رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
أعلن رئيس هيئة المعابر والحدود في السلطة الفلسطينية نظمي مهنا، بأن هناك مشروع ضخم لتطوير الجزء الأكبر من معبر كرم أبو سالم التجاري الواقع جنوب شرق قطاع غزة، سيتم تطبيقه في القريب العاجل.
وأوضح مهنا في إتصال هاتفي ضمن برنامج كلام الجديد والذي يبث عبر قناة "هنا القدس الفضائية"، بأن مشروع تطوير الجزء الأكبر من معبر كرم أبو سالم، هو لتسهيل حركة التجارة لقطاع غزة، وبأن يتمكن من إستيعاب ما بين 700 إلى 800 سيارة شحن يومياً.
وأضاف أن "هذا المشروع ممول من الإتحاد الأوروبي، الذي وعد بتقديم الدعم لكل ما يلزم لتطوير معبر كرم أبو سالم، ولكن على أن يكون ضمن إتفاقية 2005 لمعابر قطاع غزة، قائلاً "نحن كسلطة فلسطينية قائمين اليوم على تطوير معبر كرم أبو سالم ولقد قمنا بإنشاءات كبيرة جداً كلفت ملايين الدولارات وهذا كله من أجل شعبنا في قطاع غزة".
وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يطالب رسمياً بالتدخل دائماً لدى الجانب الإسرائيلي والرباعية والولايات المتحدة، لزيادة ضخ الوقود, وادخال المواد الغذائية والأدوية، وهناك تركيز فلسطيني في هذه المرحلة لإدخال كافة مواد البناء التي يفتقر قطاع غزة لها، من حديد واسمنت وحصمة وكل ما له علاقة بالإنشاءات والمباني والبنية التحتية والكهرباء والمياه والمجاري.
ولفت إلى أن كل هذه المواد يوجد بها نقص كبير في قطاع غزة، وسيتم إدخالها عبر معبر كرم أبو سالم، ولكن إدخالها عن طريقه ليس حباً في ذلك، ولكن لأن هذا ما نصت عليه الإتفاقية، متمنياً أن يكون هناك تجارة لقطاع غزة، كما كان في السابق بها ميناء ومطار ولكن كل هذه الأشياء تعطلت.
ويجدر الذكر أن معبر كرم أبو سالم هو المعبر الوحيد على حدود قطاع غزة وإسرائيل الذي تصل عبره إلى القطاع بضائع تجارية ومساعدات، في حين تتجه عبره من القطاع الصادرات الفلسطينية، المكونة في الغالب من المنتجات الزراعية.
وتفرض إسرائيل حصاراً على القطاع منذ ما يزيد عن ست سنوات وتتحكم في كميات البضائع والمساعدات المدخلة إليه فيما يمنع إدخال مواد البناء والمواد الخام.
وحول تحويل معبر رفح على الحدود بين مصر وقطاع غزة إلى معبر تجاري، قال رئيس هيئة المعابر في السلطة الفلسطينية مهنا "لا أرى في المنظور القريب أي إمكانية لتحويل معبر رفح إلى معبر تجاري".
وأوضح بأن تحويل معبر رفح إلى معبر تجاري هذا هدفنا جميعاً وأن تكون غزة منطقة حرة وبدون حصار ويعيش الشعب الفلسطيني في غزة ضمن حرية تنقل وحرية تجارة، ولكن معبر رفح بالذات والمعابر في غزة هناك إتفاقيات موقعة لهم.
وأضاف أن الجميع يعرف عن هذه الإتفاقية وحركة حماس والقائمين عليها يعرفونها، وقد دخلوا وخرجوا عن طريق معبر رفح في ظل إتفاقية 2005 التي تم توقيعها برعاية الولايات المتحدة ومصر والسلطة وإسرائيل، وعمل معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم من خلال هذه الإتفاقية الموقعة.
وقال "في حال أننا لا نريد هذه الإتفاقية، ونحن فعلاً نريد أن يكون قطاع غزة حر، والضفة الغربية حرة والمعابر حرة، ولكننا في النهاية كسلطة فلسطينية ملتزمين بأي إتفاق موقع"، مشيراً إلى أن الرئيس المصري الجديد محمد مرسي قد أعلن إلتزامه بكافة الإتفاقيات الموقعة مع إسرائيل والعالم لأن هذه الإتفاقيات هي بين دول وليس أشخاص أو شركات حتى نلغي ونتراجع عن بعض الإتفاقيات.
ونوه مهنا إلى أن معبر رفح الآن هو معبر مسافرين، وقال "لو قلنا أننا نريد أن نغير طبيعته ليصبح معبر تجاري فإنه يحتاج إلى عشرة معابر كمعبر رفح ليصبح معبر تجاري، والمعبر التجاري ليس بالشيء الهين".
وأكد أن "إتفاقية معبر رفح عام 2005 ما زالت حتى الآن تعمل على المعبر، بغض النظر عن دخول المسافرين أو خروج المسافرين، لأن ذلك هو تسهيل مصري إلى أهالي قطاع غزة للمرور دون الكاميرات والأجهزة التي كان متفق عليها ."
وأضاف "أن يتحول معبر رفح إلى معبر تجاري أنا أرى في ذلك صعوبة بالغة جداً ولن تكون بالشيء السهل، وموضوع البضائع متفق عليه، ومصر ترسل كل البضائع والوقود عن طريق معبر العوجا مروراً بمعبر كرم أبو سالم, وأنا قد أشرفت شخصياً على ملف الوقود بالتعاون مع الإخوة في قطاع غزة, وأنا مكلف رسمياً من الرئيس عباس بكل ما يتعلق بقطاع غزة من معابر".
وشدد على "إننا في السلطة الوطنية الفلسطينية ملتزمون تماماً في إتفاقية 2005 للمعابر، إلى أن تكون هناك إتفاقية أخرى تلغي إتفاقية 2005, وتسمح بالتجارة الحرة وسنكون حينها سعداء".
ومعبر رفح هو المعبر الوحيد لسكان قطاع غزة الذي يتمكنون من خلاله من التنقل إلى أي مكان في العالم، والعودة من خلاله إلى غزة.
وقعت السلطة الفلسطينية وإسرائيل في الخامس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 2005 برعاية والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي اتفاقا عرف باسم اتفاقية المعابر تم من خلاله وشع الشروط والضوابط والمعايير التي تنظم حركة المرور من وإلى الأراضي الفلسطينية.
وحول زيارات أهالي قطاع غزة إلى الضفة الغربية, أوضح مهنا بأن الوضع لن يبقى كما هو، والفترة الماضية شهدت إنفراجات في وضع زيارات بين قطاع غزة والضفة الغربية وللتجار في قطاع غزة وقد صدر 750 تصريح جديد لأهالي غزة.
وأشار إلى أن الإنقسام أثر بشكل كبير على وضع المعابر، خاصةً معبر "كارني" المنطار الذي أغلقه الإنقسام، وهو الذي يمثل روح قطاع غزة, وهو معبر عظيم تم إنشاؤه بتعب وجهد كبير ويقع وسط القطاع، وأهميته الإستراتيجية كبيرة.
ولفت إلى أنه من الصعب اليوم أن توفر معبر في وسط قطاع غزة كما كان معبر "كارني"، بل إتجهنا إلى أقصى الجنوب الشرقي، قائلاً "لقد فقدنا أهم أذرعنا التجارية بفقدان معبر كارني، وفقدنا ناحل عوز معبر البترول، والذي كان يغذي غزة من شمالها إلى جنوبها، وغيرهم من كيسوفيم وصوفا، لقد فقدنا الكثير".