مصطفى سعد الغائب الحاضر في انتصار المقاومة وثورة 23 يوليو

بقلم: عباس الجمعة


لم أجد صعوبة في الكتابة مثلما اجد الان وأنا أحاول الكتابة عن رمز المقاومة الوطنية اللبنانية مصطفى معروف سعد ، رغم إنني كتبت من قبل عن معظم القادة الشهداء ، عن معروف سعد وكمال جنبلاط وجورج حاوي وسيد المقاومة عباس الموسوي ورمز فلسطين وقائد مسيرتها ياسر عرفات وفارس فلسطين ابو العباس وحكيم الثورة جورج حبش ورمز الانتفاضة ابو علي مصطفى وشهيد الاستقلال طلعت يعقوب وضمير فلسطين ابو احمد حلب وامير الشهداء ابو جهاد الوزير وقائد الانتصارين عماد مغنية ، والشيخ الجليل احمد ياسين والعديد من القادة الشهداء الذين وهبوا انفسهم لحرية الاوطان وتحرير الارض والانسان ، فلم تنتابني الحيرة التي وجدت نفسي أغرق في أمواجها أمام الشهيد مصطفى سعد هذا القائد الذي قدم حياته وعائلته في سبيل الدفاع عن القضية القومية، حيث شكلت سيرته المليئة بالمؤثرات منها التاريخي ، ومنها النضالي ، ومنها الإنساني ، ومنها حالات الغموض مثلما كانت حياته فيها جوانب غامضة لم تفك حتى اليوم ، وكما كانت حياته فيها من الغموض كان استشهاده ختاما لفصول الغموض .

مصطفى سعد ابن لبنان وفلسطين وابن العروبة ، تأتي ذكراه مع ذكرى ثورة يوليوا الناصرية ، ومع ذكرى انتصار تموز ، ليؤكد رفاقه على استكمال المسيرة ، وهم يحملون فكر الرئيس الخالد جمال عبد الناصر وشعاره ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ، حيث تحتفل الجماهير العربية بالانجاز والانتصار الكبير الذي تحقق بفعل ارادة المقاومة على ارض لبنان الشقيق ، هذا الانتصار الذي شكل فيها الشهيد مصطفى سعد نموذجا سيكتب عنه كل انسان عرف عشق الشهيد للمقاومة التي اقترن بحبها ودفاعه عنها وعن فلسطين باعتبارها القضية المركزية للامة العربية ، وها هو اسامة سعد الرفيق والاخ يحمل امانة ،من حمل فلسطين وقاتل على ارضها يحمل امانة معروف سعد ، ومصطفى سعد الذي وهب حياته وهو يدافع عن لبنان وفلسطين والامة ، هذه الامانة التي اكد عليها مؤتمر التنظيم الشعبي الناصري من خلال عملية التجديد التي جرت رغم كل الظروف ومن خلال تزكية وانتخاب المناضل اسامة سعد لاستكمال مسيرة النضال الوطني والقومي .
غاب مصطفى سعد وبقيت ذكراه العطرة، ذكراه الوطنية والقومية ، فكان عربيا بامتياز ، بقدر ما كان فلسطينيا بامتياز اعظم، لانه آمن بان انجاز مهام التحرر من الاستعمار والامبريالية بشكليها القديم والجديد، مرتبط بنهوض حركة التحرر بقواها واحزابها المختلفة.

مصطفى سعد كان مشدودا الى ابعد مما يتصور العقل، لعامل الوحدة،وكان دائما يطالب كافة الفصائل الفلسطينية بضرورة تصويب مسار الوحدة هذه هي بعض سمات مصطفى سعد، الذي ولد مجبولا بالوطنية الصادقة، واستشهد وهو مسكون بها، لم تفارقه للحظة.

وغني عن القول ونحن نقف امام هذه الذكرى الاليمة لغياب القائد الشهيد مصطفى سعد نرى اننا امام تحدي هو الأكبر ما بعد الثورات العربية يكمن في كيفية اشتقاق مناهج وأدوات للموازنة بين الثورة والتغيير من جانب والحفاظ على الاستقلال الوطني من جانب آخر،تحافظ على وحدة الشعب من جانب و تجنيب البلاد النزعات الأثنية والطائفية والشعوبية من جانب آخر.

سنترك للأيام الحكم إن كنا أمام ثورات شعبية بمضامين وطنية وقومية وتحررية تؤسس لديمقراطية الشراكة السياسية والمواطنة والتداول السلمي على السلطة،أم سنواجه (الفوضى الخلاقة) التي بشرت بها واشنطن، وامام هذا الوضع نرى اهمية الدور الذي ستقوم به القوى السياسية من احزاب وقوى وطنية وتقدمية وقومية وخصوصا في مصر وسوريا على درجة من الوعي بخطورة المنعطف الذي تمر به الأمة العربية ككل وتمر به كل دولة عربية من حيث قدرتها على الحفاظ على الوحدة الوطنية ومواجهة التطلعات التوسعية والهيمنة.

ان الحديث اليوم عن الثورات العربية وحسابات الربح والخسارة فلسطينيا
يجب أن يأخذ بعين الاعتبار مقاربة نتائج الثورات على الوضع الفلسطيني وما هي البوصلة التي يأخذها هنذ المنحى.
ختاما : مصطفى سعد ، مسيرة حب وعشق وإيمان لا زالت يحملها كل المناضلين الاوفياء ، مثل مدرسة فكرية وثورية ، ورسم تاريخ مشرق مع قادة تعملقوا نجوما في سماء الامة ، لم يعشقوا سوى فلسطين القضية والانتماء ، ترفعوا عن ثقافة التعصب والحقد ، وزرعوا أشجار لتنبت في صحاري قاحلة قوافل الشهداء.
عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت