سهيلة أصغر متطوعة في حملة "يلا نفطر سوا"

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
الخامسة مساءاً هي الساعة المحددة من كل يوم (أحد – ثلاثاء- خميس) من أيام شهر رمضان المبارك، التي تحمل فيها الطفلة سهيلة أبو شرخ ثمانية أعوام، جزء مما أعدته والدتها من الطعام للإفطار، وتتوجه به إلى مقر حملة "يلا نفطر سوا" التابعة لحمة الإحسان التطوعية.

وتوضح سهلية وهي أصغر متطوعة في الحملة لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر،أنها بعدما تحضر الجزء الذي أعدته والدتها من الطعام، تقوم بمساعدة فريق لجنة فرز الأطعمة، وتبدأ بتفريغ الألبان المتبرع بها من العلب الكبيرة، لتعبئتها في علب صغيرة، إضافة إلى توزيع الزيتون على علب صغيرة، كما تساعد الفريق بتغليف الأطعمة.

طبختك نصفين ...
وتعبر الطفلة سهيلة عن سعادتها وهي تساهم مع زملائها وزميلاتها في توفير وجبات الإفطار للعائلات الفقيرة بغزة، متمنية أن يحصل أطفال هؤلاء العائلات على حياة كريمة، ويتمكنوا من الاستمتاع بالعيش في أجواء شهر رمضان وأن لا يشعروا بالحرمان والنقص.

من جانبه يقول الشاب يوسف القهوجي منسق حملة "يلا نفطر سوا" إن" فكرة الحملة جاءت من برنامج أحمد الشقيري خواطر- إحسان-، والذي يسعون عبره لنشر ثقافة التطوع بغزة على أنها (ايجابية وليست سلبية)، مفسراً أن حملتهم تعتمد على شعار " طبختك نصفين، نصف إلك والنصف الثاني يدخلك الجنة".

ويتابع" الفكرة نوعية تعتمد على أن المواطنين المشاركين بالحملة يطبخون الطعام، لهم نصفه وللحملة النصف الثاني تطوعاً وتبرعاً، وبذلك تكون العائلات الفقيرة تتناول إفطار كإفطار العائلات الغنية أو متوسطة الحال".

مراكز تجميع...
ويقول القهوجي إن" الفكرة جديدة وأول مرة تقدم، ولا نتوقع أن تنجح بنسبة 100%، فنحن نطمح بأن تنجح بنسبة 50%، هذا العام, والقادم تكون النسبة أعلى"، ويشرح آليات عملهم قائلاً" قمنا بالتنسيق مع عدد من السوبر ماركات ومكاتب التاكسيات وغيرها من الأماكن كمراكز لتجميع الأطعمة".

ويوضح" نقوم بتوزيع إستبيانات وبوسترات وإعلانات تتحدث عن الحملة على مناطق التجميع المنتشرة بغزة، ونتابعها بشكل يومي، ونجمع الاستبيانات من الأماكن بعدما يقوم المتبرعين بتعبئتهم، وفي ساعة محددة قبل الإفطار نقوم بالاتصال بهم، ونزودهم بعلب بلاستكية جديدة ليضعوا فيها الأطعمة".

أي تمويل ...
ويضيف" نخبر المتبرعين بأن عليهم أن ينزلوا الأطعمة إلى مركز التجميع القريب منهم ما بين الساعة4:30- 5:00 مساءا "، مشيراً إلى أن فريق المتطوعين يتوجه إلى مركز التجميع ويحضر الطعام إلى مقر شبكة " أمين" الإعلامية بغزة، لتبدأ عملية الفرز والتوزيع والتأكد من جودة الأطعمة، معبراً عن سعادته الشديدة لمجرد سماعه الدعوات من السيدات عند تسليم الوجبات .

وينوه القهوجي أن كافة العاملين في إطار الحملة "يلا نفطر سوا" هم من طلبة الجامعات ويعتمدون على الدعم الذاتي ولا يتلقون أي تمويل من أي جهة ما، مشيراً إلى أنهم مقسمين إلى ست لجان أساسية، أهمها اللجنة اللوجستية والتي تشرف على عمل كافة اللجان وتسهل مهامهم منذ لحظة جمع الأطعمة من مركز التجميع وصولاً إلى توصيلها إلى منازل العائلات الفقيرة.

كبيرة ومتنوعة...
ومن جهتها توضح منسقة اللجنة الإعلامية في الحملة روان عبد اللطيف، أنها عملت في معظم الحملات التي نفذتها حملة الإحسان، وقالت " إنها تعمل في اللجنة الإعلامية، ومع زميلاتها في عملية فرز الأطعمة التي تصلهم من المتبرعين"، مشيرة بأنه يصلهم كميات كبيرة ومتنوعة من الأطعمة.

وتبين أن المتطوعين عند عملية فرز الأطعمة التي تصلهم يتأكدون بالدرجة الأولى من جودة ونظافة الأطعمة، ثم يتم تجهيزها كنظام وجبات للتوزيع.

وتقول "إنهم من خلال التجهيز يراعوا أن تشمل الوجبة المقدمة للعائلات الفقيرة وجبة رئيسية، ومعها أطعمة أخري كالشوربات والألبان والتمر، إضافة إلى مراعاة عدد أفراد الأسرة لتحديد حجم الوجبة."

بسمة عيد...
وتشير منسقة اللجنة الإعلامية إلى أنهم في الحملة أنهوا تجهيز كافة الملابس التي ستشارك في معرض " بسمة عيد"، والذي سيقام قبل عيد الفطر بأيام، وقالت إن" فريق الحملة أتم جمع الملابس وقام بغسلها وكويها وتعبئتها في علب، بحيث تكون جاهزة لاستخدام العائلات الفقيرة ".

وتساعد هديل البرقي زميلاتها في عملية فرز الأطعمة، إضافة إلى ممارسة عملها الأساسي ضمن لجنة المتابعة التي تقوم بمتابعة سير عمل حملة " يلا نفطر سوا" على صعيد الست لجان، قائلة" بناء على عملية تقييم العمل بشكل يومي، يتم تحديد نقاط الخلل ومعالجتها ووضع خطط بديلة، إضافة إلى مناقشة نقاط النجاح وتعزيزها".

وحول شعورها وهي تمارس هذا العمل تقول "تشعر أنك تمتلك نوعا من العطاء، وأن هناك مساحة من وقتك وجهدك تعطيها بشكل جيد، ناهيك عن الأجر الذي تحصل عليه في الدينا وفي الآخرة، إضافة إلى الأثر النفسي وحجم السعادة التي تدخلها على قلوب العائلات الفقيرة".

عملية التوزيع ...
ومن جانبه يوضح منسق اللجنة اللوجستية محمد عابد أن عملية التوزيع تبدأ بمجرد انتهاء لجنة الفرز من عملها، ويقوموا كشباب متطوعين بنقل الوجبات إلى بيوت العائلات الفقيرة بشكل مباشر، مشيراً إلى أن فريق كامل يخرج في وقت محدد، قبل الإفطار بحوالي ساعة على جميع المناطق بالقطاع وفق خطة معينة.

ويقول " قمنا قبل حلول شهر رمضان المبارك بعملية بحث ميداني وجهزنا قائمة كبيرة بأرقم وأماكن سكن العائلات الفقيرة والتي تحتاج إلى مساعدات، إضافة إلى وجود قائمة سابقة لدينا من العام السابق، والتي جمعناها ضمن "حملة رمضان يجمعنا".

ويوضح عابد بأنه في الأيام الأولى من الحملة كانت تستفيد حوالي أربعين أسرة فلسطينية من الوجبات، ولكن مع تقبل المواطنين للفكرة، بدأ يظهر إقبالاً أكبر، وهو ما يعنى زيادة نسبة الأسر المستفيدة من الحملة، معتبراً أن عملهم بالدرجة الأولى إنساني تطوعي ولا يتلقون مقابل إلا الابتسامة التي يستقبلهم بها الأطفال عندما يوصلون إليهم الأطعمة قبل الإفطار .

ويعتبر عابد أن التطوع بـالنسبة له يحقق الرضى الذاتي، وهو بمثابة التعبئة المناسبة لأوقات الفراغ، بـالإضافة لـكونه الطريق الأمثل لـبناء الثقة بينه وبين أفراد وشخصيات المجتمع، موضحا ًأن لجنته على عاتقها تحديد مهام الأفراد، والتخطيط المتأني للفعاليات، وتوفير المعدات اللازمة لـباقي اللجان، وأي أعمال تختتص بـالجانب الفني والتنسيقي المتعلق بـالحملة ..