تحية الى صديقنا عبد ربه العنزي، ذكرنا كيف نسأل، عندما نسينا في غفلة من ترهل الذاكرة، وعندما عصفت في أحيائنا ريح زلزلت هشاشتنا عندما تترجرج المواقف وتسود هزهزة اليقين في أرجوحة النواويس التي تحسب جاذبيتنا الى مرابع قدسنا، شكرا لك ياعبد ربنا جميعا ، ياعبد اله كنعان المتوحد والواحد في جوارحنا،الصابر في دفة سفننا منذ زمن الطوفان واعادة تشكيل الخليقة الاولى، منذ جلجامش،ذلك الواهب للبحر سفائن النجاة،نراها تطوي الموج للقاء ارز فلسطين، اوجعت فينا ياعبد القدوس المؤمن ضرب سيف انكيدو وخالد وعلي، ياصاحب النخوة والزمان.... أسألك هل ان لغزة سؤال واحد يكفي لمعرفة احوالنا فيها، هل من جواب تكفيه حتى لو جمعنا كل اجابات مواجع الارض وأجبرناها من التوقف بلا خجل توزع على جنبات مداراتها الليل والنهار والصبح والمساء، الفقر والرخاء...عليها ان تقف خجلة وتوقف دوران دواليب الفصد الدموي في نواعير غزة ووقف حدادة السيوف في مجازر انسانها وصد غفلته عن رؤية السماء خلف جدر السحب العربية.
هل نحتاج لقلمك ام لشفرة من شظايا سيفك كي نفصد فينا دما فقد كل أوكسجينه ليمتلك مرة اخرى حمرة الارجوان ... هل كتبت علينا قيلولة الصيف ودثرة الشتاء ان نغفو كأهل الكهف وننسى أمام غزة حائط فرعوني وخلفها جدار صهيوني . كم من السنين غفونا ام متنا ام عشنا مومياءات تنتظر البعث من جديد؟؟ لا ادري كيف سنعبر اليك ايها الفلسطيني، وانت تقطع بنفسك حقول الالغام وأشواك الأسلاك الشائكة ووخز خناجر أشقائك .
كنت جريئا اكثر منا لتطلب حقك في السؤال..عن غزة؟ . آه نسينا مرة اخرى بعد القراءة الألف لنصك الجميل ...نحن فقدنا حتى السمع والبصر التلفزي كي ندرك كيف هي احوال غزة؟... هل ستجيبنا غدا بنفس النص الذي صار تكراره يذكرنا ببيانات القمم العربية وصراخ ساحات الربيع والخريف العربي من اننا قطيع ينتظر تحرير رقابه بالثورة المستوردة على ظهور الاساطيل وناقلات الجند من كل لون وقارة. شكرا لك بامتياز ياعبد قضية الرب ورهان الله على شعبه المختار وبالشكر وجزيل العرفان أنك تستفز بنا وفينا ألم السؤال الخجول من حالنا، أنسألك عند بوابة رفح كمنفق انهار تحت وطأة ثقل مواقفنا وكم من الفتيان غاصوا في تراب الارض الى الابد،أنسألك ان ارقام شهداء الثورات العربية القائمة اليوم لا يدرجون إحصاء الفلسطيني الذي تقتله رصاصة عربية طائشة او تناله ضربات الطائرات الامريكية الانتحارية في دروب غزة، كم هم أبناء فلسطين الهائمين عند اطلال المخيمات الفلسطينية الموزعة على حدود سائر قصور العواصم الملكية والجمهورية والجملوكية المتحدة كلها في صمتها الواحد ازاء الجواب لمطلوب قوله لسؤال غزة؟.
نسألك تماما كما سأل العراقيون يوما بعضهم بعضاً، عندما تداخلت وتزاحمت على قراهم وأراضيهم جحافل الغزاة والجوائح والامراض من كل صوب،وغسلت اكوام عظامهم فيضانات دجلة والفرات جيفا وبقايا بشرية،مسح الغازي ثمار ارض السواد وصوامعها فجاعت واندثرت وبقي هناك من بقي في جحيم الأنين طالبا البقاء، لكن العراقيين قاموا أكثر من مرة من مداثر وخرائب التاريخ تماما هم كغزة اليوم، بعد كل فناء يطلبون وجود الشقيق وابن العم وصلة القربى ويخاطبون بعضهم بعضا مذكرين بصلة الاقتراب مهما تباعدت الخطى والسلام في مفردة صارت تحية وصارت تأكيدا للتواصل من الاحياء الباقين، قالوا لبعضهم البعض"إشلونكم" وكرروها على مدى القرون، صباح مساء دون ان يقتربوا من بعضهم خيفة العدوى والانهيار الوجودي... نعم قالوا لبعضهم البعض حتى في حالات الارتياب " إشلونكم" [أي كيف هو لون وجوهكم] بعد الفاجعة، فاجابوا لبعضهم البعض " الحمد لله"، رغم ان كل واحد منهم لا يمتلك المرايا التي تؤكد له ان وجوههم كوجه أهل الصين، واحد اللون والصفرة، بقي من بقي من الاحياء وحتى الاموات غادروا من دون أكفان بيض ووجوهم غزتها صفرة الأمراض والاوبئة، الموت لم يكن ديمقراطيا يوما ما، لايخيرك من حقوق الإنسان الاختيار أن تموت بالكوليرا أوالطاعون، بالرصاص أو تحت المقصلة حتى لو توفرت كل عدالة الأرض في قضيتك، لا يخيركموت زماننا حتى مسقط رأسك كما هو مسقط رأسك، سيان لنا توقيع بطاقة الولادة أم شهادة الوفاة، تموت الامة بعد ان اكتست اجساد بنيها صورة الهزال الاممي وتعاقبت على كواهل أهلها اثقال المحن، لكنها عندما تموت او تعيش بكل خيارات الموت اوالحياة ان تترك صكا بالدين انها تناست نصف قرن مأساة غزة وفلسطين.
طاب نهارنا معكم في غزة رغم كل تلاوينها... واشلونكم نعيدها؟؟؟ وقبل ان تجيبوا عن سؤال العنزي والعبودي وشكشك وعز الدين و تامر المصرى.... ستقول صفحات الشعب المقدسي ولوحة الاسرى"صوت الاسير" ورنة الزنازين والقيود...لوننا أكيد مثل لونكم ..إن عشتم عشنا .. وان متم متنا... وان رحلتم سنرحل معكم القبلة واحدة، منارتها الأقصى، ولا غير الأقصى وبوابة حنينها الى عكا... نحن ننتمي معكم الى أجمل وأعلى قوس قزح تسامى فوق رأس ووجود الانسان في هذه الصيرورة وإيقونتها الأجمل والأبهى، كل الاطياف سنطبعها، بكل تلاوينها من الأخضر الى البنفسجي، ومن الأحمر الى الأزرق، ومن الأسود الى الأبيض، وتلك الوان راياتنا، لاننا ننتمي الى طائفة الضوء الالهي، الذي يكمل بعضه بعضا، ويشكل في تفاصيل تفاعلاته لون الحياة ولون الوجود. نحن الشهداء والشهود الباقين وفاءلكل ما طبعه هذا الاديم الفلسطيني المرسوم في خطوط أكفنا، وتجاعيد وجوهنا، وسحنة ملامحنا وبشرتنا، نحن أبدا التراب والنار والهواء الشرارة والانفجار في غزة والفلوجة وميسان وبيسان والاوراس وبيروت .
وسأواصل إعادة نشر نص الصديق الرائع عبد ربه العنزي عبر شبكة المشاركات التفاعلية لنا على الفيسبوك لنكون من خلاله عشيرة غزاوية وعنزية وعبودية وشكشكية ومصرية ووطنية وجهادية وقسامية وعرفاتية ، صغارا وكبارا كلنا الى كنعان عائدون بالفرح طال الزمن ام قصر
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت