غزة – وكالة قدس نت للأنباء
عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) بدأت القصة مع الشاب الفلسطيني يوسف نبيل حسن (26عاماً) عندما تعرف على آن ويليم كينيدي مُدرسة الأديان في إحدى مدارس بريطانيا, وفى إحدى الجروبات الإلكترونية "بيج خاص " دار الحديث بينهما ويوماً بعد يوم اخذ يتسع النقاش وتزداد الثقة بينهما حتى استطاع يوسف بأن يقنع كينيدي بالإسلام لتأتي إلى قطاع غزة، وتشهر إسلامها وليصبح اسمها فيما بعد خديجة حسن .
ويقول يوسف لمراسل وكالة قدس نت للأنباء طارق الزعنون إن "إقناع كينيدي بأن تترك الإلحاد وتدخل الإسلام لم يكن بالأمر الهين بل تطلب مني مجهود طويل وبعد نقاش عميق وشرح قُمت به عن الإسلام استطعت أن أبدد قناعاتها السابقة وأن أحل مكانها قناعة واحدة راسخة جديدة بأن الإسلام هو دين الحق ".
يوسف الذي يحمل شهادة البكالوريوس في المحاسبة, ويسكن في مشروع خان يونس بحي الأمل جنوب القطاع، يتحدث اللغة الإنجليزية بشكل جيد, وهذا ما ساعده على التواصل وتوصيل المعلومات عن الإسلام لـ كينيدي التي لا تتحدث اللغة العربية .
ويضيف بدأت حديثي مع كينيدي بإعطائها معلومات عن فلسطين والأماكن المقدسة, وعن قطاع غزة والحصار المفروض من الجانب الإسرائيلي على القطاع، وبعد حديث طويل اكتشفت أنها ملحدة، ولا تتبع أي ديانة, فأخذت على عاتقي بأن أحاول معها وأجعلها تؤمن بالإسلام.
ويقول يوسف "كان أول سؤال سألته لها هل تؤمنين بوجود الله فأجابت لا تسألني عن الله فأنا لا أؤمن بالأديان, وحاولتُ أن استوضح معلوماتها عن الإسلام فلم أجد عندها معلومات صحيحة وكافية ,عندها اكتشفت أنها لا تعرف أي شيء عن الإسلام".
ويتابع " حدثتها عن الدين الإسلامي وعن أخلاق الإسلام والتعاليم الدينية بشكل موسع ودقيق وطلبت مني أن أحدثها عن العدل والحق فأجبتها ,أن من صفات الله العدل والحق وأن جميع الناس متساوون بالحقوق والواجبات وأنه لا فرق بين أحد إلا بتقوى الله عز وجل والكثير من الأمور."
ويكمل شرحت لها بعض من كتاب(رحلتي من الشك إلى اليقين) للكاتب مصطفى محمود، الذي يتحدث فيه عن حوار دار بينه وبين صديقة الملحد وكيف استطاع أن يرجعه إلى الإسلام بعد أن تركه 35 عاماً . بالإضافة إلى ما يحتويه الكتاب من معلومات عن الله وعن الجسد والإنسان والروح وعن الوجود, وحدثتها عن توازن الكون وعجائب مخلوقات الله وعن حقيقة الحياة والموت والبعث والقيامة, وقمت بتوضيح مسألة الجهاد في الإسلام وكيف أن الله يدعو المؤمنين للجهاد إن اعتدى أحد عليهم دون أن يظلموا أحد, وضربت لها أمثلة عن كثير من البلدان بالعالم وكيف أن المسلمين تُحتل بلادهم ويعتدى عليهم.
ويوضح يوسف إلى أنه عندما تحدث مع آن ويليم كينيدي "خديجة" بكل هذه التفاصيل واقتنعت بالإسلام على مدار 6 شهور أخبرته بأنها "حلمت وهي نائمة بأنها تصعد إلى جهنم وتقع ثم تقوم مرة أخرى وتصعد وتقع وقالت "إنها تريد أن تنطق بالشهادة وأن تُسلم وبالفعل نطقت الشهادة (اشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله) وبعد أن أسلمت قالت لي إنها "حلمت بأرض مستوية على الجانب اليمين وجميلة ولم ترى الحلم الذي حلمت به بالسابق أكثر من مرة" .
ويكمل يوسف حديثه قائلاً "بعد أن أسلمت (كينيدي) دعوتها لزيارة قطاع غزة , وبالفعل وافقت على ذلك وقبل أسبوعان جاءت من معبر رفح جنوب قطاع غزة ودخلت القطاع وبعد عناء طويل وصعوبات كثيرة جداً"، مضيفاً بأنه قام باستقبالها وعرفها على أهالي قطاع غزة.
خديجة التي كان يطلق عليها اسم "آن ويليم كينيدي" التي التقاها مراسل وكالة قدس نت للأنباء في مسجد الشيخ زايد غرب مدينة غزة وقد ارتدت اللباس الشرعي (الإسلامي) أخبرته بأنها تعمل في مجال التعليم وتُدرس مادة الفلسفة والأديان في مدارس بريطانية , وهي من أصول اسُكتلندية , غير متزوجة من مواليد 1963م وحاصلة علي شهادة البكالوريوس في تخصص الاقتصاد والعلوم السياسية بدرجة امتياز, وعلى درجة الماجستير في تخصص الفلسفة .
جلست (خديجة) في المسجد وبجانبها يوسف الذي كان يترجم ما تتحدث به عن الإسلام وعن مدى قناعتها بالدين الإسلامي, وقالت إنها "ارتديت الحجاب حتى يشاهدها أصدقائها وتكون صاحبة رسالة وتنشر اللباس الشرعي الإسلامي ". وفيما أمسكت كتاب يترجم آيات القران الكريم إلى اللغة الإنجليزية وبدأت تقرأ فيه حتى تعرف أكثر عن الإسلام , كانت تتلقى التعاليم الإسلامية من سيدة فلسطينية تقرأ لها سورة الفاتحة وتعيديها باللغة العربية بحروف مكسرة.
وعندما فرغت من القراءة والاستماع لشرح تعاليم القرآن الكريم بدى عليها الراحة والتركيز, وجلس يوسف يعلمها كيف تكون الصلاة بصورة صحيحة أكثر ولفت إلى أنها تواظب علي إقامة الصلوات الخمس دون انقطاع منذ أن أسلمت , وطلبت منه أثناء وجودها أن يحدثها عن السنة النبوية فأخذ يشرح وهي تستوضح على كل صغيرة وكبيرة حتى تقتنع بكل شىء .
وتقول "إنها سعيدة جداً بإسلامها وأنها سعيدة لمجيئها إلي قطاع غزة ",وشكرت الله لأنه أهداها للإسلام ويوسف الذي كان سبباً لذلك وعلى وقوفه بجانبها وتعليمه لها الدين الإسلامي" .
وكان قد أعلن رئيس رابطة علماء فلسطين في قطاع غزة سالم سلامة، السبت الماضي، عن إسلام "آن ويليم كينيدي" التي غيرت اسمها لـ"خديجة حسن"،خلال مؤتمر صحفي بمقر الرابطة غرب غزة.
وأضاف سلامة "إنها أسلمت طواعيةً لا كرهاً وأنها اقتنعت بالديانة الإسلامية بعد تعرفها على الشاب يوسف حسن من مدينة خان يونس عبر الانترنت وذكرت "كيندي" أن الشاب حسن أقنعها بوجود الله عز وجل".
واعتبر رئيس الرابطة أن إشهار إسلام كينيدي في ثاني يوم من شهر رمضان المبارك لهو فاتحة خير لكل مسلمين العالم وبالخصوص أهالي قطاع غزة .