الفرحة الأولى :
كانت في عودة اللاعب الأسير المحرر محمود السرسك من سجنه اللعين إلى بيته و أهله و مدينته رفح بعد غياب قسري لمدة ثلاث سنين , عاد بعد أن أعطى درسا للعالم في الصمود و التحدي بخوضه إضرابا ضد الظلم لليوم الستة و تسعين , فكان العاشر من هذا الشهر فرحة الفرحتين , لتحضن فلسطين عاما و رفح خاصة و أهلها ابنها و لاعبها محمود كامل السرسك و دموع الفرحة من كل عين , فأهلا و سهلا بك و عقبال كل المعتقلين , يا من علمت الجميع كيف يكون التحدي أقوى من ظلم السجان و الزنازين , فقد فرضت نفسك نجما و تضامن معك في إرجاء المعمورة المتضامنين , و كانت صورتك حاضرة في مناسبات عديدة و نقلتها عدسات المصورين , فقد فضحت محتل يدعي الشرف و تفصله عنه مسافات لا تقدر بأمتار القياسيين فقد حطمت كل الأرقام بقوة الإرادة و الصمود الأسطوري بإضراب فاق اليوم التسعين . و أوصلت صوتك رغم انف عدو حاول مرارا أن يمنعه من الخروج خارج السجن اللعين , لتفضح ذلك السجان و تكون صورتك رمزا في قلوب الأحرار و المحبين , و خنجرا ساما في عيون كيان المحتلين , فقد خرجت منتصرا مرفوع الرأس رغم انف السجانين , فكان يوم خروجك عيدا للرياضة و الرياضيين , لتعانق نسيم الحرية بعد رحلة شاقة ضد الظلم و من اجل فلسطين , فنحن بانتظارك أن تعود لاعبا تصول و تجول في كل الميادين , و تثبت للعالم أن الإرادة لا يقيدها قيد مهما حصل و تكون فخرا لرياضة فلسطين , فإضرابك و صمودك و انتصارك و خروجك من سجنك بطولة أنت بطلها و لتستقبلي يا رفح المهنئين ,
أما البطولة الثانية و لأنها بطولة بالتخصص , و هي بالأساس هوايته و بطولته المفضلة , و متخصص بها بالذات نادي له جماهيره الكبيرة و الوفية في كل الأزمان و الأوقات , عاد بسرعة ليعتلي المنصات , و يحقق بطولة كاس غزة و يسجلها و يضيفها إلى سجل الانجازات و كيف لا و هو في الرياضة قلعة على مر السنوات , فاز بجدارة و بدون أي مزايدات , و زف الكأس إلى عرينه و مقره في رفح التي ما زالت تعيش فرحة خروج السرسك منذ ساعات , و لتكتمل الفرحة لتصبح فرحتين و البطولة بطولتين و تسهر الجماهير و تعيش جو الفرحتين و نثبت للقاسي و الداني إننا نفرح رغم الحزن و جرحنا ينزف وسط صرخات الأنين .
افتح كتابك يا تاريخ , و اقلب صفحاتك و زودها لتتسع و تكتب و تضيف لانجازات نادي شباب رفح لتحفظه و يكون مرجعا للجميع أن هذا النادي هو نادي شباب رفح .
و لتسجل أن صاحب فرحة الكأس تحديدا و بشكل خاص للمدرب خالد كويك هذا المدرب الذي صنع اسما كبيرا و من ذهب مرتين الأولى عندما كان لاعبا و صمام الأمان للدفاع الشبابي و نجم المنتخب الفلسطيني , و نال هذه البطولة لاعبا و يعود و ينالها مدربا و يسجل اسمه في قاموس النجاح و يدخل التاريخ من بابه الواسع . أما عريسا الملعب اللاعب الرائع الذي لا يهدأ أبدا إيهاب أبو جزر هذا النجم الغير العادي ربي يحميه هو و كل اللاعبين و معاه العريس حمادة الريخاوي مسجل الهدف الثاني , هدف التأكيد أن الكأس رفحاوي و كل التحية و الاحترام لباقي اللاعبين أبطال الكأس و أولهم باسل الصباحين الحارس الأمين . و الجهاز الفني من مدربين و مساعدين و معالجين و إداريين ,
و ما بنقدر ننسى الجماهير الذواقة و الكروية , و إنها جماهير وفية , و هي صاحبة الحناجر الذهبية , التي أشعلت حماس اللاعبين في الملعب و جعلتهم مثل النحل حول الخلية , ,
فألف مبروك يا رفح و يا فلسطين بتحرير لاعبك محمود و ألف مبروك بحصول نادي شباب رفح على الكأس , لتثبت رفح رفح إنها رقم صعب لا يمكن تجاوزه و معادلة رياضية لا يفك رموزها بسهولة .
من بعيد …
نادي المشتل
* أن تصل بهذا المستوى في زمن قياسي ,!
* و أن تكون احد الأطراف في النهائي !
* أن تكون قليل الإمكانيات مقارنة بالخصم و تؤدي !
* أن تكون اقل عمرا مقارنة بباقي الفرق و تصل للنهائي !
* أن يخرج على يدك فرق لها اسمها و تاريخا و نجومها !
* أن تكون احد فرسان الرهان ! أن يكون لديك مدرب واعد !
* أن تملك لاعبين بهذا العمر و المستوى و الانتماء !
* أن تكون مظلوم إعلاميا و ماديا .
كل ما سبق و غيره فهذا يكفي لان تكون بطلا و انه سيكون لك شأن كبير في الساحة الرياضية و أتمنى أن يكون وصولك للنهائي حافزا لتقديم مستوى متميز و كل الاحترام و التقدير لإدارة النادي و المدرب و اللاعبين و تمنياتي لكم بالتقدم و الحصول على البطولات و هذا ليس بعيدا أن سرتم على نفس الطريق و الله الموفق .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت