يسعدني أن اكتب اليوم في رسالة كلية الحقوق جامعة الأزهر بغزة، تلك الرسالة التي تحمل مفاهيم عظيمة نحو إعداد جيل مزود بالمعرفة القانونية في مختلف فروع القانون الأساسية وتزويد الطلبة بالمهارات الذهنية في النقد والتحليل والتفكير القانوني والقدرة علي التعامل مع التطبيقات القانونية والقضائية المختلفة والقدرة على البحث العلمي واستخدام مصادر المعرفة القانونية.
تابعت باهتمام بالغ قبل أيام مسابقة محكمة الجنايات الدولية التي نظمها وأشرف عليها المركز الفلسطيني للحقوق الإنسان وبتمويل من برنامج سيادة القانون والوصول للعدالة للشعب الفلسطيني في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ورعاية مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، والتي كانت بين ثلاث جامعات فلسطينية ،جامعة الأزهر وجامعة فلسطين والجامعة الإسلامية من خلال الأخبار والتقارير الصحفية وخاصة تقرير قناة الجزيرة الفضائية حول تلك المسابقة التي تعقد لأول مرة في فلسطين بل في الشرق الأوسط، وقد هدفت المسابقة إلى إعداد كادر قانوني قادر على تحقيق متطلبات العدالة على المستوى الدولي للقضية الفلسطينية لاسيما من خلال متابعة مجرمي الحروب الإسرائيلية على فلسطين، مما يعطينا الأمل والدافعية نحو المستقبل بأن بلدنا بخير بفضل شبابها قادة المستقبل نحو تحقيق العدالة المفقودة في فلسطين.
ولعل فوز فريق طلبة كلية الحقوق بجامعة الأزهر في تلك المسابقة سوى رسالة تحمل في معانيها كل كلمات الحقيقة التي يجب أن تقال بصوت عال دون تردد بان كلية الحقوق بجامعة الأزهر من أفضل كليات الحقوق في الوطن، وهذا باعتراف طاقم التحكيم المشكل من القضاة في الدول العربية والذين ابدوا الإعجاب بقدرة تواصل الطلبة مع أحدث التقنيات إلى جانب الثقة الذاتية لديه وروح التواصل مع الآخرين والعمل بروح الفريق الواحد والمشاركة الفعالة والتأثير الإيجابي البناء في المجتمع.
لقد سعت كلية الحقوق جامعة الأزهر بغزة من تأسيسها في العام 1994 إلى اكتساب ثقة المجتمع والمستفيدين من التعليم القانوني من خريجي الكلية والتي تتبوأ مكانة متميزة بين كليات الحقوق الفلسطينية من خلال توفير بيئة مميزة للتعليم والتعلم والبحث العلمي وخدمة الجامعة والمجتمع، ثمانية عشر عاما من العطاء بلا كلل لتحقيق رسالتها المتمثلة في التكوين القانوني لمن يلتحقون بالكلية ونشر ثقافة إقامة العدالة وحماية الحقوق والمراكز القانونية للأشخاص، وإرساء دعائم الحفاظ على الحريات العامة وإعلاء قيمة الإنسان بتبصيره بما له من حقوق وما عليه من واجبات، والعمل على تخريج كوادر قانونية مؤهلة تأهيلا علميا وعمليا رفيعا مع إكسابهم القدرة على تحصيل المعارف القانونية بأنفسهم وقدراتهم على التحديث ومجاراة التطورات المتلاحقة .
رغبت بشده للكتابة في هذا الموضوع ليكون بمثابة شكر وتقدير لتلك النجوم الساطعة التي أنارت فضاء كلية الحقوق بجامعة الأزهر، شكر إلى أولئك الأساتذة والدكاترة الأفاضل الذين نفتخر بأن نكون أحد الذين تتلمذوا على أيديهم الغراء.. نحترمهم ونكن لهم كل تقدير وأرى أنهم أكفاء في العمل والعطاء بلا حدود، لتستمر مسيرة كلية الحقوق جامعة الأزهر بالعطاء، ومزيدا من الانجازات كما عودتمونا دوما في كل المناسبات بان تبقي تلك الكلية الرقم الصعب من بين كليات الوطن، وان شمس الحقيقة ساطعة نحو التميز والإبداع في المجال القانوني في قسميه العام والخاص.
بقلم : أ. رمزي النجار
باحث وكاتب
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت