أم زكي تميز مائدتها بالأكلات الفلسطينية

جدة – وكالة قدس نت للأنباء
عملت السيدة أم زكي صافي الفلسطينية المقيمة بالسعودية، على تمييز وتزيين مائدة إفطارها بالأكلات الفلسطينية التي تعلمتها منذ أن كانت طفلة على يد والدتها، قبل أن تنتقل إلى العيش في جدة مع زوجها، في المملكة العربية السعودية.

وتقول أم زكي لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء مياس أبو الجبين" لرمضان أجواءه الخاصة هنا في السعودية، أجملها الأجواء الإيمانية، فبعد تناول وجبة خفيفة من الإفطار نتوجه لصلاة التراويح داخل الحرم، ومن ثم نعود إلى منازلنا ونتبادل الزيارات بيننا وبين الأهالي والأصدقاء".

وتبين أم زكي أنها تحاول أن توجد الأجواء الفلسطينية داخل منزلها، قائلة" أضيف في هذا الشهر نكهة خاصة من نكهات فلسطين لبيتي ولعائلتي، فأنا لم أنسى تلك الأكلات التي علمتني إياها أمي وأنا صغيرة، فها أنا اليوم احضر لعائلتي أكلة "المسخن" كطبق رئيسي لهم ،لأعرفهم شيئا عن أكلات بلدهم، والتي لم يروها منذ ولادتهم ".

جيرانها ...
وتبتسم أم زكي حينما أخبرتنا عن زيارة جيرانها الفلسطينيين إلى بيتها المزين بالتراث الفلسطيني، فأينما رميت عينك إلا وأن ترى شيئا يذكرك بفلسطين التي لم تفارقها، فترى مرة الكوفية الفلسطينية معلقة على الجدران، وتارة أخرى ترى التطريز الفلاحي تحتفظ به في غرفة الاستقبال، ليضفي جمالا للغرفة، وغيرها من الأمور الملاحظة على بيتها.

وتوضح أنها تتبادل مع جيرانها الفلسطينيين وغير الفلسطينيين، أسماء وطرق إعداد الأكلات الفلسطينية، معتبرة ذلك يأتي في سياق الحفاظ على التراث الفلسطيني من الضياع، وتوريثه لأبنائها الذي لم يزوروا فلسطين منذ ولاداتهم، مؤكدة أن ضيوفها يحضرون أطباق مختلفة من الأكلات الفلسطينية، ناهيك عن تأثرهم الملموس بالعادات السعودية، فمنهم من يفضل " الكبسة " ومنهم من لا يستغني عن القهوة العربية.

مكة المكرمة ..
ويوضح ابنها الأكبر زكي والبالغ من العمر خمس وعشرين عام بأنه عندما تكون وجبة الإفطار الأساسية فلسطينية يشعر بالسعادة لأن الأكلات الفلسطينية طيبة، وبالنسبة لهم أكلات غير متوفرة دائما سواء في المطاعم أو الأسواق، قائلاً " ما في بعد طبخ البيت ولما يكون فلسطيني".

ويشير إلى أنه بعد تناول الإفطار يتوجه وأصدقائه إلى مكة المكرمة لأداء الطاعات الدينية، مبيناً أنه في العشر الأواخر من رمضان يعتكف في المسجد الحرام، في حين يفضل أطفال أم زكي الصغار لعب كرة القدم بعد صلاة التراوح، وحتى منتصف الليل وبشكل يومي من ليالي رمضان.

وأهل مكة ...
وأهل مكة دائما يحضرون الأطباق الشهية في شهر رمضان، كالفول المخلوط بالعدس ومعه خبز "التميس" الساخن الذين يشتهرون به، كما أنهم يحضرون أكلة "المعصوب " المكونة من الموز والعسل مضافا إليه الخبز الرقيق، وذلك استعدادا للسحور قبل الإمساك عن الطعام.

قلوب الناس ...
أم محمد الشمري سعودية من سكان جدة ما أن تزور بيتها تشتم رائحة البخور التي تجول في كل مكان من أركان البيت، تقول"أحب هذا الشهر الكريم لما يحمله من رحمة وتآلف بين قلوب الناس، وتنقية قلوبهم من الذنوب والأحقاد ،حيث أضيف رونق لهذا الشهر من تعليق بعض أنواع الزينة من فوانيس والأنوار المختلفة في أرجاء البيت ".

وفي السعودية جرت العادة بأن يفطر أهلها على وجبات خفيفة، كشوربة الشوفان والقليل من التمر الذي لا يفارق أي بيت سعودي بجوار القهوة العربية المضاف لها الهيل والمسمار والقليل من الزعفران، وبعد انقضائهم من صلاة العشاء والتراويح يتجهون إلى بيوتهم لتناول وجبة دسمة معروفة لديهم بالكبسة، وهي أكلة رئيسية لديهم .

وتضيف الشمري جارت الفلسطينية أم زكي "دائما ما اذهب أنا وأولادي الستة في شهر رمضان إلى مكة المكرمة، لتأدية الصلاة مع آلاف المصلين، للتقرب إلى الله أكثر تضرعا إليه، ولنشرب من ماء زمزم الذي ميزه الله تعالى عن غيره بالمذاق النوعي ،والذي يعتبر سيد المياه ".

"عادة القريش " هي عادة معروفة منذ اجل عند السعوديين، فاغلب البيوت السعودية يحتفلون فيها حتى اللحظة كما قالت لنا أم محمد موضحة العادة بأنها عبارة عن اجتماع الأهل أو الأصدقاء قبل بدء شهر رمضان بليلة أو ليلتين" .

وتقول أم محمد :" كل واحد في السعودية يشارك بطبق معين ونتناول القصص الممتعة خصوصا عن أيام وليالي رمضان الجميلة منها، ومن مده أصبحت هذه العادة تقام بالمطاعم والكافيهات".