أيها الفلسطينيون : انقذوا وطنكم من الهلوسة ،والتصريحات الهستيرية ؟؟؟ !!!

بقلم: طلعت الصفدي


بالمصادفة ،مع أن الصدفة تحمل في أحشائها الضرورة ،أدرت مفتاح إحدى الإذاعات المحلية الصادرة من غزة ،لمتابعة آخر المستجدات والأخبار المحلية والإقليمية والدولية ،وخصوصا ما يجري في سوريا الشقيقة ،ومجازر مخيم اليرموك ،وتصاعد العنف الدموي من عصابات التدخل الأجنبي العربي والامبريالي ،وفشل كافة الحلول الأمنية والحوارية في انهاء الأزمة الخطيرة التي يتعرض لها الشعب السوري ،فإذ بإذاعة " صوت الوطن " المحلية ،تبث فقرتها اليومية " صباح الوطن " هذه الإذاعة الملتزمة بقضايا الوطن والشعب والقضية .

الاذاعة المحلية : "صوت الوطن "
البرنامج : صباح الوطن
توقيت البرنامج : من الساعة العاشرة حتى الثانية عشر
اعداد وتقديم : الأخ احمد العجلة
الساعة العاشرة صباح يوم الخميس 2/8/2012

وحسب معرفتي ،فان البرنامج يفتح صدره وأثيره ،لمداخلات المواطنين ،يعرضون قضاياهم الحياتية والمعيشية ،ما يؤلمهم ،ما يؤرقهم ،وينغص على حياتهم . وتتنوع الشكاوي والهموم المختلفة من شكاوي العمال ووضعهم البائس مرورا بمشاكل الفلاحين والمزارعين ،والأرض ،وقضايا وهموم الحياة والبيت والأسرة ومتطلباتها المتصاعدة ،وحالة الأمن المفقود ،والإعدامات المتكررة خارج القانون والدستور ،وارتفاع الأسعار ،وعجز حكومة حماس عن حل مشكلة الكهرباء في هذا الحر الذي لم يمر على بلادنا بفعل انتهاك قوانين الطبيعة وأمنا الأرض ،على الرغم من تصريحات مسئوليهم ،بان الله يخلي لنا دولة قطر الإسلامية ،ويطيل في عمرها تحت حماية ورعاية القواعد العسكرية الأمريكية ،والداعمة المزعومة للمقاومة ،وحامية الأمن القومي العربي ،وعن الديمقراطية وحقوق الانسان التي تنتهك صباحا ومساء ،وعن الرواتب ... الخ
هذا البرنامج فرصة يفضفض فيه الناس عن مشاعرهم وأحاسيسهم وعواطفهم ،يعكسون حالتهم النفسية السيئة ،وقلقهم على مصير الوطن الذي كلما دفعوا شهداء ومعتقلين وجرحى أكثر كلما ابتعدوا عن تحقيق أهدافهم ،يبحثون عن سر هذه المعادلة المقلوبة ،فهل العيب في ظروفنا الموضوعية ،ام المشكلة في قياداتنا التي ألهاها التكاثر والتنازع على سلطة الحكم والمال ،وانحرف وجهها عن الكفاح الحقيقي ،ولا زالت تراهن اما على الولايات المتحدة الأمريكية ومفاوضات ولقاءات العبث الطفولي ،وإبداء السذاجة في زيارة معسكر اوشفتز في بولندا ،في حين شهداؤنا محجوزة بمقابر الارقام ،وإما على نشوة الانتصار الزائف والمؤقت للإسلام السياسي ،الذين سرقوا الثورة عينك عينك.

ما لفت انتباهي ،وأنا أستمع الى هذا البرنامج شكوى أحد المواطنين ويسمى " ابو محمد" يتحدث بحرقة وبألم ،ويقسم بأغلظ الأيمان ،وأشدها ،ويكرر القسم عدة مرات ،ويروي أن أحد المسئولين في الاجهزة الأمنية من مدينة رفح ،وهو برتبة نقيب ( ثلاثة نجوم )،وكان حاضرا وقت مطالبة المواطنين بضرورة حل مشكلة الكهرباء والمياه في رفح برفضه لمطالبهم العادلة ،ويصرخ في وجههم ،وبأعلى صوته بأن لديه القدرة على القضاء على الشعب الفلسطيني ،وإحلال بدلا منه شعب آخر. وبعدها توالت الاتصالات المتلاحقة من المواطنين معربة عن استنكارها وإدانتها لتصريحات هذا النقيب ،والتي قوبلت بالاستهزاء عبر التعليقات المتكررة من المتابعين والمتحدثين في هذا البرنامج ..
توقف شعر رأسي وأنا استمع للمشارك في هذا البرنامج ،وأصبت بالفزع والذهول والخوف الحقيقي على مستقبل ووجود هذا الشعب على أرضه !!!
فهل يمتلك هذا المسئول ،وغيره من النفوذ والسلطة والمال ،تؤهله لممارسة ما عجز عنه الاحتلال التركي والبريطاني والصهيوني ودولة التطهير العرقي في اسرائيل ،وكل قوى التخلف والرجعية العربية ؟؟؟ . في حين لم تجرؤ كل ديكتاتوريات الفساد والاستبداد والاضطهاد والاحتلال ،والهلوسة في الكون على مثل هذا التصريح ،حتى في العصور الوحشية والبربرية !!! فكيف يتم شطب شعب من الوجود ،وطرده من ارضه والقضاء عليه ،وهو المرابط منذ الأزل على هذه الارض ،المتجذر فيها والمتجذرة فيه؟؟؟؟.

من هو الشعب الذي يفكر بجلبه بدلا من الشعب الفلسطيني ،هل هم من المستوطنين الذين زاد عددهم عن نصف مليون مغتصب في الضفة الغربية في أكثر من 144 مستوطنة ،أو استيعاب مهاجرين جدد ربما من القاعدة والطالبان من الباكستانيين والأفغان ،من سيرلانكا والفلبين والمرتزقة العرب الذين يعدون المسرح لتفجيرات جديدة في المدن والقرى العربية والإسلامية ،وتقتيل أكبر عدد من المسلمين والمسيحيين . وهل يمكن تهريبهم عبر الانفاق والشروع في توسيعها لاستقبالهم بعيدا عن العين الفلسطينية ،وبهذا يتم التساوق مع مقولة اسحق رابين وزير الدفاع الاسرائيلي الذي حلم بابتلاع بحر غزة لعروسته الأبدية غزة .

طلعت الصفدي غزة – فلسطين
الأحد 5/8/2012

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت