عندما يقوم وزير اسمه زياد البندك بزيارة معسكر "أوشفتز" في بولندا، المكان الذي يدّعي اليهود أنهم تعرضوا فيه للإبادة الجماعية على يد النازيين، فمعنى ذلك أن السيد محمود عباس هو الذي زار "أوشفتز"، لأن البندك يعمل مستشاراً لعباس للشئون المسيحية.
وحق لليهود أن يهللوا للزائر الوزير الفلسطيني زياد البندك الذي زار غرف السجون التي قضى فيها السجناء اليهود عدة شهور، وحق لليهود أن يفخروا بالوزير الفلسطيني زياد البندك الذي ارتجف أمام الغرف المظلمة التي تعذب فيها اليهود، وحق لليهود أن ينشروا عبر وسائل أعلامهم صور الوزير الفلسطيني زياد البندك، وقد اهتزت مشاعره، وراح يبكي عندما رأي محرقة الجثث التي أقامها النازيون لليهود المساكين، وحق لليهود أن يبرزوا صور الوزير الفلسطيني مرتجفاً مشفقاً، ويمسح دمعته التي سالت على وجع اليهود، في الوقت الذي يبدي اندهاشه وإعجابه بقدرتهم على التمسك بالحق والعدل، ومحاربة الظلم، والإسهام الجدي في الحضارة البشرية؛ رغم ما تعرضوا له من تآمر وإبادة جماعية وذبح ومجازر.
لقد بكي الوزير الفلسطيني زياد البندك، وسال دمعه على الدم اليهودي البريء الذي نزف في "أوشفتز" في الوقت الذي لم يكلف نفسه بزيارة السجون الإسرائيلية التي لما تزل تضم ألاف الأسرى الفلسطينيين، بعضهم قضى أكثر من ثلاثين عاماً، ولم يكلف الوزير زياد البندك نفسه أن يسمع عن التعذيب الوحشي الذي تعرض له عشرات ألاف الجرحى الفلسطينيين على يد الجلاد الإسرائيلي، ولم يكلف الوزير البندك نفسه زيارة بيت أسير فلسطيني واحد محرر من سجون إسرائيل، ولم يزر معسكر لاجئين فلسطيني واحد في الضفة الغربية، طرد اليهود سكانه من بيوتهم، بعد أن دمروا قراهم، واغتصبوا أرضهم، ولم يكلف الوزير البندك نفسه أن يسأل عن مقابر الفلسطينيين التي تضم رفات ألاف الشهداء الذين أطلق عليه اليهود النار ببرود أعصاب، وأهالوا على سيرتهم التراب!.
على الشعب الفلسطيني أن يحاكم زياد البندك، مستشار السيد عباس بتهمة الخيانة العظمى، ويحاسبه على إقراره الرسمي بالأكذوبة اليهودية التي فندها المفكرون والكتاب الغربيون، وعلى رأسهم الفيلسوف الفرنسي "روجيه جارودي".
على الشعب الفلسطيني أن يحاسب زياد البندك بتهمة الخيانة على اعترافه بحق اليهود في السيطرة على أرض فلسطين كاملة، تعويضاً مادياً لليهود عما تحملوه من إبادة جماعية على يد النازيين في معسكر "اوشفتز" و "داخاو"!
على الشعب الفلسطيني إحباط تسلل زياد البندك إلى صلب القرار السياسي الفلسطيني من خلال التقرب لليهود، وذرف الدموع على مقاربهم.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت