الجنود العرب في جيش إسرائيل

بقلم: فايز أبو شمالة


يضم الجيش الإسرائيلي في صفوفه عدد 12 ألف عربي مسلم، بينهم 1120 جندي مصري يسكنون في (إسرائيل)، أما البقية فهم عرب فلسطينيون يقيمون على الأرض المغتصبة، وترى الدراسة التي أعدها مركز "جافا" للدراسات الإستراتيجية والسياسية التابع لجامعة "بار إيلان" أن الشباب المصري الذي يعمل في الجيش الإسرائيلي من أفضل العناصر إخلاصا واجتهادا، ويحصل على راتب شهري مابين4000 شيكل الى4500.
في قراءة بسيطة للخبر يمكن القول: إن وجود عدة آلاف من الرجال العرب الذين يحملون السلاح، ويطلقون النار على إخوانهم العرب مقابل المال، لا يعني شيئاً، ولاسيما أن ظاهرة الجواسيس والعملاء والمرتزقة موجودة في كل بلاد الدنيا، والعرب ليس استثناء.

وفي قراءة متأنية للخبر يمكن الاستنتاج أن الشباب العربي لم يقبل الخدمة في جيش الحرب الإسرائيلي إلا بعد أن اقتنع بوجود إسرائيل حقيقة لا يمكن زعزعتها، وقد أسهمت اتفاقية "كامب ديفيد"، الموقعة بين مصر وإسرائيل، واتفاقية "وادي عربة" الموقعة بين الأردن وإسرائيل في تعزيز هذه القناعة، التي تغلغلت في النفوس بعد أن وقع الفلسطينيون على اتفاقية "أوسلو"، ومارسوا التعاون مع الإسرائيليين، فقد لامس شباب العرب بأصابع يديه تواصل التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وسمع العربي بأذنيه أناشيد الغزل العفيف بين الطرفين، وشاهد العتب الظريف بين رئيس السلطة ورئيس وزراء إسرائيل!

الذي يوافق على حمل السلاح الإسرائيلي، ليصير مجنداً في جيش العدو، لن يتردد في ممارسة الأعمال القذرة التي يتأفف عنها اليهودي، ولن يتردد في إطلاق النار على بني قومه، واعتقالهم، فقد صار يهودي الهوى، وصار مقتنعاً بشرعية وجود اليهود في هذه الديار، وأن الله معهم، وأنهم لا يتخلون عن عملائهم، وأن اليهودي لا ينسى ولا يغفر، ويجزل العطاء لمن يخدم تحته، ويبطش بكل عربي لا يوافق مخططاته، فالعربي إرهابيٌ ومتخلفٌ وغبيٌ.
قد لا يصدق العربي افتراءات اليهود عليه، ولكنه يخجل حين يرى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية تشارك في مؤتمر "هرتسليا" الصهيوني، وحين يشاهد رئيس وزراء سلطة رام الله يتصدر المؤتمر الصهيوني، ويجلس في الصفوف الأولى بجوار شمعون بيرس!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت