غزة – وكالة قدس نت للأنباء
لم ترى عيون والد ووالدة الأسير بسام "شفيق اكتيع"، من سكان قطاع غزة النوم منذ أن أعلن عن إدراج أسمائهم في قائمة زيارة أهالي الأسرى الفلسطينيين لأبنائهم داخل السجون الإسرائيلية؛ ليتوجهوا فجر اليوم، في حافلة الصليب الأحمر باتجاه معبر بيت حانون "إيرز" لزيارة إبنهم.
ويقول والد بسام لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" سلطان ناصر :" الحمد الله لما سمعنا الخبر من الصليب الأحمر أنه راح نزور بسام, أنا وأمه فرحنا كثير لدرجة أن عيوننا ما شافت النوم، منذ أسبوع، حتى نشوف أبننا ونتطمن عليه ونشوفه بعدما حرمنا من زيارته لسنوات".
ويوضح أنه كان يتمني أن يأخذ لأبنه كل المستلزمات التي تمكنه من العيش بحياة كريمة داخل السجون الإسرائيلية قائلاً " كان نفسي أن وأمه نأخذ معنا في أول زيارة لهم الملابس والأكل والشرب، وكل ما يساعده على العيش، لكن الاحتلال منع ذلك وسمح لنا فقط أن نحمل زجاجة ماء لنا فقط".
ويعبر والد بسام عن شديد سعادته بأنه سيلتقي أبنه بعد سنوات من الحرمان من الزيارة، متمنياً أن يتمكن كافة أهالي الأسري الفلسطينيين في قطاع غزة من زيارة أبنائهم في أقرب فرصة ممكنة ليتمكنوا من الاطمئنان عليهم ولا سيما أن الفترة الأخيرة تعرض الأسرى إلى العديد من الانتهاكات من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية.
وكان اكتيع انتقل للعيش في مدينة رام الله مع قدوم السلطة الفلسطينية، ثم التحق بصفوف ألوية الناصر صلاح الدين، عام 2006م، شارك مع بعض رفاقه في خطف جندي إسرائيلي، لاجراء عملية تبادل بأسرى فلسطينيين، فاعتقل على إثر العملية، وحكم عليه بالسجن المؤبد وعشر سنوات.
وتوجهت 25 عائلة أسيراً من قطاع غزة، صباح اليوم الاثنين، لزيارة أبنائهم وذويهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في أول زيارة منذ 6 سنوات، وفقاً للاتفاق الذي وقعه قادة إضراب الأسرى مع مصلحة السجون الإسرائيلية.
يتلهف شوقاً ...
فيما لم تتسع الفرحة قلب والدة الأسير إياد عبد الله الجرجاوي فور وصول حافلة الصليب الأحمر أمام مقره بغزة, مسرعة للصعود إليها، وقلبها يتلهف شوق للقاء أبنها الأسير لدي الاحتلال الإسرائيلي في سجن ريمون، قائلة " شعوري لا يمكن وصفه فإنني سعيدة جداً لأني سأري إبني", معتبرةً لحظة اللقاء هي أروع لحظة في حياتها وخاصة عندما تحضنه بعد هذه الفترة من الغياب.
وتوضح والدة إياد أنها تتمني من الله غزة وجل أن تحصل كل أمهات الأسرى الفلسطينيين على هذه اللحظة بلقاء أحبائهم داخل السجون الإسرائيلية، مبينةً أن إبنها إعتقل قبل سنة وشهرين على معبر بيت حانون"إيرز" خلال عودته من رحلة لتلقي العلاج في مستشفي المقاصد جراء تعرضه لإصابة في قدمه وعموده الفقري بقصف إسرائيلي ولم يتم محاكمته حتى اللحظة.
وتمنع إسرائيل أهالي قطاع غزة منذ يونيو/ حزيران 2007، من زيارة أبنائهم المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية، في حين أن هناك أسرى منع أهاليهم من زيارتهم منذ ما يزيد عن عشرة سنوات بذرائع أمنية وفي ذلك انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة.
ووقعت القيادة العليا للأسرى الفلسطينيين مع ممثلي إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية في 15/ مايو آيار على اتفاق يقضي بالاستجابة لمطالب الأسرى، بعد خوضهم إضراباً مفتوحا عن الطعام منذ 17 نيسان/ابريل الماضي احتجاجاً على الانتهاكات التي تمارسها إدارة السجون بحقهم، وينص الاتفاق على السماح لأهالي أسري قطاع غزة بزيارة أبنائهم.
5% ..
ومن جانبه اعتبر الباحث في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة أن استئناف زيارة أهالي الأسرى لأبنائهم اليوم هو ثمرة من ثمار إضراب الأسري الفلسطينيين على الطعام لمدة 28 يوماً، وهي خطوة مهمة لأهالي أسري غزة، ولكنها غير كافية لا سيما أن العدد 25 أسرة أسير وهو ما يشكل نسبة خمسة في المائة من مجموع أسرى قطاع غزة المحرومين من الزيارة.
وأوضح أن تحديد مصلحة السجون أسماء أهالي الأسرى الذي سيتوجون إلى الزيارة، من شأنه أن يخلق إشكاليات كثيرة في المستقبل، متأملاً أن تشكل هذه الخطوة بداية لمرحلة جديدة، تنهي الحصار الفروض على أهالي الأسرى وإن تمت الزيارة على دفعات إلى أن نصل إلى مرحلة يسمح لكافة الأهالي بغزة زيارة أبناءهم.
ويؤكد أن إسرائيل تراوغ في عملية الزيارة لأهالي الأسرى بغزة، لأن هذه الزيارة كان من المفترض أن تتم قبل تاريخ الخامس عشر من حزيران الماضي لكن إسرائيل ماطلت إلى هذا التاريخ, ونحن نتحدث عن شهرين من المماطلة منذ إنتهاء إضراب الأسرى.
ويلفت إلى أن إسرائيل قالت أن هذه الخطوة هي خطوة تجريبية إستكشافية, معرباً عن أمله في أن تزيد عدد الأسرى المسموح لذويهم بزيارتهم وأن تستمر هذه الزيارات, ولكن هذا يتطلب جهد حقوقي وشعبي وجهد رسمي للضغط بإستمرار على سلطات الاحتلال وعلى المنظمات الدولية لا سيما الصليب الأحمر الدولي للسماح لذوي الأسرى بزيارة أبناؤهم.
وفي السياق ذاته فقد أكد رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات لـ "وكالة قدس نت للأنباء", أن أهالي الأسرى الذين سمح لهم بزيارة أبناؤهم في السجون الإسرائيلية في طريقهم للعودة من سجن ريمون الذي كانت فيه الزيارات.