيري حاشد من عائلته وأقاربه وعدد من القيادات الفلسطينية والشخصيات الفصائلية.
ونقل السرسك على الفور بسيارة إسعاف إلى مجمع الشفاء الطبي بغزة لإجراء عدد من الفحوصات الطبية بعد الإضراب الأطول عن الطعام الذي خاضه في السجون الإسرائيلية، لينقل بعد ذلك إلى منزل عائلته في رفح وسط استقبال حاشد.
وفور وصوله إلى غزة نقل السرسك على الفوز إلى مستشفى "الشفاء" في غزة لإجراء فحوصات طبية له قبل نقله إلى منزله في رفح
وكالة قدس نت للأنباء رصدت بالصور لحظة وصول السرسك إلى رفح:
عدسة/عبد الرحيم الخطيب