تقرير حقوقي: إسرائيل تصعد من ابتزاز واعتقال مرضى غزة

غزة - وكالة قدس نت للأنباء
أفاد تقرير حقوقي بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي صعدت من سياسة ابتزاز المرضى واستخدام معابر قطاع غزة التي تسيطر عليها سيطرة مطلقة كمصائد لاعتقال الفلسطينيين الذين تدفعهم حاجاتهم الإنسانية للسفر من خلالها.

وجاء في تقرير صادر عن "مركز الميزان لحقوق الانسان" و"رابطة أطباء لحقوق الإنسان"، بأن المخابرات الإسرائيلية اعتقلت المريض روحي فؤاد قرقز (43 عاماً) من سكان بلدة جباليا شمال قطاع غزة، يوم الأحد الموافق 15/07/2012، بعد ذهابه في وقت مبكر من صباح اليوم نفسه لمقابلة المخابرات الإسرائيلية بناء على طلب الأخيرة للنظر في منحه تصريح للمرور عبر معبر بيت حانون "إيرز" للوصول إلى مستشفى المقاصد الخيرية في القدس. ويعاني المريض قرقز من اختلالات الغضروف الهلالي بالركبة، وهو متزوج ولديه ثلاثة أطفال.

وقد حصل المريض قرقز على تحويلة للعلاج خارج غزة من الإدارة العامة للتأمين الصحي بتاريخ 31/5/2012، وحصل على حجز في مستشفي المقاصد الخيرية بالقدس بتاريخ 31/5/2012 وحدد موعد دخوله المستشفي بتاريخ 6/6/2012، وتقدم بطلب إلى مكتب تنسيق الصحة الكائن مقره في مكتب الشئون المدنية بمدينة غزة بتاريخ 31/5/2012 وذلك للحصول على تصريح من السلطات الإسرائيلية يخوله عبور معبر بيت حانون "ايرز" شمال غزة للوصول إلى المستشفي.

ويوضح التقرير بأن قرقز لم يتلقَ رداً إيجابياً بل ردت المخابرات الإسرائيلية بأن طلب المريض تحت الدراسة، وبتاريخ 12/7/2012 طلبت المخابرات المريض لمقابلتها في معبر بيت حانون "ايرز" لتقرر منحه التصريح اللازم من عدمه، وبالفعل توجه قرقز صباح الأحد إلى المعبر ولم يعد إلى بيته. وفي حوالي الساعة السادسة من مساء اليوم نفسه اتصل شخص مجهول عرف عن نفسه بأنه من المخابرات الإسرائيلية وأخبر ذوى المريض بأنه معتقل في سجن عسقلان للتحقيق معه، وهو ما زال معتقلاً حتى اللحظة.

ويبين التقرير بأن سلطات الاحتلال تواصل هذه السياسية بالرغم من حملة الإدانة الدولية لها، حيث تشير تقارير منظمة الصحة العالمية عن الفترة الممتدة منذ مطلع العام الجاري وحتى نهاية مايو 2012 أن سلطات الاحتلال رفضت طلبات (38) مريضاً من بينهم (14) من النساء، كما أجلت الرد على طلبات (199) مريضاً من بينهم (89) من النساء، وبلغ عدد المرضى الذين قابلوا المخابرات على معبر بيت حانون (ايرز) 91 مريضاً منهم 53 رجلاً و38 من النساء .

وعبرت المؤسستان "مركز الميزان لحقوق الإنسان" و"رابطة أطباء لحقوق الإنسان" عن استنكارهما الشديد لاعتقال المريض قرقز، ويريان فيه استمراراً لسياسة ابتزاز المرضى الفلسطينيين واستغلال معاناتهم بسبب المرض، التي تواصلها قوات الاحتلال، في انتهاك يوضح مدى تحلل تلك القوات من التزاماتها القانونية بموجب قواعد القانون الدولي الإنساني وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة.

وحذرت المؤسستان من تصعيد هذه السياسة علماً بأن هذه هي حالة الاعتقال الثالثة منذ بداية الشهر حيث كانت قوات الاحتلال قد اعتقلت مواطنين آخرين، أحدهما مريض وأحدهما كان قد تقدم بطلب لمرافقة أخيه المريض للعلاج في إسرائيل.

وطالبت المؤسستان السلطات الإسرائيلية بتأمين العلاج الطبي للمرضى، داعية في الوقت ذاتاه المجتمع الدولي للتدخل العاجل والفعال لإطلاق سراح المرضى المعتقلين وللعمل على وقف انتهاكات إسرائيل المنظمة لمبادئ حقوق الإنسان عامةً والحق في الصحة خاصةً.