غزة – وكالة قدس نت للأنباء
لم يكن لأحد أن يصدق بأنه يوجد في قطاع غزة أسرة وصل بها الأمر من شدة الفقر بأن يأكل أطفالها الدقة وثمار شجرت الجميز والشاي يومياً , دون أن يلتفت إليهم أحد ليمدهم بشيئاً من الغذاء لعل أجسادهم الصغيرة تقوى على ما يعانوه من البؤس والحرمان .
برنامج (أغيثوا أسرة) الذي يبث عبر قناة "هنا القدس" الفضائية تناول واقع أسرة المواطن وائل البيوك, وصور لنا حال هذه الأسرة الصعب والمرير الذي تعيشه بعد أن أصاب الأب مرض لم يستطع أن يتعالج منه منذ 14 عاماً , ليجلسه البيت وبجواره أطفاله الذين قد أغرقهم الفقر جوعاً .
تعيش أسرة البيوك في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة في منزلاً يفتقد لأبسط المقومات الصحية والمعيشية , فلا كهرباء ولا أثاث ولا حتى نوافذ جدران صالحة تُدخل الهواء، جلس أطفال الأسرة يتناولون ثمار الجميز بعد أن جاء ميعاد فطور الصائمين بشهر رمضان .
أب الأسرة وائل الذي أصيب بمرض الصرع نتيجة ما وقع عليه في سجون الاحتلال الإسرائيلي قبل 14 عاماً, يقول" أصبت بمرض الصرع بعد اعتقالي , وبعد أن خرجت من السجن توجهت للأطباء في قطاع غزة للعلاج ولكن ما كملت العلاج بسبب الوضع المادي "
ويضيف "بسبب المرض أصبحت غير قادر على العمل فلا يوجد دخل للأسرة المكونة من 12 فرداً 7 بنات و3 أولاد بالإضافة إلى زوجتي , ولا يوجد معين للأسرة إلا الله سبحانه وتعالي ".
وائل الذي أخبره الأطباء بأنه بحاجة إلى عملية جراحية في دول الخارج تبلغ تكلفتها 13 ألف دولار وهذا ما لم يستطيع أن يوفره نتيجة وضعه المادي المأساوي الذي يعيشه , ناشد أهل الخير لمساعدته.
منزل وائل يحتوي على ثلاجة وقد تآكلت أطرافها من قدمها , وفى أثناء حديثه عبر البرنامج قام بفتحها لتظهر خاوية من أي نوع من الطعام أو الشراب قائلاً " الثلاجة مأوي للحشرات ", وقد تناثرت ملابس الأطفال في غرف البيت لعدم وجود أثاث يحوي ملابس الأسرة .
وفي جولة قام بها فريق البرنامج تفاجئوا عندما دخلوا المطبخ ولم يجدوا به إلا بعض الكاسات والأدوات البسيطة التي تستخدمها الأسرة في حياتها اليومية.
المنزل الذي تسكن أسرة البيوك فيه ليس ملكهم وهو بالإيجار، يدفع وائل أجرته لمالكه كل شهر من المساعدة التي تقدمها جمعية الرحمة الخيرية كل أربعة شهور له وتبلغ قيمتها 1200 شيكل.
وتعاني أسرته من الوضع الغير صحي للمنزل حيث تكثر فيه الحشرات والرطوبة , بالإضافة لعدم توفر فيه سخان مياه، الأمر الذي يجبر أبنائه أن يستحمون في الصيف والشتاء بالماء البارد لعدم توفر سخان المياه .
أما الطعام في المنزل فله حكاية أخرى فلا فتات طعام ولا شراب يوجد للأطفال ولا يجدون إلا أن يتسلقوا شجرة الجميز بجوار المنزل ليأكلوا ثمرها, وتقول الطفلة ألاء في التاسعة من عمرها " كل يوم مناكل دقه وشاي وجميز "
ويشير أب الأسرة إلى أنه دفع بفلذات كبده يوسف وخليل الذين لم تتجاوزا (18 عاماً) للعمل في الأنفاق جنوب القطاع رغم الخطر الذي يصل إلى حد الموت في مثل هذا العمل قائلاً "لم أجد أمامي إلا أن ادفعهم للعمل حتى نطعم الأطفال الصغار "
في ختام حلقة برنامج (أغيثوا أسرة) وجه وائل البيوك رسالة إلى كل من في قلبه رحمة أو شفقة بأن يمد له يد العون والخير في شهر رمضان المبارك , وان ينشله هو وأطفاله من الحياة التي يعيشونها منذ سنوات طويلة وأن ينقذوا أطفاله من الجوع .