غزة – وكالة قدس نت للأنباء
طموحاتها قبل إعلان النتائج كانت كل يوم في حال، ولا تعرف ماذا سوف تدرس!!، ولكنها سرعان ما اقتنعت فور إعلان حصولها على المرتبة الثانية (مكرر) على مستوى فلسطين في الثانوية العامة "التوجيهي"، والأولى على مستوى مدرسة بشير الريس الثانوية للبنات في مدينة غزة في (الفرع العلمي) بمعدل99.5%، فقررت أن تدرس ما يرضي الله ويخدم الناس.
وتقول الطالبة ريم عادل حجاج، من سكان منطقة الصبرة، وسط غزة، لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر إن " طموحاتي قبل إعلان النتائج، كانت تعيش بحالة توتر ولا اعرف ماذا سوف أدرس، كل مرة بفكر بحاجة، وأهداف كثير، في النهائية بابا والعائلة أقنعوني بأن أدرس ما يرضي الله والدين ويخدم الناس"
ستدرس الطب...
وتوضح بأنها ستدرس الطب، لتصبح طبيبة تقدم الخدمات إلى أبناء شعبها، وترضي ربها في عملها، قائلة" في البداية لم أكن مقتنعة بدراسة الطب، ولكن أقنعوني أنه يرضي ربي ويخدم الناس، إضافة إلى أن معظم الخريجين في الجامعات بعد تخرجهم لا يحصلون على فرص عمل بينما الطب يمكن أن تجد وظيفة".
وتقول ريم " بصراحة لم أكن أتوقع أن أحصل على هذا المعدل، والحمد الله بفضل ربنا تمكنت من الحصول على نتيجة مميزة، وقبل إعلان النتائج لم أعرف طعم النوم، وطوال الليل وأنا أفكر باليوم وبالنتيجة، وكنت أعيش بصراحة لحظات من التوتر الشديد".
وتتابع " منذ أول أمس وحتى إعلان النتائج، كنت أحاول إخفاء توتري عن من حولي، ولكن لم أستطيع، حتى تم صدور النتيجة، وكنت في غاية السعادة، ونطيت من الفرح، لأني لم أكن أتوقع ولا حد يتوقع أن تكون هذه هي الدرجة"، مبينة بأنها كانت تدرك أنها ستحصل على درجة عالية.
تحدي كافة ...
وتوضح أن عائلتها وفرت لها كافة الظروف التي من شأنها أن تساعدها على الدراسة بشكل جيد، مؤكدة أنه من الضروري تحدي كافة المعيقات المحيطة فيهم كطلبة ثانوية عامة لا سيما وأن قطاع غزة له وضعه الخاص من انقطاع التيار الكهربائي.
وتقول " العائلة وفرت عامل الراحة النفسية لي وكانت تقول لي دائما أن لا أضغط على نفسي، و وادرسي ولا تتعبي حالك، وعملت إللي علي وتوكلت على الله، والحمد الله نفسيتي كانت مرتاحة وحتى لم أشعر أني توجيهي، إلا وقت تقديم الاختبارات، منوهة بأنها لم تتلقى طوال فترة الدراسة أي دروس خصوصية.
ووجهت ريم رسالة إلى الطلبة المتفوقين بأن يحمدوا الله على ما منحهم من نجاح، في حين دعت الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ بأن لا يستسلموا ويحاولوا مرة ثانية.
يعتبر فخر ...
ومن جانبه يؤكد والد ريم، عادل حجاج، أنه كان متوقع بأن تحصل ابنته على معدل مرتفع، ولكن على هذا المعدل لم يتوقع، ولكنه يبين في نفس الوقت بأنها تستحق ذلك لأنها كانت تواصل دراستها بشكل يومي، على مدار أيام السنة ولم تترك يوماً واحد بدون دراسة.
ويوضح حجاج أنه استقبل الخبر بدموع الفرح لأنه شعور منذ وقت طويل لم يشعر فيه قائلا " شعور أن التعب أثمر وأثمر ثمر طيب"، معتبرا أن نحاج ريم يعتبر فخر له ولكل الفلسطينيين وخاصة غزة، لا سيما أن نجاحها يعتبر انتصار جديد على الاحتلال الإسرائيلي وتأكيد على أن هذا الشعب يستحق الحياة.
ويختم حجاج قائلا إن "نجاح ابنته وحصولها على معد مميز يعكس أننا كفلسطينيين لدينا طموح وإرادة وتحدي، ولا يمكن أن يوقفنا الاحتلال الإسرائيلي إلى حد معين، مهديا تفوق ريم إلى أمه وأمها وكل أفراد عائلته".