قبل عام كان بشار بن حافظ يسوس كل المدن السورية، وكان يدوس في أحشائها، ليخضعها ذليلة، وقبل عام كان بشار بن حافظ يقتل دون رادع، ويسجن بلا سبب، ويذبح، ويطرد، ويمنح، ويمنع، وكان الشعب يقدم روحه ودمه رخيصة على مذبح الحرية، وقبل عام كان بشار بن حافظ يمتلك السلاح وحده، ويفتك بالناس وحده، وكان الشعب لا يمتلك إلا إرادته، وصوته المدوي في الميادين، وقبل عام كان بشار بن حافظ يمتلك جيشاً متماسكاً، واقتصاداً قائماً، وولاءً يكاد يكون مطلقاً، لذلك كان يستخف بما يحدث في سوريا، ويهزأ من الشعب، وهو يصف حراكه بلعب عيال، لقد سخر بشار بن حافظ، وتحايل، وتمايل أمام وسائل الإعلام، وظن نفسه ممسكاً بتلابيب البلاد إلى الأبد، وأغمض عينه واثقاً.
اليوم تغيرت الأحوال، وصارت أكثر المدن السورية في قبضة الثوار، وثار كل الناس ضد بشار بن حافظ، اليوم خرجت نصف البلاد عن طاعة بشار بن حافظ، وتسعى لتخليص ما ظل في قبضته، اليوم يمتلك الشعب السوري سلاحاً يواجهون فيه سلاح بشار، وصار الثوار يقتلون من رجال بشار مثلما يقتل منهم، ويلقون القبض على رجال بشار بن حافظ مثلما كان يقبض عليهم، اليوم ارتفعت معنوية الجماهير، وتحقق لها النصر، وانهارت دفاعات بشار، وتأكد لقادته حتمية الموت، وانفرط عقد جيشه، وتهاوى اقتصاده، وازداد بشار ضعفاً على ضعف، وباتت الطريق لنهايته واضحة المعالم، ولم يبق من زمن الثورة إلا أقل من الذي مضى، ولم يبق على الثوار أن يدفعوا من الدم إلا أقل مما انسكب، ولم يبق على الشعب إلا أن يصطبر قليلاً، فالنتيجة تقترب، وخلاص سوريا بات محققاً.
النهاية التي تقترب من بشار بن حافظ هي نفس النهاية التي اقتربت من زميله معمر بن القذافي، والنهاية التي اقتربت من معمر بن القذافي هي نفس النهاية التي اقتربت من زميله حسني بن مبارك، وهي نفس النهاية المحتومة لباقي حكام العرب!.
فمتى يفقهون بأن بشار ليس استثناءً؟ متى يدركون بأننا لهم كارهون، وأننا عليهم لثائرون، وإنهم في يوم قريب لمنبوذون، وأن النار ستحاصرهم في قصورهم، وتلتف حول أعناقهم، ولن تتركهم إلا رماداً تذروه رياح الثورة؟ فأفيقوا أيها الحكام الغافلون، واهربوا بما جمعتم من مال وموالين، فلن تجديكم نفعاً هذه الجيوش، ولن تحميكم الحصون، فجميعكم بشار بن حافظ، وغالبيتكم معمر بن القذافي، ومعظمكم مسحولٌ ومطحون.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت