غزة – وكالة قدس نت للأنباء
لم تكن تعلم والدة الأسير الفلسطيني إبراهيم بارود أن اسمها مدرج على قائمة الزيارة لأهالي الأسرى من قطاع غزة، رغم أنها كانت واحدة من الأمهات اللواتي حضرن الاجتماع مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والذي أبلغن خلاله بموافقة الاحتلال الاسرائيلي على زيارة 25 عائلة أسير من القطاع لابنائهم داخل السجون.
أم إبراهيم تلقت خبر استئناف الزيارة لأهالي الأسرى بسعادة شديدة، رغم أن اسمها لم يدرج على القائمة، وتوجهت إلى منزلها، كما توضح لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر بعد أذان المغرب من يوم الأحد الماضي والذي يسبق بيوم تاريخ الزيارة , لتعلم في ساعة متأخرة من الليل بأن اسمها قد أدرج على قائمة الزيارات، ليطير قلبها فرحاً لأنها لم ترى ابنها منذ (15 عاما) .
وتقول" والله يعني فرحة، وفرحة كتير، وانشرح صدري، وانبسطت وكل الدنيا ما كانت سيعاني من الفرحة ساعة ما سمعت أنو لدينا زيارة، رغم أني كنت مع أهالي الأسرى في الاجتماع مع مدير الصليب وقرأ الأسماء واسم إبراهيم لم يكون موجود، لكن إنبسطنا لأهالي الأسرى، وقلنا هذه بداية وإن شاء الله الكل راح يزور".
الحافلة تطير ...
وتابعت أم إبراهيم ذات السبعين عاماً حديثها " تلقيت اتصال قبل يوم الزيارة من موظف من الصليب الأحمر أخبرني بأنه لدي زيارة مع أهالي الأسرى"، مبينةً بأنها توجهت إلى مقر الصليب الأحمر، وكانت تتمني أن تطير فيها الحافلة من شدة الشوق الذي يملأ قلبها للقاء ابنها الذي أمضي حوالي 28 عاماً متنقلا فيها بين السجون الإسرائيلية، ومنهم 15 عاما لم تراه فيهم.
وتوجهت 25 عائلة أسير فلسطيني من قطاع غزة صباح الاثنين الماضي، لزيارة ابنائهم في سجن "ريمون" الإسرائيلي، في أول زيارة منذ 6 سنوات، وفقاً للاتفاق الذي وقعه قادة إضراب الأسرى مع مصلحة السجون الإسرائيلية برعاية مصرية , وذلك بعد خوضهم إضراباً مفتوحا عن الطعام منذ 17 نيسان/ابريل الماضي احتجاجاً على الانتهاكات التي تمارسها إدارة السجون بحقهم.
رحلة الوصول...
وتوضح أم إبراهيم بأنها واجهت معاناة شديدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي قائلة" غلبوني وطلبوا مني التفتيش العاري، ورفضت ذلك، وهددوني بالعودة إلى غزة والحرمان من الزيارة، وقبلت ذلك في سبيل الحفاظ على كرامتي، وقالت لي المجندة الإسرائيلية :( أنا مثلك يعني عادي) ورفضت، وقلت لهم بدى أرجع على غزة، وصارت المجندة تصرخ وأنا أصرخ عليها، واتصلوا بمندوب الصليب، مبينةً بأنهم وضعوها في غرفة وبدأت تفكر أنها معتقلة".
وتنوه بأنها الوحيدة التي تم اتخاذ معها هذه الإجراءات وباقي أهالي الأسرى، كانوا ينتظرون مع الصليب داخل الحافلة، مؤكدة أن هذه المعاملة غير إنسانية وغير لائقة بأمهات الأسرى الفلسطينيين، مشددة على رفضها إلى هذه السياسة ومطالبة بضرورة فضحها (إسرائيل) أمام العالم وكشف ممارستها التعسفية اتجاه أهالي الأسرى.
تتمني أن ...
وتبين أم إبراهيم بأنها كانت تتمني أن تحضنه وتلمسه لكن الاحتلال الإسرائيلي حرمها من هذه الأمنية لأن اللقاء الذي جمعها مع (إبراهيم) لنصف ساعة كان من خلف الزجاج والحديث يتم من سماعة هاتف، مشيرة إلى أنها كانت تلمس يداه من خلال وضع كلا منهما يدها على الزجاج في مكان واحد، وقالت إن "إبراهيم هو ابنها الأكبر ولا يوجد اعز منه على قلبها".
وتصف إبراهيم بأنه كان يتمتع بمعنوية عالية، يمكن توزيعها على كل فلسطين، وأنه يجسد صمود فلسطيني، ثابت لا يمكن كسره ولا يمكن أن ينصاع للغطرسة الإسرائيلية التي كانت تحاول النيل من عزيمتهم هو والأسرى الفلسطينيين موضحة بأن اللقاء كان شديد الحرارة وتبادلت معه أخباره ونقلت له أخبار كل أفراد عائلته.
رسائل أم إبراهيم...
وتمنع إسرائيل أهالي قطاع غزة منذ يونيو/ حزيران 2007، من زيارة ابنائهم المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية، في حين أن هناك أسرى منع أهاليهم من زيارتهم منذ ما يزيد عن عشرة سنوات بذرائع أمنية وفي ذلك انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة.
ووجهت أم إبراهيم رسالة باسم أمهات الأسرى الفلسطينيين إلى أحرار العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي إضافة إلى القيادات الفلسطينية، بضرورة الوقوف بجانب قضية الأسرى الإنسانية، مستنكرة صمتهم "الواضح كعين الشمس" اتجاه هذه القضية العادلة.
وتساءلت أم إبراهيم قائلة "عندما أسرت المقاومة الفلسطينية شاليط الذي كان يهاجم الفلسطينيين من داخل دبابة ويحمل السلاح ويقتل المدينين، قام العالم ولم يقعد، أما الأسرى الذين يدافعوا عن أرضهم وعن الأمة العربية والإسلامية، لماذا لا يسأل عنهم أحد رغم أن بعضهم أمضى أكثر من نصف عمره خلف القضبان الإسرائيلية."
واعتقل الأسير إبراهيم بارود ( 50 عاماً ) في الثاني فبراير/ شباط عام 1986 وحكم عليه بالسجن (28عاماً) أمضى معضهما، ومن المتوقع أن يفرج عنه 22 من أكتوبر/ تشرين أول لهذا العام أو في الأول من ابريل/ نيسان العام القادم. ويُعتبر الأسير بارود سابع أقدم أسير من قطاع غزة ، وتتهمه اسرائيل بتنفيذ عمليات فدائية للجهاد الإسلامي.