غزة- وكالة قدس نت للأنباء
أجمع محللان سياسيان، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعكف خلال الفترة الراهنة في البحث عن تحالف بديل عن "إسرائيل وأمريكيا والإتحاد الأوربي"، بعد فشلهم في تحقيق تقدم في عملية السلام المتعثرة وشعوره بالندم على تعليقه الآمال العريضة على تلك التحالفات التي أضرت بالقضية والمشروع الفلسطيني.
وأكد المحللان في تصريحات خاصة لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" نادر الصفدي، أن أعين الرئيس عباس قد تتجه نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كونها القطب الأقوى الذي لا يستهان به في المنطقة، موضحين أن ذلك الطريق يحتاج لشروط وتنازلات كبيرة.
وكان الرئيس عباس وافق قبل أيام، على دعوة إيرانية لحضور أعمال القمة المقبلة لدول عدم الانحياز التي تستضيفها طهران يومي 29 و30 من الشهر المقبل، وشكر إيران على الدعوة وطلب نقل تحياته للرئيس الإيراني أحمدي نجاد، ووعد بتلبية الدعوة وحضور القمة.
وعلقت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، على موافقة عباس، بالقول أن الرئيس الفلسطيني استغل فرصة الدعوة لإرسال تمنياته الطيبة الى الرئيس الإيراني، وللإعراب أمام واشنطن عن خيبة أمله من سياستها، من النزاع، وكذا إشارة لـ(إسرائيل) تقول إن للفلسطينيين لهم "إمكانيات أخرى" في الشرق الأوسط.
يذكر أنه لم يسبق لعباس زيارة إيران منذ انتخابه في منصبه كرئيس للسلطة منذ عام 2005.
إيران الهدف..
بدوره أكد المحلل السياسي طلال عوكل، أن الرئيس عباس ليس مضطراً ليكون طرف "مطيع" لقوى تحالف معينة في المنطقة ويُبقى علاقاته إيجابية مع أي طرف دولي أو عربي خاصة بعد فشل كل الرهانات على مشروع المفاوضات والتسوية مع الاحتلال.
وأوضح عوكل، أن توجه عباس للانطواء تحت لواء الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليس مستبعداً في الوقت الراهن وخاصة مع انسداد أفق عملية السلام بفعل الممارسات الإسرائيلية، ولكنه يحتاج لكثير من التنازلات، مشيراً إلى أن إيران تسعى وبكل جهد متاح لديها لاستقطاب عباس ناحيتها .
ولفت، إلى أن إيران أصبحت قطب إقليمي وقوة لا يستهان بها على مستوى المنطقة والعالم ، مضيفاً : "خيارات عباس لحليف بديل صعبة وتحتاج لقرارات وتنازلات كبيرة تتعلق بالمقاومة والمفاوضات وإزالة دولة اليهود .
رسائل خفية ..
في حين قال المحلل السياسي حسن عبدو ، إن الرئيس عباس أراد عبر موافقته على دعوة زيارة إيران وحضور أعمال القمة المقبلة لدول عدم الانحياز إرسال رسالة هامة لكافة الدول التي تدعم مصير التسوية مع الاحتلال الإسرائيلي وتصر على العودة للمفاوضات من جديد رغم فشلها ".
ولفت عبدو، إلى أن الرئيس "أبو مازن" لا يستطيع في ظل الظروف التي تمر بها السلطة أن يبحث عن تحالف بديل، وما يمكنه فعله الآن هو فقط إرساله رسائل تحذيريه هنا وهناك بقربه الانضمام لتحالف إيران أوغيرها من القوى الكبرى المضادة .
ويري أن عباس يعتقد التغييب عن مؤتمر "دول عدم الانحياز" ضرر للقضية الفلسطينية، على مبدأ مقوله " لن نغيب عن أي تجمع دولي قد يدعم القضية الفلسطينية"، موضحاً أن رئيس السلطة يعي تماماً طبيعة المرحلة المقبلة خاصة بعد فشل كل الرهانات التي علقها على الدور الأمريكية والأوروبي ومواصلة إسرائيل لسياسية الاستيطان ونهب الأراضي وإنهاء فكرة حل الدولتين وتجاهل كافة الدعوات الدولية التي نادت باحترام الحقوق الفلسطينية.
وشدد عبدو، على أن فكرة بحث السلطة عن تحالف بديل هي الأنجع في المرحلة الحالية، موضحاً أن رسالة عباس في التوجه لإيران والتفكير بتحالفات جديدة لن تثير غضب الدول الراعية لعملية التسوية وستتعامل معها بنوع من "التهميش".