القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
في ظل الهجمات الاسرائيلية المتواصلة والعمل المستمر على تغيير الواقع التاريخي والديمغرافي للحضارة العربية والاسلامية في مدينة القدس المحتلة، يستعد المسجد الاقصى المبارك لاستقبال الضيف الكريم (شهر رمضان المبارك) لإنارته بالوافدين من ابناء القدس وفلسطينيي 48 والضفة الغربية، إلا ان سكان قطاع غزة كالعادة يتم استثنائهم بسبب الاجراءات الاسرائيلية المتحذة بحقهم.
وعن ذلك يتحدث مدير الاوقاف الاسلامية في المسجد الاقصى المبارك عزام الخطيب مع مراسلة وكالة قدس نت للأنباء في القدس المحتلة قائلا "دائرة الاوقاف الاسلامية منذ شهر رمضان المبارك الماضي تقوم بترتيبات كبيرة لاستقبال الوافدين للعبادة في المسجد الاقصى المبارك".
ويوضح الخطيب بان هذا العام اختلف عن الاعوام الماضية باتساع الترتيبات في عدة امور ومنها " العبادة الدينية وما يتعلق بالامور الحياتية الصحية، والنظام، والنظافة ،والافطارات وغير ذلك مما يستدعي لترتيبات معينة في استيعاب المصلين القادمين للمسجد الاقصى المبارك".
العبادة والدين...
ويقول الخطيب من ناحية الامور التعبدية والدينية فهناك ترتبيات لاعطاء الدروس طوال الشهر الفضيل وفي كل الصلوات وهناك ايضا مجموعة من حفظة القران الكريم وعددهم خمسة سيكونوا في صلاة التراويح ، بالاضافة لبرنامج واضح للمؤذنين ولموظفي الوعظ والإرشاد وغير ذلك.
وبالنسبة للامور الصحية يبين الخطيب بانه تم الاجتماع مع سبع مؤسسات صحية ستعمل داخل باحات المسجد الاقصى المبارك على مدار الشهر الفضيل وهي :المركز العربي الصحي ، جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية، الهلال الاحمر الفلسطيني مزود بتسع سيارات اسعاف ، جمعية برج اللقلق، الاغاثة الطبية الفلسطينية، جمعية اتحاد المسعفين العرب، مؤسسة نوران الصحية... وتم تحديد المواقع التي سيشرفون بها في المجال الصحي، وسيتم ادخال الادوية والمعدات اللازمة لكافة هذه المؤسسات الصحية.
الكشافة ولجان النظام...
وأما بالنسبة لعمل الكشافة ولجان النظام فيقول "سواء كانوا من الرجال اوالنساء سيقومون بالحفاظ على امن المصلين والوافدين للمسجد الاقصى المبارك ويتراوح عددهم 400 شخص"، موضحا بأنه سيتم استخراج تصاريح لابناء الكشافة من الضفة الغربية لمساعدة دائرة الاوقاف لتنظيم عملية دخول وخروج المصلين بالاضافة للنساء الكشفيات واللاتي ستكون مهمتن مختصة في قبة الصخرة المشرفة، فيما سيتواجد الاخرين على الابواب وعند الرجال بالاضافة لمساعدة طواقم الاسعاف في حال حصول أي مكروه للمصلين."
ويؤكد مدير الاوقاف الاسلامية في المسجد الاقصى المبارك على أن مديرية التربية والتعليم في محافظة القدس التابعة لدائرة الاوقاف الاسلامية سيكون ايضا لها دور في الكشافة وستساعد في النظافة والنظام داخل المسجد الاقصى المبارك.
ويشير الخطيب الى أنه تم الاتفاق هذا العام مع شركة نظافة من اجل عملية النظافة المستمرة خلال شهر رمضان المبارك ليل ونهار، وخاصة لوحدات الخدمات الموجودة " المرحاض"، موضحا بانها غير كافية للمصلين وهذا ما يضايقنا ولكن ليس هناك اراضٍ او متسع لبناء وحدات خدمات جديدة" مرحاض" حتى تبقى باحات المسجد طاهرة، "الا اننا في هذا العام طورنا وحدتي خدمات جديدتين، ونسأل الله ان تتسع لعشرات الآلاف من المصلين الوافدين".
وعن التغيرات لهذا العام عن الاعوام السابقة يقول الخطيب " في هذا العام تم توفير اعداد من المظلات والعرائش لحماية المصلين والوافدين طوال شهر رمضان المبارك من حر الصيف، حيث تم نصبها في ساحات المسجد الاقصى المبارك والعمل جاري على تكملة باقي الساحات، وسيتم نصب مئة مظلة ومن الممكن أن تزيد للمائتين، وهذا سيكون عند الرجال والنساء لكي تتسع الساحات لآلاف المصلين الوافدين للعبادة والصلاة في رحاب المسجد الاقصى المبارك ".
وجبات الافطار خلال شهر رمضان...
وعن وجبات الافطار لهذا العام مع ارتفاع درجات الحرارة فيوضح الخطيب بان بعض الموائد التي ستقدم للافطار في المسجد الاقصى المبارك ستكون "موائد خفيفه" وليس (بالموائد الدسمة) مثل كل عام من الرز واللحوم لانه لا يستيطع أحد تحمل وجبات الافطار الدسمة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وقد تضر بالصائم ، حيث فرضنا على الجهات والمؤسسات التي ستعمل على الافطارات في المسجد الاقصى أن يكون هناك تمور ومياه وبعض الوجبات الخفيفة جدا والتي تشبع الصائم وتسد جاجته الغذائية".
ويضيف " أما بالنسبة للعراقيل التي تواجه شعبنا الفلسطيني في كل عام من الشهر الفضيل، فالأمر يتعلق بتحديد الاحتلال الاسرائيلي لاعمار المصلين الوافدين من مناطق الضفة الغربية ومنع اهالي قطاع غزة من الصلاة في المسجد الاقصى خلال الشهر الفضيل ، ونتمنى في هذا العام أن يتم استيعاب اكبر عدد ممكن من المصلين ".
اجراءات مشددة خلال شهر رمضان....
وأعلنت سلطات الاحتلال الاسرائيلي عن حزمة من الاجراءات المشددة في القدس من شأنها التضييق على المصلين خلال شهر رمضان المبارك وخاصة للوافدين والزائرين للمسجد الاقصى المبارك.
وقررت شرطة الاحتلال إتخاذ اجراءات خاصة بحركة السير خلال أيام الجمع برمضان-والتي تشهد تدفقا بعشرات الآلاف من المصلين-وذلك عند كافة المعابر والحواجز العسكرية المقامة عند مداخل مدينة القدس المحتلة وداخلها.
وذركت شرطة الاحتلال بان من بين هذه الاجراءات اغلاق معبر قلنديا-شمال القدس- يوم الخميس القادم الموافق19-7- 2012 من الساعة التاسعة مساء في كلا الاتجاهين أمام حركة المركبات العمومية والخاصة، على أن يتم إعادة فتح المعبر يوم الجمعة الساعة الثامنة مساء.
كما أنه لن يسمح بإيقاف المركبات في منطقة المعبر داخل حاجز قلنديا، وذلك اعتبارا من الساعة الخامسة مساء من يوم الخميس القادم، وذلك تحت طائلة سحبها من قبل شرطة الاحتلال.
وفيما يتعلق بالسفريات ونقل المصلين خلال شهر رمضان المبارك، قالت ناطقة باسم شرطة الاحتلال إن الحركة عبر كل المعابر:قلنديا، مخيم شعفاط (عناتا)، جبل الزيتون، بيت لحم، ستكون من خلال السفريات الموحدة ووسائل النقل العامة، أي بمعنى المواصلات العامة بالقدس"الباصات" بالدفع نقدا والسفر باتجاه البلدة القديمة. اما بخصوص السفريات والحافلات القادمة من شمال المدينة من منطقة معبر قلنديا أو معبر جبل الزيتون فسيتم إنزال الركاب في شارع صلاح الدين "مقابل المحكمة " وعند انتهاء صلاة الجمعة تقوم بإعادتهم الى مناطق المعابر رجوعا.
ومن الناحية الجنوبية المتمثلة بمعبر بيت لحم تقوم السفريات الموحدة"الباصات" بنقل المصلين حتى منطقة باب العامود، حيث يوجد هناك موقف لمحطة الباصات وسيتم انزال الركاب الذين سيتوجهون بدورهم الى المسجد الاقصى المبارك وفي يوم الجمعة من كل اسبوع تقوم تلك الحافلات بانتظار هؤلاء المصلين وإعادتهم الى منطقة المعبر.
أما بشأن الحافلات القادمة من الداخل الفلسطيني "اراضي 48" فسيتم دخولها عبر منطقة جبل الزيتون –مستشفى المطلع نحو منطقة الصوانة وهناك توجد ساحة واسعة لانزال الركاب الذين سيتوجهون نحو المسجد الاقصى.
يذكر أن سلطات الاحتلال في شهر رمضان وخاصة ايام الجمع تغلق كافة الشوارع والاحياء المتاخمة لأسوار القدس القديمة وتجبر المصلين الوافدين على السير مسافات طويلة للوصول الى الاقصى، الامر الذي يسبب معاناة كبيرة خاصة لكبار السن والمرضى في أحوال طقس شديدة الحرارة، فضلا عن تحرير المخالفات العالية لأصحاب السارات والمركبات في محيط البلدة القديمة.
عدسة/ ديالا جويحان