الجد والمثابرة توصلان تحرير للتفوق

رفح- وكالة قدس نت للأنباء
لم تتفاجئ الطالبة تحرير صيام من حي القادسية غرب محافظة رفح جنوب قطاع غزة، من النتيجة التي حصلت عليها وهي "99.5%"، أي الرابع على مستوى فلسطين والثالث على مستوى القطاع، بفرع العلوم الإنسانية (أدبي)، كونها كانت تتوقعها مُسبقَا وأعلى من ذلك.

وعمت الفرحة والسعادة الممزوجة بـ الزغاريد والتهليل بيت صيام الواقع على شاطئ بحر المحافظة، فور إعلان النتيجة، والألعاب النارية تقدح من فوق سطح منزلها، والحلوى توزع في أرجائه، ومهنئين بالعشرات من الأقارب والجيران يتوافدون عليه.

وحطمت صيام كافة القواعد والنظريات النفسية التي تراهن دائمًا على توفير الراحة النفسية والجو العام من أجل أن يحصل أي إنسان على التفوق والتميز والإبداع، وكافة الظروف المُحيطة من قطع للكهرُباء وغير ذلك، واستطاعت أن تحصد المُعدل والمستوى المذكور، في نتائج الثانوية العامة .

فهم ومثابرة..
وتقول صيام لمراسل وكالة قدس نت للأنباء "كنت أتوقع أن أحصل على هذا المعدل بلا وأكثر من ذلك، بسبب دراستي المتواصلة وعدم ترك أي وقت خلال السنة إلا واستغليته في الدراسة والفهم والمثابرة، لأنني أؤمن بأن العلم والتفوق هو أهم ما يحصل عليه الإنسان خلال حياته في الدنيا".

وتضيف "منذ بداية العام وزعت ساعات الدراسة بانتظام، حتى لا أتسبب لنفسي بأي إرهاق، ولأنال قسط من الراحة التي تجعلني قادرة على المحافظة على قدرتي على الدراسة بشكلٍ مُنتظم ومستمر، كما واظبت على الحضور لجميع الحصص بالمدرسة والانتباه لشرح المدرسين، والعودة إلى البيت للدراسة وحل الواجبات".

وتُشير بأنها لم تذهب إلى الدروس الخصوصية التي ترهق جيوب الأهالي، خصوصًا أن المدرسة التي كانت تدرس بها تبعد عن منزلها حوالي " 5 كيلو متر"، وهذا كان يُشكل عبئًا ماليًا على أهلها، بالإضافة إلى أن لديها العديد من المدرسين الأكفاء.

مشاكل وتحديات..
ولم تكن صيام بمنآى عن العالم المحيط بها، فحالها كحال الآلاف من طلبة قطاع غزة، الذين عانوا الأمرين نتيجة مشكلة انقطاع التيار الكهرباء لساعاتٍ طويلة، لكنها تغلبت عليها بـ الشموع رغم خطورتها على عيناها، لأن النجاح والتفوق لا تحده حدود أو أزمات ومشاكل كـ مشكلة كهرباء أو غيرها.

وكانت مشكلة الكهرباء حاضرة في صبيحة إعلان النتائج، ولسوء حظها كانت مُنقطعة عن الحي النائي الذي تعيش به، فلم تعلم بأنها من المتفوقين وبالتحديد العشر الأوائل، إلا عندما اتصل بها عمها وأخبرها بأنها حصلت على المستوى الرابع على فلسطين والثالث على القطاع والأول على الجنوب.

وتهدي صيام نجاحها و تفوقها إلى والديها وأخواتها، ومدرسيها ومديرة المدرسة، ولجميع شهداء وأسرى الشعب الفلسطيني، ومختلف قياداته بتوجهاتهم المُختلفة، ولكل من وقف بجوارها وساعدها ووفر لها الراحة، متمنيه أن تدخل الفرحة كل بيت فلسطيني، وأن يوفق الله كل من لم يحالفه الحظ.

فرحة ممزوجة بالدموع..
أما وقع الخبر على والديها لم يكن يشبه باقي العائلة والجيران، فوالدتها عانقتها وهي تبكي فرحة غير مُصدقة أنها تعيش هذه اللحظات، بعدما تلقت خبر تفوق ابنتها، وباشرت بعدها بالزغاريد وهي تعانق باقي أبنائها ونساء جيرانها اللواتي توافدن مُهنئات لمنزلهم.

ونفس الحال بالنسبة لوالدها، الذي انتظر هذه اللحظات بفارغ الصبر، وبدت على وجهه الفرحة والسعادة وهو يستقبل المُهنئين ويتنقل بشكلٍ سريع بين أرجاء المنزل، فتارة يوزع الحلوى، وتارة يعانق ابنته ويُقبلها فرحًا بها، وتارة يستقبل المُهنئين.

ويتضرع الوالد وزوجته بالشكر لله عز وجل الذي وفق ابنتهم بهذا التفوق الأول من نوعه بالعائلة، مُهديين التفوق لكافة أبناء الشعب الفلسطيني، ولشهدائه وأسراه وجرحاه، ولكل من قدم ووفر سُبل الراحة لابنتهم ولكافة الطلبة.