"بائعات السوق "حكايا ألم تكتمل خيوطها في شهر رمضان

غزة - وكالة قدس نت للأنباء
يطل شهر رمضان وكلهم أمل بأن يكون أفضل من سابقه عليهم, وعلى عائلاتهم ، فالفقراء جلهم ينتظرون الشهر الكريم, من أجل أن يتحصلوا على رزق أطفالهم, خاصة أولئك النسوة اللواتي يتخذن زوايا مختلفة من أسواق مدينة غزة مكاناً لهن كي يبعن ما لديهن من بضائع متواضعة.

تقول الحاجة مريم الأشقر لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء، ساجدة عياد، ردا على سؤالها عن أجواء شهر رمضان" رمضان عندي مش منيح , عن أول ختياري بقى كويس, السنة بيغسل كلى وتعبان بالمرة " , وأضافت بأنها تعيل أفراد أسرتها المكونة من زوجها , وابنها وزوجته المريضة , وأطفاله العشرة .

وتجلس الحاجة متربعة الأرجل في زواية إتخذتها لها مكانا لتبيع ما تحمل من عروق النعناع وأقراص الكشك في سوق الزواية وسط مدينة غزة، لافتة إلى أن زوجة ابنها مريضة , وأنهم غير قادرين على توفير نفقات سفرها للعلاج في مصر .

وتذكر بأنها أيضا تعاني من كثير من الأمراض كالضغط والسكر والمعدة، لكن ما أخرجها من بيتها و جعلها تأتي من بيت لاهيا شمال غزة إلى المدينة هو وضعها الصعب وظروف المعيشة القاسية التي لا يقدر على تدبيرها سوى الأغنياء والموظفين الذين لديهم رواتب ثابتة بعكس العمال فليس لهم معيل سوى الله عز وجل .

وعند توجهنا لحاجة أخرى للتحدث معها عن الشهر الفضيل رفضت واستعانت بجارتها الجالسة أمامها على لوح من الخشب وأمامها القليل من أعواد الملوخية تنتظر أن تبيعها وتعود لبيتها بعد عناء طويل خاصة في جو رمضان الحار، هذا ما عرفناه منها عند تجاذب أطراف الحديث معها .

وتقول الحاجة أم فارس أبو دنب إنها تأتي من الساعة الخامسة فجرا لتبيع ما لديها حتى تعيل أسرتها المكونة من زوجها المريض " عنده العصب والكلى ما بيشتغل من أيام إسرائيل " , وعشرة أبناء موزعون بين أربع من الذكور و ست إناث .

وتضيف بأنها متواجدة في السوق منذ عشرين عاما , وما اضطرها لذلك إلا الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ وقوعه تحت الاحتلال , خاصة قطاع غزة الذي يعاني من الحصار منذ أعوام .

وتوضح أن أبناءها الأربعة متزوجون وأربع من بناتها متزوجات , وهي فقط تقوم على رعاية زوجها وابنتيها ذوات الخمسة عشر , والستة عشر عاما , وتقول إن "أولادها بالكاد يستطيعون تلبيه حاجيات عائلاتهم , لقلة العمل الموجود والأجر المادي البسيط الذي يتلقونه مقابل الأعمال التي يقومون بها ," بس يقدروا يطعموا حالهم, ابني طويل عريض واقف على حبه ملوخية , ويادوب يطلع 20 شيكل باليوم "على حد وصفها .

وتردف الحاجة أم فارس "أنها تقوم بشراء ما تقدر على ثمنه من حاجيات رمضان , وتعطي الأولوية للشئ حسب أهمية توافره , قائلة " بنجيب يلي بنقدر , ويلي ما بنقدر عليه ما بنجيبه , كيلو القطايف ب 5 شيقل , بدي 2 كيلو والحشوة كمان ب 10 شيقل , نجيب رطل بندورة أحسن " , مشيرة إلى أنها تتوجه إلى الجمعيات الخيرية لطلب المساعدة وتحسين الوضع الذي تعيشه هي وأفراد عائلاتها لكن لم ترى من ملبي , مؤكدة على أن الله كريم لا ينسى من فضله احد من عباده .

أما أم رامي الديب فترى أن شهر رمضان خير وبركة, حيث تكثر فيه الصلوات والتقرب إلى الله عز وجل , وبرغم أن بيعها يقل في شهر رمضان إلا أن " الرزق على الله " .

وتقول إن لقمة العيش هي من أنزلتها للبيع في سوق فراس وسط مدينة غزة , "مسلكين حالنا والحمد لله , ولا نمد أيدينا لحد" , مشيرة إلى أنها هي وزوجها وجميع أبناءها يعملون كبائعين للخضروات في السوق .

وتضيف أنها تأتي إلى السوق فجرا لشراء الخضروات من الخان بأسعار رخيصة ومن ثم بيعها للناس , ومنها تأخذ لبيتها , وما ينقص عليها تشتريه من الخارج , موضحة بأنها تبقى في السوق إلى الخامسة مساءا ومن ثم تعود لبيتها لإعداد طعام الإفطار لعائلتها .