رومني .... القدس عاصمة إسرائيل ........ أين موقف وزراء الخارجية العرب

بقلم: علي ابوحبله


ميت رومني المرشح الجمهوري لرئاسة البيت الأبيض جاء حاجا إلى القدس معلنا حملته الانتخابية منها لينال رضا اليهود لترشحه ونيل أصواتهم في الولايات المتحدة الامريكيه على حساب منافسه الرئيس الأمريكي الحالي اوباما ، ميت رومني وصف القدس عاصمة إسرائيل وقال في كلمه له أمام مؤسسة القدس بحضور رئيس بلدية المدينة نير بركات اشعر بتأثر كبير لوجودي في القدس ، هذا التصريح من قبل مرشح الحزب الجمهوري يظهر مدى التأييد الأمريكي لإسرائيل ، بتلك المعطاءات السخية والاتفاقات التي جميعها تستفز مشاعر العرب والمسلمين وكل تلك الاتفاقات على حساب الحق العربي والإسلامي ، الموقف الأمريكي السلبي من القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تسعى أمريكا من خلال مشروعها للشرق الأوسط الجديد تسعى أمريكا لتكريس الوجود الإسرائيلي والهيمنة الاسرائيليه من خلال التفوق العسكري الإسرائيلي وذلك على حساب الحق العربي والفلسطيني ، ليس من حق ميت رومني ولا من حق أمريكا التنازل عن القدس لصالح إسرائيل ولا يجوز لأمريكا أو أيا من مرشحيها أن تدعم الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان الإسرائيلي وتساوم على الحق الفلسطيني مقابل حفنه من أصوات اليهود ،

إن الحق الفلسطيني ثابت عبر التاريخ ولا يمكن لهذا الحق أن يزول بفعل التقادم أو مرور الزمن لان الحق الفلسطيني بأرض فلسطين حق الهي شرعي لا يمكن لأيا كان أن ينزع الحق الإلهي للفلسطينيين والمسلمين بأرضهم فلسطين وبقدسهم وأقصاهم وهذا الحق راسخ ثابت بكل الشرائع السماوية وان كان ميت رومني يجهل الشرائع السماوية ويجهل التاريخ ليعمل على تأهيل نفسه وتثقيف نفسه بقراءته للتاريخ والعلوم الدينية من مصدرها الصحيح وليست من مصادر تزور التاريخ والحقائق ، إن تصريحات رومني كان من المفروض أن تستفز مشاعر وزراء الخارجية العرب وعلى رأسهم السعودي والقطري والتركي الذين يرتبطون مع أمريكا باتفاقات ومعاهدات وهم يستظلون بالحماية الامريكيه وهم رأس الحربة في تنفيذ المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد ، كان من المفروض بأمين عام ألجامعه العربية أن يستنكر تصريحات ميت رومني وان يدعو وزراء الخارجية العرب لاجتماع عاجل لإعداد مشروع قرار يقدم لمجلس الأمن يدين التصريحات الامريكيه ويدعوا إلى وقف كافة الإجراءات والممارسات الاسرائيليه المدعومة من أمريكا بحق الفلسطينيين ليستصدر قرارا من مجلس الأمن ضد قرار إسرائيل بهدم ثماني قرى في منطقة الخليل وبوقف الاستيطان وتهويد القدس ،

إن انشغال وزراء الخارجية العرب وانشغال الأمين العام للجامعة العربية بالإعداد لمشروع قرار لمجلس الأمن يدعوه للتدخل العاجل والسريع بالشأن السوري وبإرسال قوات عسكريه أجنبيه تحت ما يسمى بحماية المدنيين والعمل على تدمير سوريا والجيش العربي السوري وإخضاع سوريا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة هو أولوية النظام العربي والجامعة العربية التي انحرفت عن مسارها وأصبحت ألعوبة النظام الذي يخدم أهداف أمريكا وإسرائيل ، ولا غرابة في هذا الموقف العربي من القضية الفلسطينية ومن هذا التهميش الذي عليه القضية الفلسطينية ومن التغاضي العربي من هذه المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ومن هذا الموت المبطئ للشعب الفلسطيني لشح الموارد وشح الدواء والعلاج الذي أصبحت تفتقده العيادات والمستشفيات الفلسطينية بفعل الحصار المالي الذي تعاني منه السلطة الفلسطينية ، إن تصريحات ميت رومني لا تشكل استفزازا لبعض وزراء الخارجية العرب لان التصريحات تتوافق والمخطط الأمريكي الصهيوني للربيع العربي الهادف لتذويب القضية الفلسطينية وان جل ما تسعى لتحقيقه بعض تلك الانظمه العربية التي قبلت لتكون رأس حربة المشروع الصهيوني الأمريكي هو تهميش القضية الفلسطينية وتحقيق امن إسرائيل ونسي كل أولئك المتآمرين على فلسطين والحق الفلسطيني قول الله تعالى في سورة الإسراء والمعراج ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع العليم )وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تشد الرحال إلا لثلاث مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا ) هذا الأمر الإلهي هو الرد على ميت رومني لان التشريع الإلهي للحق الإسلامي والفلسطيني هو أمر يدحض كل تلك الأقاويل والتصريحات التي لن تثني من عزيمة الفلسطينيين والمسلمين بالتمسك بحقهم في فلسطين والقدس التي هي مفتاح الحرب والسلام عبر التاريخ ومهما تقاعس العرب وتخاذلوا بتناسي الحق أو التغاضي عن ألمطالبه بهذا الحق فان الحق عبر الأجيال قائم والتاريخ خير شاهد على هذا الحق في القدس وفلسطين ولن يرحم التاريخ كل أولئك المتخاذلون والمتآمرون على القدس وفلسطين

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت