غزة – وكالة قدس نت للأنباء
بعيونها التي تغرغرت بالدموع أكثر من مرة أثناء حديثها، جلست السيدة الفلسطينية أم محمد قطة المصابة بمرض القلب تشكو قلة حيلتها وفقرها ومرض زوجها وابنتها الصغيرة لطاقم برنامج (أغيثوا أسرة) الذي يبث عبر قناة "هنا القدس" الفضائية.
"جوزي مريض نفيساً , وأنا مصابة بمرض القلب وابنتي لديها اعوجاج بيدها ولا تتكلم (صعوبة بالنطق), ولا يوجد دخل نعتاش منه ونحن نأكل من إيدين الناس", بهذه الكلمات بدأت أم محمد تروى ما تعانيه في حياتها اليومية هي وأطفالها الثمانية الذين ينامون أكثر لياليهم وأمعائهم خاوية .
وعلى اختلاف أسماء الأسر الفقيرة في قطاع غزة , مع اشتراكهم في نفس المعاناة التي تعانيها هذه الأسر من الفقر والأمراض ومنازلهم التي لا تتوفر فيها أدني المقومات الصحية , بدأت تتسع نسبة الفقر في القطاع نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 6 سنوات، حيث تشير الدراسات إلى أن 65% من المواطنين في قطاع غزة يرزحون تحت خط الفقر العام، في حين بلغت نسبة المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر المدقع 38%.
المنزل الذي تقطنه السيدة أم محمد قطة في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة , ليس ملكها، وهو بيت مستأجر تدفع أجرته لصاحبة بعد أن تمد يدها لأيدي الناس تستجدي عطفهم ورحمتهم لإعطائها قليل من المال كما تقول في حديثها، وبعد أن تجمع المال تدفع أجرة هذا المنزل والذي تعتقد عندما تراه أنه منزلاً مهجوراً لا تصدق أن أسرة مكون من 8 أطفال تعيش بداخله .
وتضيف أن زوجها أبو محمد قطة (40 عاماً) , مريض بمرض نفسي ولا يستطيع أن يمارس أي نوع من العمل على الإطلاق بل هو بحاجة دائمة للعلاج والرعاية وهذا أيضا ما لا يتوفر له, الأمر الذي يجبرها للخروج من المنزل ومد يدها لناس .
بملابسه الرثة والتي دلت على حاله جلس أبو محمد هائماً على وجهه وقد تفاقم وضعه الصحي سوءاً بعد سوء , دون أن يلفظ بكلمة واحدة، فقد غيبه المرض عن نفسه وعن أطفاله وعن بيته الذي تآكلت جدرانه وانتشرت فيه أعشاش الحشرات.
وفى جولة قامت بها كاميرا "هنا القدس" داخل المنزل تبين أن المنزل لا يحتوي علي أي نوع من الأثاث وهو خالي تماماً ولا يوجد به إلا بعض ملابس الأطفال الصغار، وتشير السيدة قطة إلى أنها كانت تصنع بعض الطعام باستخدامها الحطب والنار التي تشعلها يدوياً , قبل أن يمدها أهل الخير بأسطوانة وغاز لتستخدمها في حياتها اليومية .
وفى صالة المنزل الذي ظهر خالياً إلا من كرتونه صغيرة بجانب الحائط وفرشة واحدة جلست عليها والدة الحاجة قطة وأختها التي كانت في زيارة لها أثناء وجود طاقم برنامج (أغيثوا أسرة) والتي لم يكن حالها افضل من حال إبنتها وتضيف قائلةً " الحمد لله على الوضع الذي تعيشه بنتي والله أتقاسم أنا وهي كاست الشاي ورغيف الخبز , وأنا وضعي صعب كمان وعايشة لحالي أنا وبنتي, ربنا لا يحرمنا من أهل الخير ".
أما عن مكان نوم الأطفال فقد أوضحت السيدة أم محمد أن أطفالها ينامون على ارض المنزل دون فراش ودون غطاء يحميهم من برد الشتاء ومن حر الصيف, وبتنهيدة تتدفق من أعماق الأوجاع المتراكمة بداخلها تقول " أعاني من مرض القلب وأصاب بضيق نفس واحتاج إلى علاج باستمرار "
وتوضح أنها توجهت إلى الحكومة في قطاع غزة وروت لهم حالها الصعب وبعد تشكيل لجنة بحث اجتماعية تم التأكد من الأوضاع الصعبة التي تعيشها العائلة،وتم صرف لها قطعة ارض تبلغ مساحتها 100 متر , واعطيت لها مهلة لمدة شهرين للبناء عليها" داعية كل القلوب الرحيمة إلى مد لها يد العون بأقرب وقت .
هذا وتفيد التقارير الرسمية في قطاع غزة أن نسبة البطالة تجاوزت وفقاً لأخر إحصائية 45.2%، بحسب التقرير الذي أصدرته وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين.