عتمة الاستبداد ونور الديمقراطية

بقلم: يحيى المدهون


للانتقال من عتمة الاستبداد إلى نور الديمقراطية يحتاج الناس إلى بناء متواصل ومتابعة حثيثة لتعزيز مبادئ التربية المدنية الفاعلة بمشاركة الحكومات وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني باعتبارها السبيل الأفضل لتزود الفرد بثقافة الحوار واحترام الرأي الآخر، بعيدا عن ثقافة العنف والتمييز، كذلك إكسابه مهارات التعبير عن الرأي وتدريبه على أساليب رفض الاستبداد والظلم الذي يُعمق حالة التخلف ويرسخ ثقافة الانصياع والرضوخ ويجعل الناس تنفر من أوطانهم، ويصيبهم بالضعف والهوان.

­­نحن بحاجة لبيئة اجتماعية وسياسية واقتصادية مدنية آمنة تستوعب الجميع مرتكزة على قيم الديمقراطية من عدالة ومساواة وحرية؛ لتشجيع الناس على المشاركة الفاعلة والعمل المخلص لتوفير أفضل الظروف لحياة فلسطينية حرة يسودها روح العمل الديمقراطي المميز الذي يسهم في التخفيف من حدة الصراعات الداخلية والتوترات المؤدية إلى شيوع ثقافة الكراهية والإقصاء والعنف والفساد وغياب العدالة في المجتمعات.

الديمقراطية تؤمن للشعوب حياة حرة مبنية على أسس التآخي والتعايش ومد جسور الثقة والتعاون البناء وهي الطريق الأمثل لبناء حاضر ومستقبل الشعوب وتمكين حقهم في حماية أوطانهم من خلال محاسبة الفاسدين والعابثين بمقدرات الوطن، واختيار أناس ذات كفاءة ومصداقية ونزاهة والعمل على عزل قوى العنف والتطرف والفساد حتى يستعيد الوطن عافيته وسلامته ويستعيد المواطن هيبته وكرامته ويعم الأمن والاستقرار. كما أن الديمقراطية تعمل على توثيق أواصر الصداقة والتفاهم وتوفر الإحساس بالمسؤولية الوطنية والاجتماعية وغيرها التي تسمح للفرد بالقيام بواجباته تجاه محيطه المجتمعي بما يعكس نهضته وتطوره وتعمل على تهيئة الظروف المناسبة المفعمة بالنشاط والحيوية وحب العمل من خلال الارتقاء بوعي الناس وتنمية شخصيتهم ومعالجة قضاياهم بحكمة وإخلاص.

ولعل أبرز ما تحققه الديمقراطية السليمة والصحيحة أنها تشعر المواطن بالأمان في ممارسة حقه في التعبير عن رأيه بكل حرية ويسر، وتضمن له التفاعل الصادق والحيوي مع قضايا مجتمعه وتجعله أكثر إنتاجية وأكثر إيجابية في التعاطي معها ومعالجتها في ظل توفر مبادئ ومفاهيم النزاهة والشفافية والمساءلة والمحاسبة في إدارة شؤون الوطن والتعامل مع المواطنين كافة بإنصاف وعدالة لصيانة واحترام كرامة المواطن والابتعاد عن التكبر والغطرسة والغرور والأهواء الشخصية والحزبية في التعاطي مع الناس ومشكلاتهم اليومية.

كتب: يحيى المدهون

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت